اقتباسات من رواية كل الأشياء

"للأشياء أسماء أخرى، ولكن الذي يسبق الآخر في التسمية هو الذي يفوز على ما يبدو".

"‏"إن الزنزانة تشبه بطن الحوت، لكنه بدلًا من أن يخرج نبيًا، خرج كافرًا بكل الأشياء."

هذا ليس حزنًا. الحزنُ يسيلُ وهذا الشيء اللعين يتكلّسُ في الصدر. شيءٌ يشبه الحافّات. في هذا المكان الدموع لا تسيل، إنها تتجمّد وتجرح جفني..

فكّر جاسم؛ هذه غرفة حقيقية، غرفة خاصة بأحدهم، وليس عليه أن يلمس الحنفية لكي يتأكد من أنه موجود. الأمر لا يُصدَّق.

هل مات عبد المحسن العظيمي كما يقول الجميع؟ لماذا إذًا، لا يرتخي الحبل اللعين حول عنقه؟

Qqqq

لماذا يريد أن يتجرّع كل شيءٍ دفعة واحدة

إن هذا النظام مصمّمٌ لمنعنا من أن نحسَّ بما نحسُّ به

إذ ينبغي تجميد الذاكرة في نقطةٍ ما

في لحظةٍ ما تنظر إلى وجهك ثم ترى فيه وجه الرّجل الغريب، وتصير الأجنبيّ الذي تلمحه في ناصية الشارع، ولا تملك حتى المبررات اللازمة لتحيّته

ورغم أنه برعَ، طوال أربع سنواتٍ، في ألا يفكّر بما يؤلمه، إلا أنه هذه المرة لم يقدر. ليس اليوم. هذه المرّة يريدُ ألا يعيش يومًا آخر. ولو كان ثمة زرٍ يضغطه المرء لكي يطفئ الواقع، ولا تعود للأشياء هذه الحدّة

كلنا نخافُ أن نغادر السجن. والحقيقة أن العالم مصممٌ على هذه الشاكلة؛ سجنٌ في بطنِ سجن في بطن سجن. وكل إنشٍ تحصل عليه من حريتك سوف تدفع له ثمنًا باهظًا. سوف تجوع، سوف تنزف. هل التحرّر مُجدٍ؟

كان الشوق يعضُّ على قلبه، شوق لم يخطر بباله أنه قادرٌ عليه.

وفكّر بأن هذه بالضبط هي مشكلته؛ أن ماضيه لم يمت. إنه يضربُ بجذوره في صدره وكبده وفصوص رئتيه. إنه ماضٍ حيٌ، ماضٍ حاضر، وهو يحتاجُ أن يجمّده، أن ينظر إليه من وراء زجاجة عرض، دون أن يشعر بالألم.

نكّس رأسه، وبكى.

⁠‫بكى من كلّ قلبه..

⁠‫بكى ميّتًا آخر.

ستسقط نعلهُ أولًا. ثمّ كل الأشياء؛ إيمانه، أحلامه، أوهامه، وأخيرًا روحه.

في تلك الأيّام تجرّع الجميع من كأسِ الأمل المغشوش.

فهو في نهاية الأمر كاتب، نصفُ كاتب ربما، لكنه يعي تمامًا حدود اللغة، ويعرف أنَّ ثمة معانٍ لا تستطيع حشوها في كلمات، مثل تلك الصرخات الحيوانية التي كان يطلقها من صدرِه في الليالي، وهو يدفن رأسه في الوسادة ويحتجُّ، بطريقته على الحياة غير العادلة

وحده الخراب ينتظرُ البلاد التي تطاردُ النكات وتعتقل الكلمات

لا توجد بطولة في الألم، لماذا يجد الناس صعوبة في تصديق ذلك؟ لماذا يتعايشون مع مشكلاتهم؟