الحركي

نبذة عن الرواية

تعمدت أن أخلع عني "جزائريتي"، لا انتقامًا ولا كرهًا، بل رغبة في التحرر من الحنين… ذاك الشعور الذي يربك القلب ويعطل العقل. لكنّي لم أنجح بعد. رغم مرور السنين، ما زال أصدقائي يلقبونني بـ"بن شارف الحركي"، أو يكتفون بـ"الحركي"، بلا مواربة. لا يحرجني هذا اللقب. على العكس، يثير فيّ ابتسامة ساخرة، كلما تأملت ما يجري اليوم في بلاد العرب: تدمير ذاتي، بيع للأوطان والثروات، والاستعانة بجيوش الغريب لحسم الصراعات. في زمن كهذا، الخيانة الجماعية صارت عرفًا، أما الخيانة الفردية فقد تغدو موقفًا. لقد اتخذتُ موقفًا في يوم ما، وكان أن انحزت إلى الصفّ الفرنسي، ووجدت نفسي غارقًا في تفاصيل المشهد الجزائري، لا بصفتي بطلًا ولا خائنًا، بل كواحدٍ اختار ما رآه طريقًا في لحظة مشتعلة بالتاريخ والدم.