اقتباسات من رواية إخضاع الكلب

فالكره كالحب؛ يولد لأشياء تافهة ومن لا شيء، بل ومن الحب نفسه، كما يولد الفطر في الرغيف، لا يحتاج أبدًا لشيء عميق أو جارح كي يبدأ، ولا ينتظر معركة ليُباغتك، بل يسكن الضحكات، اليقين المُسالم، يُظلل الجلسات الصافية على المقاهي،

فالكلمات وحدها بإمكانها أن تحيل كل ما هو مهيب إلى شيء عادي يمكن اختبار حدوده ومناطق ضعفه

.

خخخ

❞ بعد يومين كنت أمام البحر، انهارت مقاومتي أمام زُرقته الأبدية، خلعت ملابسي، غصت، تنفست، ثم تقدمت بعيدًا. الصفاء والسكون الذي أحسست به أثناء السباحة، جعلني أفكر أن البحر ليس سوى سماء مقلوبة وأن الغرق هو ممرها السري الأقرب. ❝

❞ كما أني لا أخطط للعيش طويلا، وهي الخطة الوحيدة التي أملكها وأنفذها بحماس عبر التدخين بشراهةِ قطارِ فحم وقلة ساعات النوم وعدم انتظام الوجبات وإهمالي لأدوية السكر والضغط والكوليسترول. ❝

❞ بعينين مصوّبتين دائما إلى الأمام، كأن لا هدف لها سوى إدامة الحفل الصاخب، ربما لأنها لو نظرت إلى الوراء سيصعقها أثر الأعمار المهدرة بخيبة الأمل. ❝

❞ لا شيء مُخيف بالموت، لكن ثمة شيء قاسٍ في الخفة التي تستمر بها الحياة بعده، ❝

❞ تجمع الاكتئاب اللزج في رأسي، وامتلأت عروقي بشهوة الموت، بزغ أمامي دواء الاكتئاب، نادت حبّاته بإغواء: لن نقتلك أنت، بل ألمك، سنُخرسه إلى الأبد. ❝

عندما تصرخ لا يصدقك أحد، يقارنون نصاعة ملامح غريمك وهدوئه بملامحك التي جعلها هذيان الذعر شيطانية، نظافة هيئته برثاثة أوحالك، هكذا يفلت المُجرم بفعلته بينما تنال حكما نهائيا بالجنون.

❞ فلكي يُمحى الألم لا يكفي أن تنسى، بل أن تُنسى، فالثقل الأكبر لا يأتي من ذاكرتك، بل من تذكُّر الآخرين لك. ❝

لم آتِ إلى هنا إلا بحثا عن نسيان كامل ونهائي، كأني لم أكن، كأني لم ألمس أحدا، أو أخطو على الأرض، كأني لم أتعرض أو آتِ بالأذى، لم أنطق بالسوء ولم أفسد قرابيني إلى الحياة كأني لم أكره أو أحب، لم أختر ولم أُختَر، عازما على ألا أفعل شيئا، ألا أصنع تاريخا جديدا، حُبا، صداقات، أعداء ألا أدخل معارك، ألا أنافس أحدا، ألا أطمح لشيء، أن تمحى مني الرغبات والشهوات، أن أرى كل ما قاتلت من أجله تافها وبائسا، لم يستحق الثقل أو الخفة، الصد أو الهجران، أن أكون نسيا منسيا، وهو أمر إن كان يفوح في بدايته برائحة الموت،

فلكي يُمحى الألم لا يكفي أن تنسى، بل أن تُنسى، فالثقل الأكبر لا يأتي من ذاكرتك، بل من تذكُّر الآخرين لك.

فنحن نسكن صدور أعدائنا أفضل مما نسكن صدور مُحبينا، نخشى على صورهم من التحطم فندخر لها أفضل البراويز، نضعها في أفضل الأركان، من نكرههم ويكرهوننا هم أوسمتنا السرية ونجومنا في صحراء شاسعة من التيه

فلكي يُمحى الألم لا يكفي أن تنسى، بل أن تُنسى، فالثقل الأكبر لا يأتي من ذاكرتك، بل من تذكُّر الآخرين لك.

لكن كثيرًا ما نغفل أن الوجود مأساة، علينا أن نتقبلها بشجاعة».

«إن معنى كل ثقافة هو أن تستنبت من الحيوان «البشري» المتوحش حيوانًا أليفًا متمدّنًا، حيوانًا داجنًا».

لا أعرف حقًّا ما الذي أريد أن يكونه، مُفعمًا بالحياة أم ميتًا، أم كليهما في آنٍ؟

«كان الهدف من وجوده هو الرفقة، لا أن تُحوله إلى نسخة أخرى منك».

كنت مُستمتعا بالتلاعب به:

‫ «طبيب بيطري يخشى الكلاب، هذا مضحك».