اقتباسات من رواية حكاية فخراني

أصيل ذاك المساء قال لي: أحبب، وحِبّ، واسبح في محبة نهر المحبة، وتمنى ألا تنجو، ففي نجاتك هلاكك، وفي هلاكك نجاتك

مغلقة في أماكن مجهولة ومغطاة بالعقول هي الذكريات التي لا نريد لها أن تمحي ،ننساها، عند الموت ينفتح كل منغلق وينكشف كل غطاء ويقترب البصر أن يكون حديدا.

تطوي المسافات ، وتلمع أسرار ما فات من آجل أن يرفق بنا ما هو آت.

المعزة لأقرب الأحباب في قلوبنا مطمورة مكتومة مستورة غير معلنة ولا هي محسوسة ، فإذا انتقلوا عنا وتخلي ظلهم عن مرافقتنا ، نشعر ببئر في القلب عميقة تنزح منها الآلام كل صباح ، وفي كل ليل نشرب من كأس ذكريات موجعة.

إن الأنثي حاضرة في أبعاد الوجود ، كل شيء في الوجود له ذات "مذكر"بوجوده وله علة "مؤنث"من وجوده وعن الأنثي كان الوجود ، كان آدم ،ثم منه جاءات حواء ، وأيضا كانت مريم الأنثي ، وداخلها دبت الحياة في المسيح الذكر ، ولقد خلق الله الرجل إنسانا ثم اشتق له منه شخصاً على صورته سماه امرأة ،فظهرت بصورته فحن إليها حنين الشئ إلي نفسه ، وحنت إليه حنين الشئ إلي وطنه.

لكن يظل نبعك داخلك وإن تعددت روافد معرفتك وجرت جداول علومك. نبعك هو أنت ،فلا تحصر نبعك في أفواه بعينها أو كتب لا فرق بين أكثرها .

_ من الظلام ينبعث نور ، ومن التراب تثمر حقيقة.

_ إني أحب عثراتي وممتن لها وسعيد بكل ما كان.

_ هل في زمانك يا صاحب الزمان ريح أمل.

_ إن الإيمان لا يحسب بطول المواظبة على العبادات أو ترديد التسبيحات ،أحيانا تكمن صلابة إيمانك في عدد مرات شكك.

_العقول الكبيرة بحور كبيرة تهتم بنفسها ولا تحقد على فروع أنهار تصطدم بها ، لو إنشغلت بنفسك لما شغلتك عقائد مخفية في صدور الناس...

علينا أن ننظف صدورنا من دخان الأحقاد ونحرسها من دغل الكراهية. ما علينا غير أن نزفر، نشهق، نحن، نئن، ونُخلص، ونقول لأنفسنا: إنها محبّة، لا أكثر ولا أقل، وضياء أيضًا؛ فيكسونا بهاء ونور.‏

تعويذة مصرية «اسْتَعنّا على الشقاء بالله» قضى أغلب الطريق مُحبا لطريق يفتش عنها نصير محبين رائعين بهيامنا في المحبوب، باتخاذنا الحب شريعة، واعتمادنا الأمل ركوبة ما نكتبه يصير دَيْنا في رقابنا، علينا تأديته، وعلى الكون، وإن لم نتكلم، الاستماع لرغباتنا .

لقد كنت قبل اليوم أنـكر صاحبي إذا لم يكـن ديني إلى دينـه دانِ‏

‫وقد صـار قلبي قابـلا كل صـورة فمرعـى لغزلان ودير لرهبـانِ‏

أشرت إليه ﷺ:‏‏

‫ويكـون هذا السيد العلـمُ الذي جـَرّدْتـَه من دورة الخُلفــاءِ‏

‫وجعلته الأصـل الكريـم وآدمٌ مـا بين طينـة خلقـه والمـاءِ‏

يـــا منـزل الآيـــات والأنـْبَــاءِ أنْـزِلْ عليّ معـالـمَ الأسـماءِ‏

‫حتى أكـونَ لحمـدِ ذاتـك جامعًا بمحامـدِ السّـرّاءِ والضــرّاءِ‏

وجميعُ الرُسلِ بين يديه مُصْطَفُّون، وأُمّتُه التي هي خير أمةٍ عليه مُلتفون، وملائكةُ التسخيرِ من حول عرشِ مقامِه حَافُّون، والصِّدّيقُ على يمينه الأنفسِ، والفاروقُ على يسارِه الأقدسِ، والخَتْمُ بين يديه قد جَثَا، يخبره بحديث الأنثى، وعَلِيٌّ يترجم عن الخَتم بلسانه،

‫إذا عاينت ذا سيرٍ حثيثِ.. فذاك السيرُ في طلبِ الرغيفِ‏

‪ فيكتوريا كولدج

ما نمت مُذ خاضوا في نسبي ورموني أني غير نقي الدم رحمتك السماء يا أمي، كأني أسمعك تقولين وقد راجعتك في هجرتك وأنا في بطنك جنين، وزوجك «ربيعة بن حرام» ليس بأبي، قلتِ يا كريمة المنشأ والعنصر: إنك يا بني أكرم منهم نسبا ، أنت ابن بناة الكعبة.

تلفه لحية كثة يغزوها شيب لا يكاد يترك أثرا لسواد شباب، شاب حزنا على ما آل إليه بيت الله، أقنى الأنف، أدعج. هل اكتحل بغير مكحلة؟ عريض الجبهة، واسع ما بين المنكبين،

استمرت سيادة الخزاعيين قرنين، حتى جاء «قُصي بن كلاب» جد النبي ﷺ، فهيمنت به قريش على الأمور ‏ ‫ من فرط الإعياء نمت ثانية، وسِفرٌ عن تاريخ مكة بين يدي، فرأيت فيما يرى المُضنى من فرط وَجْدٍ لا يجِدُ منبعَه، قصي بن كلام قمري الوجه.

تُحيي إذا قتلت باللحـظِ، منطقـها كـأنها عندما تُــحيي به موسـى‏

‫أُسقُفـةٌ من بنـات الــروم عاطلـةٌ تـرى عليها من الأنـوار ناموسا‏

شيخي الجليل أبي بكر بن خلف كبير فقهاء أشبيلية، قرأت عليه القرآن الكريم بالسبع في كتاب الكافي بعدها ما أخذت علما إلا من صاحبه، ولا استشرفت حالًا إلا من أهله، فتعدد المعلمون كما جاء في رسالتي «القدس» وكما قلت لك: وجدتني أنزح للخلوة و الانعزال.

إنسانٌ تصرفاته محدودة، وأنفاسه عليه معدودة، عليه رَقِيبٌ عَتِيدٌ وسائِقٌ وشَهِيدٌ قلت في نفسي: لم يزل الآدميُّ مذ خلقه الله في التوكيل، وشرع له أن يقول: ﴿ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ﴾، لينقلب بنعمة من الله ورضوان إلى دار الحيوان، لم يمسسه سوء و لا بؤس.

أمي فاطمة تلك التي هي عذراء هيفاء، شيخة الحرمين، تُقَيِدُ النظرَ، من العابدات السائحات الزاهدات وكنت كلما وقفت بين يديها، احمرّ وجهي حياء وأنا صغير، فكنت أُحس بهالة سماوية تُحيط وجهها المريح القسمات، كأنها وهي في تلك السن الطاعنة،