اقتباسات من كتاب شموس لا تغيب (رحلة في خبايا النفوس...تجارب ودروس)

وكان الإمام الرازي يقول:

‫ «لقد اختبرتُ الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فلم أجدها تروي غليلًا ولا تشفي عليلًا، ورأيت أصحَّ الطرق طريقة ا لقرآن!!».

وكم من جبـالٍ قــد علَتْ شرفاتها

‫ رجالٌ فزالوا والجبالُ جبالُ

اجْعَلْ لِرَبِّكَ كُلَّ عِزَّكَ

‫ يَسْتَقِــرُّ وَيَثْبُتُ

‫ فَإِذَا اعْتَزَزْتَ بِمَنْ يَمُوتُ

‫ فَإِنَّ عِزَّكَ مَيِّتٌ

وقال معاذ رضي الله عنه: «تعلموا العلم؛ فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقه، وبذله لأهله قُربة».

وقال الإمام علي كرم الله وجهه: «كفى بالعلم شرفًا أن يدَّعيه من لا يحسنه، ويفرح إذا نُسب إليه، وكفى بالجهل ذمًّا أن يتبرأ منه من هو فيه»!

ومن سنن السفر: اختيار الرفقة الصالحة، والسفر مع الجماعة، والنهي عن الوحدة حمايةً من الأخطار المحتملة ووقاية من كيد الشيطان ووسواسه، ففي الحديث الشريف: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ، مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ» رواه البخاري

وسافر ففي الأسفار خمس فوائدِ

‫ تفرجُ هـــمٍّ واكتسـابُ معيشةٍ

‫ وعلمٌ وآداب وصحبة مـاجـــدِ

يقول ابن بطوطة:

‫ [رحلت وحيدًا… لم أجد أحدًا يؤنس وحدتي بلفتات ودية، ولا مجموعة مسافرين انضم إليهم، مدفوعًا بحكم ذاتي من داخلي، ورغبة عارفة طال انتظارها لزيارة تلك المقدسات المجيدة.. قررت الابتعاد عن كل أصدقائي ونزْعَ نفسي بعيدًا عن بلادي.. وبما أن والديّ كانا على قيد الحياة كان الابتعاد عنها حِمْلًا ثقيلًا عليّ.. عانينا جميعًا من الحزن الشديد]!!

فمن مفهوم السياحة في الإسلام السفر لتأمل بديع خلق الله تعالى، والتمتع بجمال هذا الكون العظيم ليكون ذلك باعثا للنفس البشرية على قوة الإيمان بوحدانية الله، وليكون عونًا لها -أيضًا- على أداء واجبات الحياة؛ فإن ترويج النفس ضروريٌّ لأخذها بالجِد بعد ذلك

ويقول ابن تيمية: «أما السياحة المنهي عنها والتي فعلها جماعة من إخواننا حيث ساحوا السياحة المنهي عنها متأولين في ذلك، أو غير عالمين بالنهي عنه، فهي من الرهبانية المبتدعة التي قيل فيها: «لَا رَهْبَانِيَّةَ فِي الْإِسْلَامِ»».

‫ والسياحة التي هي الخروج في البرية لغير مقصد معين فليست من عمل هذه الأمة، ولهذا قال الإمام أحمد: «ليست السياحة منا الإسلام في شيء، ولا من فعل النبيين ولا الصالحين»

كان الإمام الذهبي يتحرى الإنصاف، ومن أشهر كلماته: (الكمال عزيز فلا يخلو أحدنا من نقص)!!

يقول الخطيب البغدادي رحمه الله (ت: 463هـ): «إني موصيك يا طالب العلم بإخلاص النية في طلبه، وإجهاد النفس على العمل بموجبه؛ فإن العلم شجرة والعمل ثمرة، وليس يُعدُّ عالمًا من لم يكن يعلمه عاملًا»

«أمة لا تعرفُ تاريخها لا تُحسنُ صياغة مستقبلها»

«يا معشر أهلنا الصالحين، بئس القوم نحن، لم نُوفكم الواجب من الوفاء، شربنا بعدكم البارد، ولبسنا ناعم اللباس، وأظللتنا الجدر وأفنية الدور»

قدْ ينعمُ اللهُ بالبلوى وإنْ عظمتْ

‫ ويَبْتَلي اللَّه بعضَ القَوْم بالنعَمِ

قالوا: العمى منظرٌ قبيح

‫ قلت: بفقـــدانكم يهونُ

‫ واله ما في الوجودِ شيءٌ

‫ تأسى على فقدِهِ العيونُ

‫ إن الاختلاف آية من أعظم آيات الله تعالى، بل من أعظم السُّنن الكونية، وهو يغمر الكون بكل تفاصيله وتجلياته فلا ينفك عنه جزء ولا كل، وليس بظاهره مرضية أو أمر خارج عن المألوف.

الشدائد قد تكشف كوامن الرجال، وتسفر عن حقائق النفوس، والرجال لا تعرف إلا عند المواقف والفتن والأزمات!

وقد اتسمت علمية ابن حزم بأنها موسوعية؛ فلا تجد فنًّا إلا وقد طرقه وبرع فيه، ذلك من خلال كلام العلماء والمؤرخين عنه، ومن خلال كتبه التي تركها عقب حياة مليئة بالعلم والفكر والعمل تزيد عن السبعين عامًا.