اقتباسات من رواية صانع الحلوى

فالإرهابيون، رغم نتانة ريحهم، بشر مثلنا، يحبُّون التسلية، ويمزحون كثيراً فيما بينهم، بَيد أنّ الفَرْقَ يكمن في التفاصيل لا غير، فتسليتُهم لا تتمّ إلا بدحرجة رؤوس البشر، ومزاجُهم لا ينتعش إلا بذِكْر الحُور العين، ووصفهم لفُرُوجهنَّ.

"عليكَ بالقوّادات حين لا يُنصفكَ الوطن."

لا بأس بالأحزان حين يكون أمدها قصيراً في الذاكرة.

وماذا جنيتَ من الإنسانية سوى الأحزان. كُنْ سمكة، كي تنسى أحزانكَ، يا صديقي، السمك قصير الذاكرة.

وليس من عادة الملوك الاكتراث للخَدَم.

ثبات الخصيَتَيْن يعني ثبات المبدأ،

وطن، يقوده عاهرون، يرتدون جلباب الدِّين والقداسة

لماذا يَقتلُ الإنسانُ، يا ترى، الإنسانَ؟! من أين جاء بهذه القسوة على أبناء جنسه؟! كيف ينقلب، برمشة عين، إلى ذئب جائع؟! كيف يُمسي، هكذا، وحشاً قاتلاً؟! هل أصل الإنسان عقربٌ، تحوّل، حين كبر، إلى تمساح، ثمّ استحال إلى ضبع في في النهاية؟! أم أنّه خُلق في الأصل من تراب ممزوج بسُمّ أفعى خبيثة، ودم جاموس برّيّ قاتل؟! لماذا القتل لا غير؟! لماذا، يا أولاد القحبة؟!

‏

لأنّ قلبي لا ينكسر على شعوبٍ، تصنع طُغاتها بأيديها!

في هولندا، ومن أجل أن يكون مخرجاً، فرضوا عليه ألا يقترب من سينما الموت، فحديث الموت غير مرغوب فيه لدى الهولنديين. السعداء لا يُفضِّلون حكايات الموت.

المهاجر كاذب حتّى يثبتَ صِدْقُه، هذا ما يؤمن به العاملون في دوائر الهجرة عادة لكنّ قصّة الشابّ نبيل فوزي لم تنته بعد لقد تعكّز على الأرض، وخرج من الجملون كان عليه أن يُكمل الطريق بأيّ ثمن زحف حتّى وصل إلى الجادة الرئيسية.

كان شيطان السينما قد تسلّل إلى رأسه، وجعله يفكّر بأنيتا "بطلة فيلمه الجديد" قام أخيراً نحو الدُرج في غرفة النوم أخرج دفتراً وقلماً، وشرع في كتابة سيناريو فيلم، سيقدّمه إلى لجنة الاختبار من جديد لقد خطّ على الصفحة الأولى: ‫ صانع الحلوى. سيناريو وإخراج حنا العراقي.

الله! إنه يجالس قاتلة! أيّ ورطة تلك التي جلبتْها له عمارة غاملي غرينسا؟! ‫- قتلتيه؟! قال بدهشة فاغراً فمه.‏ ‫- نعم، لقد جعلتُه مدمناً، كلّما حاول الإفلات، أطعمتُه قطعة حلوى، ليعود إلى حضني من جديد، وفي ليلة من الليالي، شعرتُ أنه يخونني.

مهاجر إيرانيّ، قذفه شبح الموت هو الآخر نحو هولندا ألقى عليه التحية: ‫- مرحبا، أغا.‏ ‫- أهلاً، أغا حنّا، كيف الأهْوال؟‏ ‫- كُل شي تمام، عندك نشا؟‏ ‫- بلي أغا، كُل شي عندي، تَفَزّل.‏ ‫ غطس حنّا بين رفوف الدكّان .

ضرب رَقْماً طويلاً، يبدأ بـ 00964، فكان الأثير يحمل صوت أمّه مثل نسمة لم يُخبرها بقرار اللجنة، بالطبع، فقلوب الأمّهات يقتلها فشل الأبناء، بل طلب منها أن تملي عليه مقادير حلوى الموت، وهي حلوى تُصنَع في ذكرى الميّت هناك لقد قرر أن ...

رائحة البارود تملأ المكان، والخراب عنوان المدينة نظرتُ يميناً وشمالاً، ثمّ هممتُ بالمغادرة، لكن طلقةً مرّتْ قرب أذني اليمنى، جعلتْني أتسمّر في مكاني ‫- مكانَكَ، هتف أحدهم.‏ ‫ استدرتُ، لأجد ثلاثة مُلثّمين يُصوّبون رشّاشاتهم نحوي ‫- تشهَّدْ على روحكَ، يا سكير.

حانة المشرق ‫ ذات يوم، فقدتُ ظلّي لا أدري كيف حصل ذلك، لكنّي حين التفتُّ إلى الوراء، لم أرَ لي ظلّاً قطّ كنتُ أجوب شوارع المدينة متسكّعاً بلا ظلّ، مع بقعة دم كبيرة على معطفي لا أدري من أين جاءتْ، ..

حفنة الكلمات الإنگليزية التي حفظتُها قبل عشرين عاماً في المدرسة الثانوية، لكنتُ الآن في عداد الموتى أخبرتُها بأنّي تائه وجائع، وأنّي هارب من الموت، فأخفضت العجوز البندقية عندئذٍ، وقالتْ: اتبعني ‫ أدخلتْني إلى الكوخ، وقدّمتْ لي كبدة دجاج مهروسة بالسمن والشوفان، تناولتها بنهم.

فقط أخبِرْهُم بالحقيقة، وسيتّهمونكَ بكتابة الكوميديا السوداء.

‫تشارلز ويلفورد