اقتباسات من رواية ‫اجتياح‬

كل علاقة في الدنيا فيها أخد وعطاء، حتى علاقة الفرد بنفسه، لذلك لا يصح أن يضغط الشخص على نفسه ويعصرها لآخر قطرة، لأن يومًا سيأتي ولن تجد شيئًا تستطيع إعطاءه لنفسك أو لغيرك.‏

اجعلي البسمة لا تفارق وجهك ولا قلبك؛ السعادة عدوى وأول أعراضها الابتسامة. اعملي كل ما في وسعك لتصيبي روحك بميكروب السعادة، حينها فقط ستكونين على أول طريق السلام النفسي، حينها فقط ستعرفين معنى التصالح مع ذاتك.

عندما تصيبك اللا مبالاة تجاه أمور كانت تهمك. عندما تضحك لئلا يتساءل أحد عن سبب حزنك. عندما تتوقف عن عتاب أحد إذا أغضبك، وتقول لنفسك إنها أمور عادية. عندما تكون أبسط الأمور التي اعتدت فعلها بسهولة عملاً شاقًا. عندما يصبح كل شيء عاديًا.. يبقى أمر ما ليس عاديًا

أكبر خطأ أن نعطي ونستمر في العطاء لمن حولنا، لأننا نعودهم أن يأخذوا ويأخذوا بلا مقابل، ومع الوقت لا يشعرون حتى بالعرفان لما نفعله لهم، ولكن الطامة الكبرى هي عندما نحتاج إليهم ليساعدونا، نُصدَم صدمة كبيرة، لأننا لا نجد عندهم العطاء الذي نتوقعه.

هناك بعض البشر عندهم المقدرة على إظهار أسوء ما فيك، ثم يتعجبون من سلوكك تجاههم، هذه الفصيلة من البشر لو ركزوا قليلاً في تصرفاتهم سيكتشفون أن سلوكك ما هو إلا ردة فعل لتصرفاتهم.‏

⁠‫وهناك من البشر من هم بمجرد وجودهم في حياتك يعم الصفاء والهدوء وراحة البال، هؤلاء عملة نادرة لا يجب التفريط فيهم.‏

ولكن أحلى المشاعر وأنقاها وأكثرها حميمية هي أن يكون الآخر بالنسبة إليك هو المستعمر الذي استعمر عقلك وروحك وقلبك، هو الذي اجتاح كيانك كله ولم يترك مكانًا لأحد غيره.. لذا عندما نجد من يجتاح أرواحنا وقلوبنا يجب علينا أن نتمسك به وبعلاقتنا معه، يجب علينا أن نحافظ على تلك المشاعر وننمِّيها

أسوء اللحظات في حياتنا هي أولى لحظات معرفتنا بوفاة شخص عزيز علينا، ساعتها يدور أمام أعيننا شريط من الذكريات المشتركة بيننا، فينتابنا حزن على تلك الأيام، ونشعر بخواء داخلي غريب، كأن الدنيا أصبحت خالية من حولنا

من أقسى المشاعر الشعور بالحنين، الحنين لحياة مضت، الحنين لحب كان، الحنين لشخص تٌوفِّي، الحنين لمكان، الحنين لنفسك القديمة، الحنين لحضن أمك ولابتسامة أبيك.. قاسٍ هو إحساس الحنين، ولذلك خلق الله -سبحانه وتعالى- من أجلنا الذاكرة التي تحتفظ لنا برائحة الذكريات، فنعود إليها كلما شعرنا بالحنين.‏

كلنا نحتاج من آن لآخر أن نقف وقفة جادة مع أنفسنا، نُقيّم ما مضى من حياتنا، نضع لحظات السعادة في ميزان حساس، ونقارن بينها وبين تلك اللحظات في حياتنا التي نكرهها ونتمنى أن تختفي من ذاكرتنا للأبد، فلا نعيشها مرة ثانية ولو ذكرى.‏

⁠‫لو تلك اللحظات غلبت لحظات السعادة والفرح في حياتنا، إذًا نحن في حاجة لأن نشد خطًا ونقلب الصفحة ونبدأ بدايةً جديدةً.‏

«الويل كل الويل مما يخبئه لنا الليل من ذكريات أليمة، نحاول تفادي ذكراها، ولكن بمجرد أن يجافينا النوم تبدأ هذه الذكريات هجماتها القوية لعقولنا، هجمات شرسة متتالية، كمقاتل يأبى أن ينهزم».‏