اقتباسات من رواية كيف قتلت أبي

❞ وددنا أن نكون كما الأشجار، بنفس صمتها ونفس سكونها؛ أن نكون كما الأغصان لكيلا يهزنا شيء سوى الريح؛ وألا نضطر إلى القلق من أي شيء سوى كثافة الأمطار، ❝

❞ كفاها عمرها لتعرف أن أهم الأشياء الموجودة في الحياة ليست أشياء فعلًا، وأن ما يهم المرء حقًّا، لا يُمكن لأي حقيبة أن تحمله. ❝

ما من حيوان يكافح لإلحاق الأذى بنفسه، أو ليحطّ من قدره بمثل هذا السخط؛ ما من حيوان واحد.

لطالما كان المفضل لكاتالينا. شعرتُ بالغيرة كلَّما وقفتْ إلى جوار فراشه لتغني له بدلًا مني، إلى أن تفهمت أنه لا سبيل للتنافس مع الأرواح المضيئة جدًّا بُحمرتها. روح توماس واحدة منها.

فألاحظ أنني أكتسب مزيدًا من الثقة وأقهقه بقوة أكبر. يبدأ الناس في تعريفي بهذا الأمر. يقولون إن ضحكتي معدية. إنهم محقون. كلَّما مر الوقت، تصدر مني بسهولة أكبر، وعفوية أكبر، ويتذكرها كل الناس. أعتقد أنني بدأت أغدو صُحبة مرغوبًا فيها وفنّانة في الضحك. لديَّ دائمًا شخص مستعد للجلوس إلى جواري. يبدو أن الناس يُحبون من يُضحكهم. يُحبون أن يروا الآخرين وهم مسرورون. يُمكن للجميع أن يفعلوا هذا الأمر لو تدربوا كثيرًا مثلي، لكن أنا أسبقهم بمسافة كيلومترات.

وداخلها اعتقاد ساذج بأن السعادة أمر يُمكن للمرء أن يُمسكه بيديه.

الوقت هو الشيء الوحيد الموجود بين صافرة البداية وخط النهاية

ظن الناس أننا تخطّينا الأمر جيدًا، لكن الغياب حفرة لا نهاية لها. ينساه المرء أحيانًا، لكنه لا يتخطّاه

ظن الناس أننا تخطّينا الأمر جيدًا، لكن الغياب حفرة لا نهاية لها. ينساه المرء أحيانًا، لكنه لا يتخطّاه

لطالما لُمت أبي على صمته، وفجأة صرنا جميعًا نتصرف بنفس الصورة. الصمت شيء يُنسج ويُحبَك كما يفعل العنكبوت حين يصنع شبكته. لا يعرف أحد ثقل الصمت إلّا حين يحمله داخله. ما من أحد يعرف الصخب الذي يُولِّده وما يُحركه ودَوخته. أعتقد أننا جميعًا دائخون.

ظن الناس أننا تخطّينا الأمر جيدًا، لكن الغياب حفرة لا نهاية لها. ينساه المرء أحيانًا، لكنه لا يتخطّاه

لطالما لُمت أبي على صمته، وفجأة صرنا جميعًا نتصرف بنفس الصورة. الصمت شيء يُنسج ويُحبَك كما يفعل العنكبوت حين يصنع شبكته. لا يعرف أحد ثقل الصمت إلّا حين يحمله داخله. ما من أحد يعرف الصخب الذي يُولِّده وما يُحركه ودَوخته. أعتقد أننا جميعًا دائخون.

لا حاجة إلى كل هؤلاء القوم لتذكير المرء بمدى فظاعة الوضع، ولا إلى أن ينكؤوا جراح المفجوعين، وهم يعرفون أنهم سيذهبون بعدئذٍ بهدوء إلى بيوتهم لمواصلة حياتهم الطبيعية، على النقيض من الألم الذي يبقى مع المرء، مع المرء وحده.

لم نعد نتحدث عما جرى. كلَّما جاء أحد على ذكر الموضوع، ابتعدنا عنه في محادثاتنا. قتلناه بقوة صمتنا الشخصي.

لو أنني ذات مرَّة فكرت في الموت، فقد نبذت الفكرة بمجرد أن فكرت في أنّ الموتى لا يقرؤون. كلَّما ازدادت قراءاتي، أدركت كلَّ الكتب التي تنقصني. إنها مسألة لا تنتهي. سأحتاج إلى أن أولد ألف مرَّة أخرى، كي أنجح في مسعاي. لقد أنقذتْ الكتب حياتي.

احتجنا إلى الشعور بأن كلّ الأمور على ما يرام، لكن أحدًا لم يُمسكنا من أيدينا وينظر إلى عينينا ويؤكد لنا أن هذا هو ما سيحدث. ما من أحد في ميديين في تلك الفترة كان قادرًا على تأكيد أمر مثل هذا. في الواقع، ما من أحد في الحياة يُمكنه أن يؤكد لك شيئًا.

أعرف منذ فترة طويلة أن الأبناء والموت أمران لا يُمكن الرجوع فيهما.

فالأطفال لطيفون ما داموا أطفالًا، لكنهم بعدئذٍ يصبحون كائنات معقدة، ويمتصّون الوقت كلَّه والمال كلَّه والطاقة كلها، وأنهم يستهلكون أمهاتهم، ويُولِّدون داخلهن مشاعر متناقضة تجعلهن يشعرن بالاستياء من أنفسهن لاحقًا. صرت حقًا امرأة أنانية. لم أود أن أجعل أحدًا شريكًا فيَّ. صرت أتسابق في أن أصبح شيئًا يُمكن الاستغناء عنه.

وأن التساوي المفترض بين الرجال والنساء مجرد كذبة. اتسعت الفوارق بيننا بصورة هائلة. لطالما رغبوا في المزيد والمزيد، وصرت أنا فجأة أرغب في الأقل: في هياج أقل، وغضب أقل، واهتمام أقل.

بتنا نعرف أن الحياة هشة، وأنها قد تضيع من المرء في ظرف لحظة