اقتباسات من رواية الهجران

كره ذلك الجسد العنين وإرثه الداعر، وانتبه أية حياة فاحشة عبرها بقلبٍ خالٍ. انتبه ورجولته باتت قربة مثقوبة، إلى أنّ حياته برمَّتها تتحوّل إلى محض قشرة برّاقة لجنسٍ عفنٍ.

اللاذقية زارها المتنبي في طريقه إلى حلب، وذكر بعض الشعر الذي قاله أثناء مكوثه في المدينة.

ترشَّفتُ فاها سُحرةً فكأنّني

⁠‫ترشّفتُ حَرَّ الوجدِ من باردِ الظَّلْم

لولا التضحيات التي يقدّمها بعض الناس لكانت الحياة من دون معنى.

مَن يمتلك مقدرات أكثر سيزيح من يمتلك مقدرات أقلّ.

من أصعب الخيبات أن تنهار صورة شخصٍ كنت تعتبره قريبًا حد غياب التعريف لطبيعة العلاقة

ان الضغينة تؤذي صاحبها

أنّ الحُبّ قيدٌ مثل العاطفة، وأن البغض قيدٌ أشدّ، وما بينهما يصوغ الإنسان رغباته

أيكون الحبّ هو الحرمانُ منهُ؟ أيكون الحب هو اشتهاءه فقط؟ أيكون شعلة تلتهب في القلب فتنير كل ما في الحياة، وما أن يلتقطها العاشق حتى تخبو؟

لقد نال كلّ شيء، خاض الغرائز حتى استنفدها. واستنزاف المتع يسرّع الشيخوخة.

وعندما راح يجول في مدينة أحبها واشتاق إليها شعر بأنه لم يعد يريد من المدن سوى مدينته، ومن الناس سوى ناسه الأوائل. لقد أُتخم من الغربة، ويريد العودة، يريد العودة ولو ركضًا إلى اللاذقية

لكن العشق درب التهلكة، والهلاك هو البُعد عمّا وعمّن نهوى.

يبدو أنّ حرب السوريين من ذلك النوع الذي يبدأ كي لا ينتهي

لديَّ مشروع واحد في سورية: أن أموت فيها.

بينما جوري ترجو الدفء محاولةً أن تغفو، فكّرت بأن أقسى أشكال الحب، ما يحمل انتظارًا لا يقود إلى الحبيب، وإنّما يكون علينا اعتياد فقدانهِ هنا لا ينفع القول بأنّ الوقت يشفي كلّ الجراح، فالقساوة لا تُنسى، وإذا لم يستطع المرء

أفكّر أنه إذا ما أردتَ نزع ضمير أحدٍ، ازرع في رأسهِ فكرة الواجب.

يقدِّرون أنّ الشاب الذي تمتّع طوال حياتهِ بحساسية شديدة، يرى أهوالًا يصعب عليهِ سردها. يبقى صامتًا، إذ كيف للمقاتلين في حرب يرفضونها، أن يستعرضوا بطولاتهم أو هزائمهم، فالحرب لا تسكنهم؟

لكن مع ذلك فإن اللهب يخفت، وكلّ شيء يصدأ مع الوقت، الغبار يمتد على كلّ شيءٍ، والوباء ينهش في الذاكرة. الزمن لا يُقاوَم، والوحدة تهدّد الحياة. لا بد من شيء يزيح التعب عن القلب حتى لا يرشح إلى داخلهِ.

نتحدّث عن العمل المطلوب مني، وهو المشاركة معهم في التحضيرات لمعرض فنان مشهور يريد العودة إلى اللاذقية والاستقرار فيها، وقد طلب من مكتبنا ترتيب الإعلان عن عودته عبر معرض كبير سيضم لوحاته من مراحل مختلفة ويركّز على أعماله الأخيرة التي

يجهل الطفل أنّ ذلك الخوف المجهول المديد صار فردًا في الأسر السورية كافة.

لكني كنت فاقدًا طوال عمري للرّغبة بالمبادرة، وهذا ما ينبغي أن أغيّره.