اقتباسات من رواية أولاد الناس: ثلاثية المماليك

قال في حسم وهو يربت على يديها: في الخوف شك وضلال، وأنت مؤمنة، لابد أن تَدَعي اليقين في الله يرسم أيامك القادمة؛ فهو لا يحملنا ما لا نطيق، التقوى هي أن تأمني غدر الأيام بثقتك بصانعها، أتفهمين؟

جاهد نفسك ولا تدللها ليس لنفسك ان تملي عليك من تكون،لا تجعلها هي الاقوي، فهي الضعيفة، بها الفجور قبل التقوي.

فلا هيبة بلا عدل، ولا نفوذ على الأموات.

وعند الوصول وانتهاء الطواف حول الهدف يأتي فراغ النفس وحسرتها على الانتهاء، اللهفة أهون من الوصول، والتوق إلى المستحيل يملأ النفس شغفًا ولا يفرغ منها العيش.

❞ وبدت لي مصر الآن مستكينة ومتأقلمة، ولكنها دومًا تدهشنا بشفائها بعد مرض واستيقاظها بعد غفلة. ❝

مصر دومًا تستحق المقاتل من يبذل نفسه فداء لها ولبلاد المسلمين، ومن يجعلها قبلة العلماء ومهد الكون.

❞ في التاريخ يكمن الأمان، فلا فجيعة تفزع بعد قراءته ولا انتصار يدعو للفخر. حدث وجرى ❝

❞ سألته بعد يوم لو كان وجودي يضايقه قال في هدوئه: هي كلها أماكن الله، كيف لي أن أَضْجَر وهذا ليس ملكي؟ وهي أماكن وأشياء نقتنع أنها لنا ثم نموت ونتركها، أو يخطفها عدو أحمق فَرِح بفوز لا يدوم، ومتاع الدنيا ❝

❞ ولكنه كان دومًا يقول إن الحضارات هي بضعة مبانٍ لا أكثر ولا أقل، وإنه بغير مُشيِّد العمائر لا يوجد تاريخ ولا مكان ولا انتصار. ❝

❞ اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي.. إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي. ❝

❞ هذا ما تحتاج الوصول إليه، الضلال هو البحث بين الفناء عن الرضا، والرضا من سمات الخلود وليس الفناء. الرضا من صفات الجنة، وكل ما تملكه من صفات الدنيا الفانية. كيف تصل إلى شعور من صفات الجنة عن طريق مغانم الدنيا؟! ❝

التقوى هي أن تأمني غدر الأيام بثقتك بصانعها، أتفهمين؟

يهتز اليقين لدى النفوس القوية لكنه يعود ثابتا كالوتد

العدل كالطوفان يزيح الفوضى ويغرق الفتن

ولكن البصر لا يخدع عادة سوى الضالين

المماليك حول بيبرس لم يتركوا لأهل مصر ما يريدون العيش من أجله. الظلم الحَذِر يستمر، ولكن الظلم الغاشم يدمر صاحبه.

هي كلها أماكن الله، كيف لي أن أَضْجَر وهذا ليس ملكي؟ وهي أماكن وأشياء نقتنع أنها لنا ثم نموت ونتركها، أو يخطفها عدو أحمق فَرِح بفوز لا يدوم، ومتاع الدنيا يبدو قريبًا وهو بعيد، لا يمكن القبض ولا السيطرة عليه..ابْقَ يا بني في أيِّ مكان..فأنا وأنت نقترض من الله.

في وقت الحروب لا تتوقع أن يفرز الجندي الرجل من الشيخ ولا الطفل من الهَرِم، هي لحظات فوضى ومحو، مثلها مثل نهاية العالم، لكل حرب ضحايا ولكل انتصار قسوة وبطش، هكذا الدنيا، ومن يقل غير ذلك يكذب عليك يا أخي.

المماليك فمصر وطنهم، ولا وطن لهم سواه، هي الأم والقلب الذي يدور حوله العالم. كيف ترى مصر الآن يا شيخنا؟

‫ قال عبد الرحمن: هي قلب العالم وغاية العلم والمعرفة، هذا لا شك فيه، ومع حبي لقوص فالقاهرة هي حاضرة الدنيا وبستان العالم… تضيء البدور والكواكب من علمائها، كما قال كبير العلماء بفاس من لم يرَ القاهرة لا يعرف عز الإسلام.

فمن يبحث يجد، ومن يترك يَنَلْ، ومن يحزن على الدنيا يفنى فيها، ومن يجتز الدنيا يصل إلى الخلد.