اقتباسات من كتاب في صحبة الأسماء الحسنى

يا رب، اشْدُدْ قلبي بالرِّضا، حتَّى أنَام مِلء جُفوني مهما جَرى، ارحَم عِبادًا كلهم ذا النُّونِ!

والله حِماك، فلا تتَّهم مَولاك في حُكمه فَيخذلك، إنْ أخَّرك، فما تَركك، ولكنْ للغنَائم أجَّلك! يَرميك في غيابةِ الجبِّ، ويَسعى بالعَزيز نحوَك، يُقايضونك بالسِّجن، فَيُرسل الله لكَ حُلمًا يُطلق أسْرك، يَبنيكَ، وأنتَ تَظُنُّ أنَه يَهدمك

يا بُني، قَدَره في عَبده تخليصًا لِعَيبِه، ثمَّ تخصيصًا لقلبه، فلا تَجمع على نفسك وجود الضُّرِّ وفَقد الأجر، ولا يُشغلك الضَّرر عن حكمة الله في القَدر.

اللهُمَّ اكفِنا كُلَّ هَمٍّ في كُلِّ سبيل، بِـ ﴿حَسبنا الله ونعمَ الوَكيل﴾

أمشي إليكَ، (وخَطو القلبِ يَسبِقُني)، احفظْ قلبي مِن أنْ يسكنه هَمُّ الرِّزقِ وخَوف الخَلق، واسلُك بي سَبيل الصِّدق.

قال الشَّيخ: افهم يا بني إن الابتلاء في البدء تمحيص، فإن صبَر العبدُ، أوجبَ له تَخصيصًا، ثمَّ تَراه في ﴿مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ﴾

وإنَّني يا الله مَددتُ قلبي إليكَ، فلا ترده إلا مَجبورًا.

ردَّ الشيخ: ﴿أفي الله شَك﴾؟ كُل دعاءٍ بلا يقين مَجروح في معانيه، مَجروح في قَبوله، واليَقين، أنْ ترى الآتي بدعاءِ الآني، واعلَم أنَّ قيمةَ الوِرْد بما له في القَلب مِن أثر!

قال الشَّيخ: يا بني، ‏(إنِّي مُخبركم بأمرٍ: إنَّ لكُل اسمٍ فَتحًا، والفتحُ على قَدر الإخلاص في النيات، (ومَن فرَّغ القلب للأسماء، انهالتْ عليه الكَرامات).

(والطرُق لا تُسَدُّ على مَن أيقنَ أنَ عند الله المخارج)!

اللهُم اجعلها آخِر دمعةً قبلَ الفرح! وأحْينا في اتِّساعِ الفَرج! يا الله، أجِر حُزنًا كأنَّه أمَدٌ ما أرى له نهايات. كَرِّرها وتوسَّل، إنَّ دُعاء الاضطرار، مَحلُّ الإجابة.

إنَّ الدعاء فُسحةُ الأمَل، فَقُل له: يا مَن يرى دمعَ العين مَذروفًا، اقْضِ حاجةً ﴿في نفْسِ يَعقوب﴾!

أنت الصَّمَد، فبَلِّغْنا وَعد ﴿لَا خَوفٌ عَلَيْهِم﴾ أنتَ الصَّمَد، فَبلِّغْنا دَهشة العطاء في مقام ﴿أنَّى يكونُ لي غُلام﴾ أنتَ الصَّمَد، فقُل للبَعيد: ﴿عسَى أنْ يَكون قَريبًا﴾ سُبحان مَن ينفخُ الروح في الحَوائج المقبورة، فإذا هي ﴿حيَّةٌ تَسعى﴾! هو الواحِد في ملكه والصمد في أمره.

الاسمُ لا يُفَسِّره إلا تكرارُ السُّؤال به، وكلَّما رَدَّدته ازدَدتَ منه سَعة، وتَضاعفًا في غَيثه، ثُمَّ لا تراك إلا وقَد وُهِبْتَ سِلسلة مفاتيح الإجابة تَرِنُّ بين يديك، حتى يُخيَّل لك أنَّ الداعي في تَبتُّله نَجِيُّ الله، قد اقتَرب حتى انتثَر تُراب الجنَّة بين يديه!

‫ يا بُنيَّ، لكُلِّ اسمٍ رزق، ولكُل رزق مَذاق.

كل الحصون دون الله تنهدم

‫وأن كل الدروب دون فتحه مغلقة

‫وأن كل نور يفيض من نوره وما عدا ذلك حجاب العتمة

‫وأنه بدء البدايات وإليه المنتهى

‫وأن الفاني إذا اتصل بالباقي باقٍ

وأن الفاني إذا اتصل بالباقي باقٍ

‫فاختاروا صحبة من إذا اتصلت به استغنيت عن السبب

‫ونالك من الوهاب ما هو فوق الأسباب

واذكر أن كل فراقٍ للذنبِ فتح!

ما أكرمه! تَدْعُو لِأخِيك، فَيُعْطِيك وَيُعْطِيه!

اللهُمَّ اجعلني نُورًا، واجعَلني ﴿نورًا على نُور﴾!

(وإذا وجدتَ في قلبك ظلمةً بعد المعصية، فاحمد الله، فلولا النور، ما استَوحش قلبك من دخول الظُّلمة).