اقتباسات من رواية ماكيت القاهرة

إنه ينطق بلسان الأُنثى كما الذَّكَر، مثل شخصٍ يجيد الكتابة بيدَيْه بالمهارة نفسها، ما جعلني دائماً أُحاجج بأن تصنيف منسي عجرم كَذَكَر ليس إلَّا حلَّاً إجرائياً فقيراً _ ولا أقصد بذلك أيّ تلميح لِمِثْلِيَّتِهِ _ لكننا نفعل مجبرين ذلك...

كان يردِّد اسم اليوم الجديد بينه وبين نفسه، مشفوعاً بتاريخه مع الشهر والسنة، لكنْ، ومثلما يحدث دائماً، سقط يومٌ ما، بفعل السهو أو النسيان أو الغرور، فكان مثل قطعة الدومينو التي جرَّت صفَّاً طويلاً، متماسكاً في الظاهر، لانهيارٍ نهائيٍّ....

قالت المسز، وأومأت نود مُفكِّرة في غرابة التسمية. بدت لها الصفة التي عرَّفت بها المسز هذه الجماعة، كأنها نابعة من حكاية خرافية من حكايات «مدينة الحوائط اللا نهائية».

يتذكَّر أوريجا أنه كان طفلاً حين قتل أباه بهذه الطريقة: ألصق إصبعاً بجبهته، متخيِّلاً أنه مسدَّس، وأطلق دَوِيَّاً من فمه: بـوم.

⁠‫كان الطفل على وشك أن يضحك لهذه التمثيلية الطفولية. كان على وشك أن يطلب إعادتها بعد أن يغلق أبوه عينَيْه

وكثيراً ما فكَّر أن الإنسان بحاجة دائماً لمَنْ يجرِّده من أقرب ما ينتمي له، سواء كان الفاعل قاتلاً أو إلهاً، وبعدم العثور عليه، أو بتأخُّره في المجيء، فإنه يبدأ بنفسه تصفية مَنْ يحبُّ وقد كان أوريجاً طفلاً عندما قتل أباه،

تفكِّر نود، أن هذا يعني أن حياة كلِّ شخص هي، بالكاد، سطر، أقصر حتَّى من سطر العزاء الإجرائي الذي يُكتَب في صفحة الوَفَيَات بالجريدة، رغم أن الموت، عملياً، لا شيء.

ومَنْ أدراني أنني لستُ الافتراض، والماكيت هو الحقيقة؟ أنني مجرَّد صورة تتحرَّك في واقع موجود بالفعل. حتَّى لو كان واقعاً مقلَّداً، لكنه واقع، تؤلِّفه موادّ حقيقية، وصلبة.

‫ ربَّما كنتُ شبحاً بينما أفكِّر في الأشباح كغرباء عنِّي.

ظلَّ يرى أيَّ شخصٍ مزدوجاً، فيما يتخيَّل نفسه أيضاً شخصَيْن في حدقَتَي محدِّثه كان يسأل، أيّهما الأصلي وأيّهما المقلَّد؟ أيّهما يمثِّل محاكاة للآخر؟ وبالمنطق نفسه، كان يسأل نفسه: أيّ العينَيْن ترى الحقيقة، وأيّتهما ترى الخيال؟ وإن لم يكن الأمر كذلك،

❞ يفكِّر أوريجا الآن: أيُّ حَدٍّ يفصل بين المعنى الحَرْفي لعبارة ونظيره المجازي؟ ما الذي يجعلنا نتلقَّى عبارةً ما، باعتبارها الحقيقة، وعبارة أخرى، باعتبارها صورةً ما للحقيقة؟ ❝

‏اقرأ الكتاب على @abjjad عبر الرابط:‏****

#أبجد

#ماكيت_القاهرة

ليست اللغة المشتركة ما ننطق به، فاللغة تبدأ بالظهور عندما نصمت. قرأت نود هذه العبارة في كتاب لكاتب يُدعَى منسي عجرم..

- الحاضر هو كلُّ ما ليس بوسعنا تجاوزه، أيَّاً كان زمنه. كلُّ فَقْدٍ هو حاضر .. ما يجعل الحاضر الوحيد، بالنسبة إلى أناسٍ كثيرين، هو ماضيهم نفسه

إن إنكار موت شخص لا يساوي أبداً الادِّعاء بأنه حيٌّ، وإن فعل شخص، فسيعبُر ببساطة إلى الضفَّة الأخرى من الواقع، وهذا هو تعريفي للجنون.

‫ تبنَّى عقيدة مفادها أن أيَّ شيء هو حقٌّ أصيل لمَنْ يجده، لا لمَنْ يفقده، وكان قادراً على خوض حربٍ ضدَّ الناس، والمدينة، والعالم، كي يدافع عن جميع الممتلكات التي باتت تنتمي له دون أن يستحقَّها.

كم أن الفنَّ في جوهره شيءٌ قاس، فهو قادرٌ على جعلكَ تنهار لسقوط ذبابة في كوب، ولا تعبأ بنزول جثمان إلى مقبرته، وكم من فيلم أو رواية أو لوحة، كان فيها صمتُ بناية من الخرسانة أهمَّ من كلمات شخصٍ من لحم ودم

كم أن الفنَّ في جوهره شيءٌ قاس، فهو قادرٌ على جعلكَ تنهار لسقوط ذبابة في كوب، ولا تعبأ بنزول جثمان إلى مقبرته، وكم من فيلم أو رواية أو لوحة، كان فيها صمتُ بناية من الخرسانة أهمَّ من كلمات شخصٍ من

فعندما يخسر الإنسان شيئاً، يبحث عمَّا يُعوِّضه وليس عمَّا يستحقُّه.

فالواقع ليس واحداً بالنسبة إلى الجميع

يغدو الناسُ أشدَّ شبهاً بصور طفولتهم عندما يصبحون عجائز. يسهل التعرُّف على ملامحهم القديمة في الصور، كأن الأطفال يولدون فقط لكي يشيخوا، وفقط في هذه اللحظة، يعرفون أيَّ وجه يمتلكون.

الحياة الواحدة، لو تسنَّى لها أن تتكرَّر، فلن تُعاش أبداً مرَّتَيْن بالطريقة نفسها حتَّى لو كتبها صاحبها نفسه

هُيِّئ لها أنها عرفت، أخيراً، لماذا كلَّما حاول الناس الهرب من سجونهم، منحوها المزيد من الطوابق.