اقتباسات من رواية أوراق شمعون المصري

(إن الله يتجلى علينا كيفما نراه)

أتدري ما التيه يا شيخ (نابت)؟! إنه الحياة على أمل كاذب، أن تشعر بأنك كلما اقتربت ابتعدت، وكلما دنوت بَنوت، أن يحدوك الأمل ثم تتجرع خيبته مرات ومرات، ذاك هو التيه وتلك هي مرارته يا شيخ (نابت).

كيف يحيا الإنسان هكذا وقد انقطع به الأمل؟ وما الفرق حينئذ بينه وبين الدواب؟

ولو كان هذا الحجر يشهد على شيء فإنما يشهد على أن أمواج الأماني مهما علت ستتحطم يومًا على صخرة الموت.

وهل تُمنَح الجنة بغير ابتلاء يا (باتشيفا)؟!

‫ ـ إذا تعلق الأمر بالرب فلا تسأل بـ«كيف».

سألت أبي:

‫ ـ كيف سيهبط علينا الخبز من السماء؟

‫ فأجابني وهو يشخص ببصره إلى السماء:

‫ ـ إذا تعلق الأمر بالرب فلا تسأل بـ«كيف».

الرب يَسُرُّه أن تُعمَّر القلوب بالإيمان على أن تُعمَّر بيوته بقلوب خاوية.

المال وحده لا يساوي شيئًا إن لم يزينه الشرف! والقوة وحدها لا تساوي شيئًا إن لم تزينها الحكمة!

حتى قساة القلب تلين قلوبهم أحيانًا تحت وطأة الألم.

قد أصبحنا كالغرباء في هذا البلد يا شيخ (عابر)، لم يبق من ملامح بصري القديمة الكثير، ويضيّقون على التجار الشرفاء الخناق يومًا بعد يوم بالضرائب والمكوس حتى ينشغل كل واحد منا بقوت يومه، فلا يلتفت إلى شيء آخر!

الناس تميل إلى العدل، فإن لم يجدوه، مالوا إلى القوة أملًا فيه

أتدري يا بني؛ إن الحياة في الصحراء هي الفطرة، فالأصل في الحياة هو الحركة والتنقل من مكان إلى مكان، وحينما يُكثِر المرءُ من الترحال لا يتعلق قلبه بشيء ويدرك أن الحياة في ذاتها رحلة تنتهي، لتبدأ رحلة أخرى في مكان

الطائر الغريب قد يطير مع السرب ولكنه حين يحط على الأرض يظل وحيدًا منزويًا.

فزينة الفقر العفَافُ وآفةُ الغِنَى الشُّح!

الإنسان ظالمٌ، جاهلٌ حين يظن النشأة بلا مُنشِئ، وأن السفرَ بلا مقصد، وأن الرحلة بلا نهاية!!

تعلَّمنا الشكرَ على النعمةِ والصبر على البلاء وأن نتوكأَ على الأعمال الصالحة في أيام الانكسار.

أخشاه، خشية العبد أن يعصي سيده، وأخشاه خشية المحب أن يغضب حبيبه.

فعلمت أن الأرض تتقدس حين تسود فيها عدالة السماء، فإذا عمَّ فيها الظلم والجور فهي أرض ملعونة ولن يشفع لها بيت ولا حجر، وعلمت أن الإنسان هو أسمى ما على الأرض وأن الرب يَسُرُّه أن تُعمَّر القلوب

لا توجد أم غير جميلة، ولكن أمي هي أجمل النساء!