اقتباسات من رواية شغف

ويبقى التساؤل.. هل نبقى مع من يعشقنا حقًّا ولكنه لا يجيد فنَّ العشق.. أم نذهب إلى من يجيد ممارسة فنون العشق دون أن يعشق حقًّا؟!

الانتصار هو أن تنتصر على عدو يمكنه مواجهتك وليس على عدو أعزل.

هل كان بمقدرة إديث بياف أن تقنع المرأة المكتئبة بأنه مهما حدث فإن الحياة ستظل جميلة، وإن هناك شيئا في انتظارها سوف يأتي ليبدل حياتها کلها، وربما يكون قريبا منها جدا، ستتعثر به يوما في إحدى زوايا الطريق أو سيصل به ساعي البريد، أو سيحمله القدر لها مع الريح، مع والمطر، أو مع نسمات الهواء.

على طاولة حب شتوية جلسوا ثلاثتهم، تنبعث منهم ذبذبات من الغيرة والقلق امتزجت مع الهواء البارد فسخنته، بنظرات خاطفة كانت العيون تراقب بعضها بعضا ولكن ليس من عين بإمكانها أن رف ما الذي يدور بداخل الآخر، رائحة عطر الفتاة القوية تفرض نفسها وتطفي على المكان باستفزاز. هناك عطور مع سبق الإصرار والترصد، وهناك عطور تأتي بين الحين والآخر مع نسمات الهواء، وأخرى لا تبقى كثيرة فتتمنى أن تلحق بها، وكل منا يختار العطر الذي يشبهه، وعطرها يشبهها في إصرارها وترصدها.. ياسمين اسمها

وحده کاف أن يجلب العطر معه، أتراه سرب لها ذلك الشغف بكل ما هو طبيعي ومن نتاج الأرض؟ فأصبحت تميل إلى هذه العطور المستخلصة من الطبيعة، کرائحة الأرض المبللة بماء المطر، رائحة الشاي، زهر البرتقال، الطحالب البحرية.

كان يلزم أن يزيد مدفأة الإيمان بحطب التطهر من حين و الآخر،

اعتادا أن ينصتا لحديث الصمت بينهما، كانت متعته في قراءة ما تقوله عيناها، وهي تعلم ماذا تعني لغة جسده.. عندما يهز رأسه أو يرفع حاجبيه ويضم يده بشكل معين .. فلم الحديث إذا؟!

(أحب الله يحبك – تقرَّب إليه يتقرَّب إليك – فهو خير حبيبٍ وخير صديقٍ)

قوم تعاليم الصوفيَّة في المقام الأول على التحرُّر من شرور النفس وليس كبتها، الكبت يُثقل النفس، وكلَّما ثقل الحمل تأوَّه الجسد، وتألمت الروح

‫ – انتهى الأمر، لقد مات!

‫ نزلت الكلمات عليها كالصاعقة، أيمكن للكلمات أن تفعل ذلك؟ أن تصبح نيراناً تأكل في طريقها كل حقول الأمنيات، أن تنطلق كطلقة لا تصيب سوى القلب، أو تعدو كسهمٍ ضالٍّ أينما يشأ يصب؟!

الاكتئاب يختار نفوساً أضعف من أن تقاومه، ويتسلل إليها ببطء ليجعل كل شيء في الحياة مكسوًّا بلون واحد هو السواد.

ما الذي كان يخلفه نابليون وراءه في كل مدينة يذهب إليها سوى نساء ثكلى وأطفال يتامى ورجال معاقين، وخراب ودمار؟ المدن التي كانت مشرّعة أبوابها للبهجة والفرح الآن أوصدت أبوابها على حزنها، تتسلّل من خلفها أصوات النواح والبكاء، يا الله!

مؤلم أن تخلو الحياة من جميع من تربَّينا ونشأنا معهم، بينما نجلس نحن متأهِّبين في انتظار الرحيل، تماماً كمن أعد حقائبه في انتظار السفر الذي لا يعرف موعده، ولكنه يعرف أنه قريب، قريب جدًّا.

أتعرفين السبب الحقيقي وراء مجيئي إلى هنا، إنه الإسكندر الأكبر الذي صنع لنفسه في هذه البقعة من الأرض الملك والهيلمان، هذه الأرض تصنع الأبطال وتخلدهم، الفراعنة العظام يراقبوننا الآن ليروا ما سنفعل بأرضهم، لقد هلّلوا عندما جئنا لنخلص أحفادهم

ولم أشعر يوماً بحياةٍ تتحرَّش بي وتدفعني دفعاً لرسمها مثل هذه الحياة، حياة المصريين، هذا الشعب الغريب الذي بالرغم من كل شيءٍ ما زال يختلق الاحتفالات وما زالت الابتسامات تزين وجهه.

– شرور النفس أقوى من كل شيء وأصعب من أي سحر، السحر بإمكاننا إخراجه والقضاء عليه، ولكن شرور النفس متأصِّلة فيها ولا تخرج إلا بخروج الروح.

‫ – شرور النفس أسوأ من السحر، وزوجك وابنتك نفساهما شريرتان.

‫ – ومنذ متى لم نكن مستعمرين؟! أتريد أن تقنعني أننا لم نكن مستعمرين تحت حكم المماليك؟ على الأقل هذا المستعمر يريد أن يبدِّل البلاد للأحسن.

– في ذلك اليوم الذي أخبرتني فيه بتعلقك بآخر، حزنت؛ لأني كنت في طريقي لأفتقدك وليس لأفقدك، كنت أعلم أنك لي، وأنك ستعودين

هكذا هم المصريون!

‫ ابتسم:

‫ – نعم، يملكون أطيب قلوبٍ في الكون، بإمكانهم الترحيب حتى بالغزاة، ثم يبدأون في محاربتهم بعد ذلك،

وهل هذه الرقصة تحتاج إلى تأهُّل؟! إنها مجرَّد دوران! ‫ رشف رشفةً كبيرةً من فنجانه… ‫ – سيد شريف. الأمر مختلفٌ تماماً عما تعتقده، إنها عادةٌ غابرةٌ تعود إلى علم الإنسان. العلم الذي يسمح للمرء بسلوك دربه عائداً لله، عُرفت