اقتباسات من رواية أرض الغربان

في الحياة؛ هناك أشخاص لا يمكنك تعويضهم، المقاعد التي كانوا يجلسون فوقها لا تناسِب غيرهم، ومن الأفضل أن تترك فارغة، وألّا تنفض الغبار الذي يغطيها.

نخلَق في الدُّنيا وحدنا، ونرحل منها وحدَنا، ونلتقي في الطريقِ الطويلِ بعشراتٍ من الناس، يؤنس بعضنا بعضًا، ويساعد بعضنا بعضًا، ثم يرحل كل منّا ليكمل طريقه.

«ليس كل البكاء حزنًا».

شعرت برائحة الغِنى تتدفَّق في عروقي المِسكينة

حكى لي جدي عن رجلٍ لديه من الهموم ما يكفي بلدةً، ولديه من الثروات ما لا يشبِع فأرًا.

جدِّي كان يقول: «الغدُ دومًا يحمِل حلولًا لمشاكل اليوم». صدَّقته، ثم رأيتُ مشاكلَ تَسكن معي في حجرتي ولا ترحَل أبدًا، فعرفتُ أن كلمات جدِّي كانت مجرد حِبرٍ على الورق، وأن الهموم لا تتبخَّر بانقضاء الليل.

- أنت الآن هنا لأنك تمتلك ما تمتلكه، وما تمتلكه لم يجعلك راضيًا عن وجودك هنا. ولذلك؛ أنت تسعى لكي تذهب هناك؛ حيث تصبح أحلامك حقيقةً.

نعم، لا يمكن للبحر أن يعيد لقميصك لونه السابق، لا يمكن له أن يرسِل لك ما ضاع من عمرك.

‫- النساء يجلبْنَ وجه الرأس مع قدومهن، يتطاير من أفواههن رذاذ الهمِّ والقلق، إرضاء النساء هي أسهل مهمّةٍ مستحيلة في الدنيا.

هل قابلتَ إنسانًا من قبلُ جعلتك عيناه تبتسِم رغم أحزانك، وشَعرت وأنت تنظر إليه أن غيوم الكآبة تنقشِع، والقمر يزداد ضياءً، والبحر يهدأ، وينابيع الأمل تتفجَّر في وجهك وتمحو مِياهها النقيّة آثارَ اليأس؟

ولكن؛ كما كان جدِّي يقول: «الأيام مزارِع مجنون يستطيع أن ينبِت عِنبًا فوق شجرة ليمون».

‫«هناك أشخاص لا تدرك أنهم كانوا يحملون مصابيحَ حياتك إلا عندما تجِد الظلام يغلّفك بأصابعه الباردة بعد رحيلهم».

‫«دومًا ما كان البشر يسعون خلف ما لم يطرق أبوابهم، يبحثون عن السعادة في البلاد البعيدة، ولا ينظرون أبدًا في جيوبهم، يظنُّون أن الرزق – حتى يصير رزقًا – عليه أن يلمع، وتجلب عقولهم الهمَّ لقلوبهم، يقضون في جمعِ الأشياء

كل شخصٍ يخشى أن يغيّر مكانه فينظر له الناس في سخرية، ولا أحد يعرف – رغم تعدُّد الآراء – هل الرزق يرسَل للمراكِب، أم للرُّكّاب!

كان جدّي يقول: «الخوف المعلّق برقبتك يَحجب عنك سعادتك».

لم تكن ثروتنا مالًا، ولم تكن ذهبًا؛ كانت ثروتنا عبارة عن مكتبة ممتلئة بالكتب.

جدّي كان يقول: «الأرض التي تطؤها قدماك، ازرعْ فيها جنّتك».

بنَيْتُ من أحلامي قصرًا عملاقًا، ثم جاءت رياحُ الزمن ودمَّرته تدميرًا، وعرفتُ متأخرًا أنه كان قصرًا من ورق.

كنت أحسد الناس على قلوبهم الخالية، وضحكاتهم التي لا همَّ فيها، وثرواتهم التي يرسلها لهم البحر استجابةً لابتسامات القمر لهم.

وكالعادة؛ حجبَتْ عنّي ذاكرتي تلك الأوراق التي أردتُ استعادتها من صناديقها المتربة.