اقتباسات من رواية وحيدة

ولكن الإنسان كائنٌ عجيب. يقول: أريد أن أموت. فلا يموت، يريدُ أن يعيش، فلا يستطيع.

تظن أنك حتى لو تقدمتَ في السن - مع أنه أمرٌ لا يصدقه عقل - لن تشبههم أبدًا؛ لن تصبح تعيسًا، وعابسًا، ومُهترئًا مثلهم لن يصيبك السوء لكن للسوء ألفُ شكلٍ ألفُ طريقةٍ ألفُ وجهٍ حتى أنك لا تدرك متى

يا له من خوفٍ ذاك الذي ينتابُ الإنسان حين يسأل أسئلةً يعرف إجابتها

أنا لستُ سوى انتظار أخبر نفسي مرارًا وتكرارًا أن الأمر سيمر سيمر أصبحُ أنا اليد التي تربِّتُ على رأسي، والصوتُ الذي يُهدِّئ روعي هذا هو الشيء الذي لم أكن أقدر على القيام به في شبابي؛ مواساة النفس مؤلمة، لكن ليس بيدي غيرها

الزمن.. سريعٌ جدًا، بطيءٌ جدًا، خانقٌ جدًا، مُدهشٌ جدًا. هل هو شيءٌ يمر حقًا، أم أننا نحنُ من نمر داخله ؟

في البداية كنتُ أظن أنني سأجن من الوحدة، لكن هذا لم يحدث بل على العكس، لقد جعلتني الوحدة أشعر بتحسن عدتُ إلى نفسي صرتُ أنا ونفسي متعانقتين ثمَّة عالمٌ ما بالخارج، وأنا خارج هذا العالم على ما يبدو، لم أكن أدرك ذلك حتى، لقد انساب الزمن راحلًا.. فالزمن، والفضاء، والجاذبية ليس لهم وجودٌ منفصلٌ عن المادة. وأنا في نهاية الأمر مادةٌ. أتكونُ من لحمٍ وعظام، وكثيرٍ من الأفكار.

‫ لم أعد مُحتاجةً لأيٍّ من التعبيرات باستطاعتي أن أعيش كل المشاعر بداخلي، دون أن يبدو على وجهي أي تغيير كما يجب أن يكون مثلًا، أبكي داخلي، فتنساب الدموع من عينيَّ إلى قلبي مثل نهرٍ تحت الأرض، بدلًا من أن تسيل على وجنتيَّ. اضطرابي كليلٍ ساكنٍ؛ إنه موجود، لكن لا أحد يلاحظه. غضبي كحممٍ بركانية في الصهارة، تغلي وتفور وإن لم ترها الأعين وتظهر على سطح الأرض. أستطيع الشعور بالاشمئزاز أيضًا؛ لكن ما يتقلص معه هي معدتي وليس وجهي ثمَّة أصواتٌ لبعض مشاعري، أرددها داخلي فقط صوت انكسار القلب “دشش”، صوت الضحك – نعم، أستطيع أن أضحك - “هاها”، صوت البكاء “آه”، صوت التفكير “أمممم”، صوت الملل “أووف” إن إخفاء مشاعري عن الأعين أفادني كل الإفادة فلم يعد أحدٌ يسألني: ماذا بكِ؟ البسمة نفسها تعلو وجهي دومًا. أصبحتُ جامدةً، وهكذا أُعفيت من كل القلق عليَّ.

نحن نحتاج التعاسة حتى نشعر بالسعادة، نحتاج السكون حتى نتحرك، نحتاج نومًا عميقًا حتى نتخلص من كابوس، نحتاج الوحدة حتى نحب، ونحتاج الفراق لنصل إلى اللقاء.

كم تأخرتُ على كل شيء! لقد ذهبتْ سُدى كل الأشياء التي لم أعشها بينما كان باستطاعتي أن أفعل.

إنه لأمر مؤلم جدًا كيف يصقل المرء جمودًا داخله مع الزمن كرد فعلٍ على الظلم،

الزمن.. سريعٌ جدًا، بطيءٌ جدًا، خانقٌ جدًا، مُدهشٌ جدًا. هل هو شيءٌ يمر حقًا، أم أننا نحنُ من نمر داخله؟

نحن النساء بعد سنٍ معين نصبح غير مرئيات

نحن نحتاج التعاسة حتى نشعر بالسعادة، نحتاج السكون حتى نتحرك، نحتاج نومًا عميقًا حتى نتخلص من كابوس، نحتاج الوحدة حتى نحب، ونحتاج الفراق لنصل إلى اللقاء.

فحتى مشاعر الحزن، والتألم، والسرور تحتاج لوجود الآخر. فقط عندما يراها شخصٌ آخر تصير كما لو أنها حقيقية.

أنا في أمانٍ هنا دون أي شخص. وحدي؛ دون أن أتحدث مع أحد، أو أرى أحدًا، أتخلى عن كل الآمال متلذذةً بوحدةٍ حقيقية.

أخرجُ تاركةً عمرًا ورائي. من الدرج، إلى الحديقة، إلى الشارع. وكأنني أمرُ من عالمٍ إلى آخر.

‫ أضعُ “چنات” وبقية الفتيات في قلبي. فقد أتلاشى عن وجه الأرض في فراغ فقدان “دفنى” الهائل.

إن ظللتَ تكرر كذبةً لفترة طويلة بما فيه الكفاية، فعاجلًا أم آجلًا ستقتنع بها. الكذبة التي تخلقها تخلقك، وتحوِّلك إليها، وتجعلك جزءًا منها. غير أن نقطةً في أعماقك تعلم الحقيقة يقينًا

إن أجمل شيء يحدثُ للنساء في هذه الدنيا هو التقدُّم في العمر فبعد سنٍ مُعيَّنٍ، يُرد إليكِ اعتبارك في حفلٍ تكريمي، تُقلَّدين فيه نجومًا على كتفك تحصلين على نجمة أولى في الأربعينيات من عمركِ هذا هو العِقد الأول الذي لن توبخي فيه بسهولة مطاطئة رأسك.

وأقمت حدادًا على نفسي وأمي. بنهاية اليوم الأربعين أدركتُ أن الحياة عبارةٌ عن مجموعة من الخيارات، وأنا من اخترتُ أسوأها.

يظن المرء دومًا أن الموت هو شيءٌ يحدث للآخرين عمى بشري عمى الظن أنه وكل من يحبهم لا يمسهم الموت ثم ذات يوم، في لحظة لا ننتظرها أبدًا – فمن قد ينتظر لحظة انتزاع الموت لأحد أحبائه - إذ بالدنيا تتوقف عن أن تصبح كما نعرفها . أدركت هذا مع موت أبي.