اقتباسات من رواية لكن الله يدري

لكن هنا عالمٌ إنساني، أكاد أقسم أن الإنسانية معنى ينتقل إلى الجماد وقد يغيب عن قلب الإنسان وجوارحه، أكاد أصرخ أنَّ فيَّ إنسانية، أريد أن أبقى لعلّي أكون نعلًا لفتىً رجلًا كـ (رضا) أو في قدمي شابٍ صابر وبارٍ كـ (إسماعيل)، أريد أن أبقى..

وهكذا الباطل يبدأ كعاصفةٍ وكلّما اجتمع عليه الناس وأيدوه ازداد وتبجّح ودمّر كل شيء، ولما ينفضوا عنه وينصرفوا من حوله يعود ريحًا ضعيفةً لا تملك أن تحرك ريشة..

وحده يعرف أهمية وجود الابن أمام والديه عند ضعفهما، ووحده كذلك يعرف كيف يعوز الابن ويحتاج والديه وقت ضعفه، هو فقط الذي يمكنه أن يشرح ما يفعله الغياب بالأشخاص، حتى لو كانوا حاضرين، يكفي أنهم يتلفتون بحثًا عنك وأنت واقفٌ أمامهم، ثُمَّ لا يجدونك، لأنهم لا يعرفونك، لتغيب معهم كل الحياة،

عجيبٌ أن تظنَّ أن الله لا يدري سرَّها!..

لا بأس باغتنام المرء ما بين يديه، وتجاهل ما دون ذلك، ليس عيبًا أن يبحث الإنسان عن السعادة، ويهرب من كل ما يُنغّص عليه حضورها.

هل تختبر الحياة الناس أم الناس يختبرون بعضهم؟! وما الذي يزيد في الدنيا صعوبتها؟ الناس الذين يحيون فيها، أم هكذا خلقها الله؟!

«أن تـُرزَق مـن يُـصَـدقـكَ»

‫ أعتقد أن هذا أقصى ما قد يتمناه الإنسان من أخيه الإنسان في هذه الحياة.. لينجو بنفسه على الأقل دون أن يتشظى!..

لماذا يُصدّر البشر الأحكام على بعضهم؟! ربما لو كنَّ مكانها لكان رد فعلهنَّ أسوأ منها، أو أفضل منها، لا أدري، فلستُ أعلم الغيب؛ فهذا لله وحده، لكن في جميع الأحوال ما كان لهن أن يتركنها لأفكارها الآن وهي تستجدي منهن كلمةً واحدة تهدئها، ربما هي أخطأت، أو لم تخطيء، لكن في انهيارها الآن دليل على علمها في داخلها أنها مُخطئة، وهذا آية الإيمان، القلب هو مصدر الصدق الوحيد.

فبعض الآلام تسكُن إذا مرَّت عليها سيرة رسول الله.

سبحان الذي خلق البشر من طينٍ واحد وجعل في صنعتهم عجيب الاختلاف!

حتى الأقدام تفضح حقيقة البشر وسرَّ حضورهم، فمن كانت خطواته لغيره في زيارة.. أضاءت من تحته، ومن كانت خطواته لنفسه؛ أظلمَت!..

من قال أن العظام لا حديث لها وأنها ساكتة فهو كذاب، هذا الجسد يئن، كلُّ عضو فيه يصدر صوتًا من وهن، وأنينًا من رجاء،

انتبهتُ لتساؤلٍ لم أفكّر فيه من قبل..

‫ إن كان الدمع ساخنًا هكذا؛ فكيف العين التي أخرجته؟ كيف الروح التي أنتجته؟ وكيف القلب من ورائهم جميعًا؟!

لطالما رأيتُ مرور أناسٍ.. يعطي البعض منهم ثمار لسانه لا قلبه، ثمار يده لا عمره، فيمرون بلا معنى، أو عنوان، ثُمَّ لا يبقى منهم شيءٌ….

‫ إلّا مَن أحيا في كلمته نبضة صدقٍ من قلبه، ومَن مرَّر في لمسته دقيقة ودٍّ من عمره، هؤلاء وحدهم يبقون.. للأبد، بل أحسبهم أكثر إنسانيةً من غيرهم.

«لا تكنَ غير نفسَك»..

‫ في عالمٍ يبذل قُصارى جهده عليهم ليلًا ونهارًا، ليجعل الواحد منهم أيّ شيء آخر، المهم أن لا يسمح لهم ليكونوا أنفسهم، وهذه أصعب معركةٍ على الإطلاق يُمكن لأيّ إنسان خوضها!..

ينجو الإنسان بكيفيةٍ تختلف من واحدٍ لآخر، والجماد بأخرى، والحيوانات بطريقة ثالثة، وغيرهم.. وكلّها في النهاية تُسمّى نجاة!..

‫ لعلَّ لهذا عندما يضيق الحال جدًا بالإنسان مهما كان عظيمًا، في النهاية يرفع يده للسماء ويقول.. «يا ربِ، نَجِّني!»..

لا أعرف كيف تتعدد أشكال نجاة كلٌّ منَّا ولا زلنا نجتمع على نفس المعنى، كيف يقدّرها الله في عليائه بهذه الدقّة؟!..

لا أعرف كيف تتعدد أشكال نجاة كلٌّ منَّا ولا زلنا نجتمع على نفس المعنى، كيف يقدّرها الله في عليائه بهذه الدقّة؟!..

لا أعرف كيف تتعدد أشكال نجاة كلٌّ منَّا ولا زلنا نجتمع على نفس المعنى، كيف يقدّرها الله في عليائه بهذه الدقّة؟!..

«المُخلِصَ.. الذي يكتم حسناته كما يكتم سيئاته»