اقتباسات من رواية دلشاد : سيرة الجوع والشبع

‫ فريدة كانت تحكي، وكنا نرى كل شيء، لا أعرف كيف، لكننا كنا نرى، والله العظيم كنا نرى، ربما بقلوبنا أو عقولنا لا أعرف، لكننا كنا نرى.

" لكن أبوش عشقه كان قوة ما ضعف ، كان رجال قوي ، و الرجال القوي حبه قوة ، يعز محبوبه و يغنيه "

ترى هل هذا ما يحدثه الغنى والشبع في النفوس؟ أن يتحول خيط الدم إلى صرة مال، ويصير الحليب مجرد قروش تعد؟

فكيف يعرف الإنسان القبح والخبث والشر والكبر ويتجنبهما، إلا إن رآه ماثلًا أمامه، وجرب طعمه الحامض الكريه، الذي يتركه في النفوس.

، مع ذلك تعودت، لكن التعود أمر يختلف عن النسيان

لم أكن أعرف أن العالم خلق محمولًا على أكتاف الآباء، وأن السماء تسقط متى ما رحلوا، وأن الحياة، كل الحياة تصبح خالية إن خلا منهم المكان، وأن نظرة العتاب في عيونهم، ما هي إلا دروس قصيرة،

ترى هل هذا ما يحدثه الغنى والشبع في النفوس؟ أن يتحول خيط الدم إلى صرة مال، ويصير الحليب مجرد قروش تعد؟

لم أكن أعرف أن العالم خلق محمولًا على أكتاف الآباء، وأن السماء تسقط متى ما رحلوا، وأن الحياة، كل الحياة تصبح خالية إن خلا منهم المكان، وأن نظرة العتاب في عيونهم، ما هي إلا دروس قصيرة، تمرر بين القلب والعين.

دلشاد الجوع والعطش ليس الا اقناع للقارئ بانه ليس المعاني الوحيد في هذا الكون .

من بيده المال والسلاح يملك القوة ويحكم، أما الحق والعدل والأمانة، فهذا كلام.. مجرد كلام.

لم أكن أعرف أن العالم خلق محمولًا على أكتاف الآباء، وأن السماء تسقط متى ما رحلوا، وأن الحياة، كل الحياة تصبح خالية إن خلا منهم المكان، وأن نظرة العتاب في عيونهم، ما هي إلا دروس قصيرة، تمرر بين القلب والعين.

وهكذا تَربَّينا نحن الأربعة، على آباء غائبين وأمهات حاضرات، بخيرهن وشرهن، لكنهن ضمنَّ لنا نزر الطعام الذي سيمنع الموت عنا، أو يؤجله حتى حين.

لا شيء أثقل من الأمور العالقة بين صديقين

قاسٍ هو الجوع… قاسٍ وقبيح، ومثلي يقف عاريًا بلا أب.

وحدهم اليتامى يعرفون معنى العري، وكيف يكون البرد في عظامك من لحظة الميلاد حتى الموت.

إني أعرف الجوع، وأتذكره جيدًا، فمن عرف الجوع يعرف أنه يبقى في الدم، مثل مرض، ولا يمكن لأي شبع بعده أن يشفيك منه.

ساعدتهم ووضعت جسدها الضئيل في الحفرة، ثم وقفت أراقبهم وهم يهيلون أكوامًا من التراب ويرصون الحصى فوقها. لم أفهم، هل كانوا يخافون خروجها؟ هل كانوا يخافون عودتها إليَّ، فتقصدوا حبسها؟ لكن الموتى لا يعودون، هم يعرفون ذلك، وأنا أيضًا أعرف.

لم أكن أعرف أن العالم خلق محمولًا على أكتاف الآباء، وأن السماء تسقط متى ما رحلوا، وأن الحياة، كل الحياة تصبح خالية إن خلا منهم المكان، وأن نظرة العتاب في عيونهم، ما هي إلا دروس قصيرة، تمرر بين القلب والعين.

«الناس ما فيهم رحمة، نجي الدنيا يضربونا، أول أمك وأبوك يضربوك، وبعدين أولاد الحارة يركضوا وراك ويضربوك، وبعدين الدنيا كلها تضربك، أنا حتى فاطمة لولاه تضربني، بعدين يجي الموت ويضربنا كلنا.. كلنا.. كلنا».

هل الناس من حولكم مجرد خدام لرغباتكم، لا بشر تحسون بهم ويحسون بكم؟ ألا تغزل مع طول العشرة بينكم وبينهم، خيوط من الرحمة؟