اقتباسات من كتاب وديع سعادة : الأعمال الشعرية

غير أن العارف يهلك في قلق معرفته، أما الجاهل فيهلك في اطمئنان الجهل.‏

‫‏طلعوا من تحت التراب‏

‫‏وعادوا‏

‫‏فقط ليرسموا ابتسامة‏

‫‏نسوا أن يتركوها لنا.‏

قُبلُ كثيرة مطبوعةُ علي موتي

لكنني أريد قبلة واحدة للحياة

وبين وقت وآخر تنتابه هبَّات هواء‏

‫‏لا يعرف إن كان عليه أن يستعملها لقول شيء ما‏

‫‏أو للتنفُّس‏

يقول لها كلمة‏

‫‏لا تعني شيئًا ولكن فقط كي يسمع صوته

المتعبون في الساحة، وجوههم ترقُّ يومًا بعد يوم‏

‫‏وشَعرهم يلين‏

‫‏في هواء الليل والأضواء الخفيفة،‏

‫‏وحين ينظرون إلى بعضهم ترقُّ عيونهم أيضًا‏

‫‏إلى درجة أنهم يظنون أنفسهم زجاجًا‏

‫‏وينكسرون.‏

للمتعبين ساحة‏

‫‏بلاطاتها، مع الأيام، اكتسبت صفات إنسانية‏

‫‏حتى أنها إذا غاب واحدٌ منهم‏

‫‏تبكي.‏

كانَ، تقريبًا، يبدِّدُ الوقتَ‏

‫‏رسمَ إناءً‏

‫‏رسمَ زهرةً في الإناء‏

‫‏وطلعَ عطرٌ من الورقة،‏

‫‏رسمَ كوبَ ماء‏

‫‏شربَ رشفةً‏

‫‏وسقى الزهرة،‏

‫‏رسمَ غرفةً‏

‫‏وضعَ في الغرفةِ سريرًا‏

‫‏ونام‏

‫‏… وحينَ استفاقَ‏

‫‏رسمَ بحرًا‏

‫‏بحرًا عميقًا‏

‫‏وغَرِقَ.‏

هؤلاء الذينَ اعتقدتُ أنَّهُمْ يُحِبُّونني لم يفعلوا شيئًا من أجلي.

أتأمَّلُ المدن التي مات جميع سكَّانها بالصبر‏

‫‏وأتابع الطريق‏.

‫‏كحصانٍ يقف حائراً بعد معركةٍ مات فيها جميع الجنود‏

‫‏يتأمل حبرَ معاهدة السلام‏

‫‏ولا يفهم!

إنه يومٌ عاديٌّ‏

‫‏زجاجةٌ مكسورة في حديقةٍ عامَّة‏

‫‏فقط يومٌ مهمَل‏

‫‏كصداعٍ بسيط.‏

هل كان يجب أن يطول هذا إلى ما لا نهاية؟ ‏

هل يجب أن يطول هذا إلى ما لا نهاية؟‏

‫‏الهواء‏

‫‏الإشارة الأبدية‏

‫‏واليد التي فلتتْ خلسةً مني؟‏

‫‏لن تخسر شيئاً إذا ألغيتَ كلَّ الرحلة‏.

الزمن جفّف القلوب‏

‫‏ولا بئر غير عيوننا‏

‫‏ندفن فيها وجوهَ من نُحبّ.‏

تغرقُ في بئرِ المحبّة اليابسة‏

‫‏سكران‏

‫‏ماذا تقول للمارّة كي تخطفَ مرفأ؟‏

ينبغي الإعترافُ بأنّ الأيّام‏

‫‏ترسو كضفادع ميّتةٍ‏

‫‏وتجعلُ الابتساماتِ موجعةً‏

‫‏أمام البحيرات،‏

‫‏وأنّ المحبّة‏

‫‏ملحٌ أزرق‏

‫‏ملحٌ يسقطُ الآن وحيدًا‏

‫‏وأزرق.‏

ماذا يفعلُ واحدٌ حين يكتشفُ فجأةً أنَّ عاشقةً تبعتْهُ أربعينَ عامًا دونَ أن يدري؟

شَعري طويلٌ، وكَكُلِّ الذين ينامونَ يتشعَّثُ في الليل، غير أنِّي أُمَرِّرُ يدي عليه دائمًا ليبقى صديقي. يصبحُ العالمُ أجملَ هكذا، حين يكونُ الشَّعْرُ صديقًا. العالمُ قريبٌ من القلبِ مع الأعضاءِ الصديقة.