اقتباسات من كتاب شال شامي

دمشقُ التي سوَّقتْ

‫ قمراً لسمرقندَ

‫ شمساً لآسيا،

‫ دمشقُ التي أبرَدَتْ

‫ في البريدِ النهاوندَ

‫ همسَ البياتِ

دمشق الحرائق

‫ كلما مسّني الشوقُ

‫ أو هالني نبأٌ

‫ في مواضي السنينِ

‫ هببتُ وقلتُ: دمشقَ…

‫ دمشقُ التي اتَّجَرَتْ

‫ بالنجوم إلى الصين والتبْتِ

بمقهى الحجاز

‫ وقرب محطة شرق السريع،

‫ استوى نَفَرٌ

‫ من نقاةٍ أوائلْ،

‫ يجيدون وأدَ الظلامِ

‫ وفتح الكوى للضياء الدفيق،

صباحاً

‫ إلى اللاذقيةِ سافرتُ صحبتها،

‫ طالباً موجة ً

‫ ومساءً لذيذاً

‫ تطرّزه شمعة في الظلامِ

‫ وقنينة من شراب،

‫ مضتْ ليلة

في مقهى الروضةِ،

‫ والنهرُ يجيءُ إليها يومياً،

‫ الكلّ هنالكَ

‫ أغصانُ الطرفاءِ،

‫ خزامى الغاباتِ،

‫ طيورُ أبي الحنّاء

في باب توما…

‫ الصحابُ الصِخابُ هنالكَ

‫ لقمانُ ديركي

‫ خليلُ

‫ بحانة جورج الصغيرةِ

‫ حيث الكراسي تصيءُ

‫ تئنّ معاً

‫ وأغاني فريد،

‫ هنالك بين الأهلةِ والأبرشياتِ

في حدائق السبكي

‫ اتخذتُ مسكني،

‫ إقامتي طويلة ً كانت

‫ بزهرة الجوري

‫ وكان الفجر

يا شامُ الغوى النائي

‫ بأعماقي تصادتْ

‫ مزاياكِ،

‫ طويتُ العامَ بعد العامِ

‫ كي أخلو إليك

لدمشقَ التي سَحَرتْ

‫ لوامسنا ندى،

‫ غَبَشٌ علاها

‫ يشبه الكريستالَ،

‫ يأتيها إذاً متسللاً سَحَراً،

‫ لكي يتلبّثَ الهوى،