اقتباسات من رواية الوديعة وحادث مؤسف للغاية

وخطر له أن يذهب إلى سيميون إيفانوفتش ويركع أمامه يسأله الصفح… وفكر أن يقدم استقالته فورًا ويقف حياته على إسعاد الجنس البشري في عزلته الجديدة وبمجهوده الفردي وهو على الأقل مضطر إلى أن يغير جميع أصدقائه ومعارفه، وبطريقة تستأصله من

وفكر في الشياطين السبعة الساكنين في جسدها، بشهادة أبيها، وفي العكاز أو النبوت الذي أعده لطرد هذه الشياطين وشعر أنه خليق أن يتحمل الكثير، ولكن القدر يترصده بألاعيبه بصورة جعلته يشك في طاقة احتماله ‫ هكذا كانت أحزان بسلدونيموف وأشجانه

وخطر بباله أيضًا مليكوبتياييف، الذي سيرغمه غدًا بلا شك على أن يرقص له، كي يختبر إذعانه وانقياده، وتذكر أن مليكوبيتاييف لم يشر بكلمة واحدة إلى الأربع مئة روبل الأخرى التي وعده بها بائنة، بالإضافة إلى البيت وحتى هذا البيت لم

وانتحبت العروس، ونشجت، وكانت مستعدة أن تقرص كل إنسان يقع تحت يدها، ولكنها لم تجسر على العصيان فوالدها له عكاز تعرف جيدًا طعمها، وهي متأكدة أنه سيطلب تقريرًا مفصَّلًا عن أمور معينة في صباح اليوم التالي ‫ وإرضاء لها جيء

ا يساومون مؤكدين أن خمسة روبلات لن تكون كافية لأجر عربة في هذا الوقت من الليل ومع هذا قبل أحدهم - أخيرًا - أن يتقاضى ثلاثة روبلات ولكن عندما عاد الشاب إلى بيت بسلدونيموف في الثالثة صباحًا بعربة الأجرة، كانت

بعربة أجرة مكشوفة ومن أين له بالنقود لأجر هذه العربة الخاصة؟ إن والدة العروس غاضبة غضبًا شديدًا لأن سعادة الجنرال لم يوجه إليها كلمة واحدة، بل لم يعرها التفاتة، ولم يلقِ نظرة واحدة صوبها أثناء العشاء، فأعلنت أنه لم يعد

صياح العروس العيابة الذي يشبه صرير الحدأة ودموعها، وتقريعات أقاربها فلا غرابة أن اسودت الدنيا في ناظريه ثم ها هو إيفان إيلتش بحاجة إلى مزيد من العون في حالته هذه، فلا بد من استقدام طبيب له في الساعة الثالثة صباحًا،

وكان لا بد من إرسال من يشتري الشمبانيا للضيف العالي المقام ولم يكن مع والدة بسلدونيموف إلا روبل واحد أما هو شخصيًّا فلم يكن معه ولا كوبك فكان عليه أن يتذلل لحماته كي تعطيه نقودًا لزجاجة الشمبانيا الأولى، ثم للزجاجة

‫ وثابر الشيخ طيلة يوم الزفاف ومسائه على السباب المقذع وعب الشراب واحتشدت الأسرة في الحجرات الخلفية التي غصَّت بها حتى أوشكوا أن يختنقوا وأعدت الحجرات الأمامية للحفل الراقص والعشاء، وأخيرًا، في حوالي الساعة الحادية عشرة، عندما غلب السكر الشيخ

فكبح نفسه في معاملتها فلم يسمها العذاب وأما بسلدونيموف فأمره أن يرقص له رقصة "الكازاتشوك" قبل الزفاف بأسبوع وفي ختام الرقصة قال له: ‫ - كفى إنما أردت فقط أن أرى هل عرفت مكانك أم لا! ‫ ولم يسمح إلا

فقد كان في جسدها دائمًا - منذ ولادتها - سبعة شياطين! أخرجها جميعًا منها بالضرب الوجيع، وسأشتري لك عكازًا لهذا الغرض! ولم يقل بسلدونيموف شيئًا ولكنه اتخذ قراره بالموافقة، وحل هو وأمه بالبيت قبل عقد القران، حيث اغتسلا، واكتسيا، وانتعلا،

وسط هذا الحشد من الطفيليات اللواتي يعشن عالة، فهي شكسة، وعرة الطبع، سيئة المعشر، تحب أن تعرض أطفال أختها خلسة، وتدفعهم بضراوة ليقعوا على الأرض، وتشي بهم إن سرقوا السكر والخبز. ولذا كان الخصام الوحشي

وشبت بعد هذا سقيمة، ضامرة الجسم تحت وطأة والدها السكير القعيد، في جحيم التخرصات العائلية المنشقة عل نفسها فتعودت التجسس، والتقول، والافتراء بالباطل والمشاكسة وليست لها صديقات يؤنسنها، أو عقل يردعها ويعصمها وكانت منذ مدة طويلة تكاد تموت لهفة على

أنصاف جياع دائمًا لأن الشيخ كان بخيلًا شحيحًا ولا يخرج المال إلا كوبكات معدودات في كل مرة، مع أنه لا يضن أبدًا بثمن الفودكا وهم لا ينامون كفايتهم، لأن الشيخ المستنير مصاب بالأرق ولا بد له من الناس حوله يسلونه،

وكان مولعًا ببذر الشقاق بينهن، ويختلق الأقاويل وينشرها، ثم يطربه أن يراهن جميعًا وقد حملت كل منهن السلاح في وجه الأخريات! وقد أبهجه غاية البهجة أن يرى ابنته الكبرى التي عاشت عشر سنين في أشد حالات التعاسة والفاقة مع زوجها

فكان يواصل الشرب والسباب أيامًا متوالية بطولها، رجل بغيض هو وحقود ومحب للإغاظة، ولا بد أن يكون بقربه أحد يصب عليه عذابه بلا انقطاع ولهذا السبب كان يحتفظ بعدد صغير من ذوات قرباه البعيدات في بيته، وهن أخت له عليلة