اقتباسات من رواية أرض تسير نائمة

من آثار الحرب أنَّ كلَّ شيءٍ يغدو حقيقة. إذ يقف المرء على الحافَّة، حيث الحياة والموت وجهان لخطرٍ واحد، وجهان يقبلان المبادلة.

ربَّما بلغَتِ الحربُ نهايتها في هذا البلد. ولكنْ عندنا، في سرائرنا، لن تبلغَ تلك الحربُ نهايتها أبدًا.

ما احترق لا تشبُّ النار فيه من جديد.

ما عدتُ أشعر بالحزن، إنْ هو إلَّا تعب.

فأكَّدَت لي تلك اللَّحظةَ أنَّ خيرَ ما في الحياة هو ما ليس بآتٍ.

ولكنْ، لمَ تطلقين سراحي إذًا؟

‫ ـ كي ترحل بعيدًا جدًّا، حتى تبدو ضربًا من المحال. والآن، ارحلْ، ولا تَعُد ما حييت.

كلّ ما هنالك أنِّي أرى الموت خيرًا للمرء من التواجد هنا.

كنتُ مريضًا بداء الحوت الذي يقضي على الشاطئ، وعيناه على البحر.

أدركتُ الأمر الذي جمع بيني وبين تلك المرأة: فكلانا مُشتَّتٌ بين عالمَيْن، وذاكرته مسكونةٌ بأشباح قريته.

لم يبدُ شيءٌ واحدٌ قادرًا على إقناع تلك المرأة بالعدول عن مفارقة أرضها وهجران كلّ شيء.

إنَّنا، نحن الذين وُلِدنا في هذا الزمن، أواخر الباقين على قيد الحياة. وبعدنا لن يعود هناك عالَمٌ كي يستقبل أحدًا، كائنًا من كان.

فالموت حبلٌ يحيط بشرايين المرء منذ ميلاده. يشدُّ الزمن طرفَي الحبل، فيخنقنا رويدًا رويدًا.

‫ ـ سيِّدي، لا تنسَ أنَّ الثروةَ كالملح، لا نفع يُرتجَى من ورائها سوى تمليحِ الطعام.

وقالت إنَّ من نام في حضنِ آخر فَقَدَ روحه. فمتى نام الرجل والمرأة متعانقَيْن، عجزَت الأحلامُ عن الاهتداء إلى صاحبها.

كنتُ مريضًا بداء الحوت الذي يقضي على الشاطئ، وعيناه على البحر.

الكثير من المؤمنين بأنَّهم على الطريق الصَّحيح يُولَدون وهم على خطأ.

أترى تلك الظلال، هناك؟ إنَّها جزيرة صغيرة على تلك الجزيرة فنار ما عاد يعمل، فلقد أدركه التعب ولكنَّه متى أنار اللَّيلَ من جديد، تمكَّن أصحاب السَّفينة من العثورِ على طريق العودة إنَّ ذلك النور الآتي من الفنار هو أملي، الذي يخبو ويسطع، مثل رغبتي في الحياة.

ولو أنَّ الذكرى أذاقتها العقاب، فالنسيان لم يزِدها إلَّا مرارة.

راحت تبكي، وتبكي. كانت تودّ لو شدَّت وثاق الحزن بقيدٍ من دموعها.

أورثها ذلك المكان برودةً داخليَّة. فكلُّنا يرغب في صلةٍ بين قلبه وقلبٍ آخر، كلُّنا يرغب في العثور على النصف الآخر، ذلك الذي نفترق عنه ساعة الميلاد.