اقتباسات من كتاب أربعة عشر وجها حزينا

‫ ثمة تمييزٌ في الموت، تفاوت، مفاوضة، ومفاضلة، لا يأتي دفعة واحدة، رغماً عن أنف اللغة غير القادرة على إنصافنا، العاجزة أمام الشناعة، وحين تعجز اللغة تحلّ الأسلحة مكان اللسان، تصير البندقية قلماً، الرصاصةُ كلمة، والبلاد كلها ورقة.

لذا وبحسبة بسيطة أجزم أن ما من أحد منا يتابع بدقة مجريات الاجتماعات الدورية أو الطارئة، ما من أحد منا يهتم بهذه الكذبة الوقحة التي لا تهتم بنا، اللهم ما عدا قلة من العاملين في الشأن العام، الذين يتقاضون أجورهم جزاء انفصالهم عنا وإمعانهم في تشيئنا.

لو كانت الأحضان أمراً طبيعياً في ثقافتنا مددت لها قفصي الصدري تنقل إليه خذلانها المحبوس.

الحزن الجمعي أخف وطأة، إذ تنصهر خساراتنا رغماً عنا في بوتقة واحدة مع خسارات البقية.