اقتباسات من كتاب كيف تصبح كاتبا

‫ إن لُبَّ الحقيقة هنا يكمن في مفهوم أن الكاتب العبقري ينبغي أن يحافظ على العفوية حتى أنفاسه الأخيرة، وعلى إحساس الطفل المتأهب، وبراءة العين التي تعني الكثير للفنان، والقدرة على الاستجابة بسرعة وبنشاط للمشاهد الجديدة، والمشاهد القديمة كما لو كانت جديدة، وأن يرى الصفات والخصائص كما لو كان الله قد خلقها للتو، بدلًا من تصنيفها بسرعة في قوائم يعلوها تراب اللامبالاة، وتعليبها دون دهشة أو مفاجأة، وأن يشعر بالمواقف بقوة وبشكل فوري

‫ ربما لا يجرؤ هذا الكاتب الهاوي أن يطلق مسمَّى «العبقرية» على الدافع الغامض لتسجيل تصوراته عن العالم، وربما لا يجرؤ أن يتوحد للحظة مع خلود الكتابة، ولكن جُملة «العبقرية لا يمكن تعليمها»، التي يبدو أن معظم المعلمين والمؤلفين يرددونها باستمرار في بداية أحاديثهم وتعليماتهم، هي بمثابة نذير الموت لأمله الحقيقي وسيظل يرغب كثيرًا في سماع أن هناك بعض السحر في الكتابة، وأن ينضم إلى عُصبة المؤلفين ‫ أعتقد أن هذا الكتاب سيكون فريدًا من نوعه؛ لأنني أؤمن أن هذا الكاتب الهاوي محق، فهناك فعلًا سحر للكتابة يمكن أن يتعلمه، وهذا الكتاب عن هذا السحر!

إن الضرورة التي يشعر بها الفنان في الانغماس في العزلة، وفي الترفيه عن طريق التجول، وفي فترات الصمت الممتدة، هي التي وراء معظم تهم الغرابة والفظاظة التي توجه إلى العباقرة

إن أفضل الكتب تنبثق من أقوى القناعات، ولتتأكد من ذلك انظر إلى أي رَفٍّ للكتب.

لا توجد مشكلة قد يجدها الكاتب لا يمكن أن تؤثر فيمن حوله إذا تم تقديمها بشكل جيد.

فإذا كنت غير راغب في الكتابة من وجهة نظر صادقة تعبر عن حالتك الحالية، فقد تموت دون أن تضيف شيئًا إلى العالم.

فإذا كان بإمكانك اكتشاف ما تحب، وإذا كان بإمكانك اكتشاف ما تعتقده حقًّا في شؤون الحياة الرئيسية، فسوف تكون قادرًا على أن تكتب قصة صادقة وأصلية وفريدة. ولكن هذه احتمالات كبيرة جدًّا، وتتطلب حفرًا شاقًّا لتصل إلى جذور قناعات المرء.

من الجيد أن تفهم في أقرب وقت ممكن من حياتك الأدبية أن مهمتك هي أن تضع فهمك الخاص للعالم في صندوق خبرات البشرية المشترك.

في وقت الكتابة، لا شيء أكثر إرباكًا من أن يكون لديك تنبيه حاسم وعقلاني وشديد التدقيق يملأ عقلك؛ ولذلك ابتعد وقت الكتابة عن شخصيتك الناضجة الناقدة.

شخصيتك المبدعة هي مخلوق غريزي وعاطفي؛ ولذلك فإن لم تكن حريصًا ستجد نفسك تعيش حياة أكثر راحة وأقل إزعاجًا بعيدًا عن الإبداع، بدلًا من الحياة التي تغذي وتحفز موهبتك باستمرار.

الغريزة الفنية» عادة ما تكون راضية تمامًا في تدريب نفسها بالخيال، وتسلية نفسها بالعزلة

إن الانتقادات والرفض ليست إهانات شخصية، ولكن جانبك الفني لن يفهم ذلك، بل سيرتجف وينطوي ويهرب. وستجد صعوبة لاستدراجه مرة أخرى ليرصد وينسج الحكايات، وليجد الكلمات لآلاف من أطياف المشاعر التي من الممكن أن تصنع قصة.

إن الاستنتاج الأحمق بأنه إذا لم يكتب بسهولة فهو مخطئ في حق مهنته هو محض هراء

الذين يعانون من هذه الصعوبات هم الموهوبون بشكل واضح، فالموهوبون المنظمون مرهفو المشاعر هم من يبدو لهم الخطر بشكل أكبر.

‫ قد يعيش العبقري حياته كلها دون أن يدرك أبدًا كيف يعمل. سيعرف فقط أن هناك أوقاتًا يجب عليه فيها -بأي ثمن- أن يلجأ للعزلة وتخصيص الوقت للحلم، والجلوس في وضع الخمول.

وإذا كنت تعاني في كتابتك من الملل والتفاهة، فسوف يفيدك أن تأخذ دورة تعليمية في روايات وقصص (جي. كي. تشيسترتون)(24).

‫ فالكاتب المتحفظ مثلًا يمكن أن يجبر نفسه على قراءة (سوينبرن)(19)، أو (كارليل)(20)، أو أيّ من المؤلفين المعاصرين الذين يهتمون بالإثارة أكثر من الاحتشام.

. ربما عليك أن تقرأ كثيرًا من (إي. إم. فورستر)(17) في وقت فراغك. إنه ينتقل من نقطة إلى نقطة بشكل لافت للنظر.

إن كل موهبة لها معدلها الخاص من النمو الأدبي، ويمكن أن تستمر هذه الموهبة بثبات إذا لم تُحبطها النكسات التي تأتي من الإحراج والإدراك الذاتي المبالغ فيه.

‫ هذان الأمران الغريبان: «الكتابة في الصباح الباكر»، و«الكتابة بترتيب مسبق»، يجب أن يستمرا حتى تكتب برغبة منطلقة