اقتباسات من رواية سيمفونية الرعاة ومحاولة حب

‫ ‏وأنت يا موضوعات رغائبنا وشهواتنا، ما أشبهك بتلك النتوءات السريعة الزوال، التي متى ضغطت عليها الأنامل لم يتبق منها إلا رماد .. لا تلبث أن تذروه الرياح. ‏

‫ ‏لوقا لم يعد يحلم بالحب، بيد أن حبهما ترك فيهما ما يشبه ذكرى عذوبة عظيمة، أو ما يشبه عبير الأزهار الجميلة الذابلة .. ‏

بل الكبرياء وحدها هي التي تمنعني, الكبرياء إزاء شيء بالغ القوة، فتدعوني أن أكون أقوى منه، وأقهره. بيد أن أفراح مثل هذا النصر المتغطرس ليس أحلى ولا أطيب من الاستسلام لك أيتها الرغبات، بحيث تقهرينني بلا صراع أو مقاومة. ‏

أمن أجلنا يا رب جعلت الليل عميقا كل هذا العمق، وجميلا كل هذا الجمال؟ أمن أجلي هكذا جعلته؟ الهواء دافئ، ومن نافذتي المفتوحة يدخل ضياء القمر وأسمع سكون السماوات الهائل يا للعبادة الغامضة التي يذوب فيها قلبي إزاء الخليقة بأسرها،

لقد قلت لك ياجرترود: إن من لهم عيون هم الذين لا يعرفون كيف ينظرون؟ ‏

وهي لا تأمل، بل ولا تقبل مني، فضائل جديدة، ولا نموا أو زيادة في الفضائل المقررة سلفا. وتنظر بقلق، إن لم نقل بتريب، إلى كل جهد تقوم النفس التي ترى في المسيحية شيئا آخر غير ترويض الغرائز واستئناسها. ‏

‏إن المسرة الوحيدة التي أستطيع إدخالها على نفس امیلی أن أمتنع عن عمل ما يسؤها، وإمارات الحب السلبية الخالصة هذه هي كل ما تبيحه لي أما إلى أي حد استطاعت فعلا أن تضيق حياتي، فهذا ما لا تستطيع أن تلقي اليه بالآ او تدركه

- ليس هذا ما أعنيه، بل أريد أن أقول ببساطة أن تخيل الجمال واليسر والتوافق أو التناغم أيسر على النفس الانسانية من تخيل الفوضى والخطيئة اللذين يلوثان العالم في كل مكان ويلطخانه ويهبطان بقدره ويمزقانه وحواسنا الخمس هي التي تعرفنا بهما ويسهمان في تكوينه فما اسعد البشر لو انهم جهلوا الشر ولم يتعرفوه

وكنت قد تصرفت -كدأبي دائماً- بدافع من ميلي واستعدادي الطبيعي، أكثر مما تصرفت بدافع من المبادئ، ومن غير أن أحاول حساب النفقات التي يمكن أن يستوجبها اندفاعي "الأمر الذي كان يبدو لي دائما مناقضة لتعاليم الانجيل" ولكن الاتكال على الله شيئ اخر غير إلقاء الأحمال علي اكتاف الأخرين

ولكن ألم يخدعني بمثل هذا المظهر كل واحد منهم عندما كان في مثل سنها؟ وكبيرهم جاك نفسه، الذي يبدو اليوم متباعدا متحفظا.. فالمرء يحسبهم في تلك السن الصغيرة رقيقين حانيين، وهم في الحقيقة متملقون متوددون .‏

وما أكثر الأشياء التي كان من الممكن أداؤها بسهولة، لولا تدخل البشر باعتراضاتهم الوهمية التي يتلذذون بابتداعها. وكم منعنا منذ الطفولة من صنع هذا الشيء أو ذاك الشيء الذي كنا نريد الإقدام عليه، لا لشيء إلا لأننا كنا نسمع من حولنا هذه العبارة تتردد باستمرار:

- لن يستطيع أن يصنع هذا ..‏