اقتباسات من رواية بريد الليل

❞ فالناس صاروا يعرفون أن لا أمل في وصول رسائلهم… وربَّما ما عادوا يكتبون أصلًا. فحين تختفي العناوين تمامًا في المناطق المدمِّرة وتتصحَّر قرانا خاليةً من الناس، إلى من يكتب الواحد؟! وإلى أيّ عنوان؟! حين تنتهي الحروب سوف يبحثون طويلًا عن ❝

❞ فالناس صاروا يعرفون أن لا أمل في وصول رسائلهم… وربَّما ما عادوا يكتبون أصلًا. فحين تختفي العناوين تمامًا في المناطق المدمِّرة وتتصحَّر قرانا خاليةً من الناس، إلى من يكتب الواحد؟! وإلى أيّ عنوان؟! حين تنتهي الحروب سوف يبحثون طويلًا عن ❝

❞ أفكِّر أحيانًا في الرسائل التي لا تصل إلى أصحابها، والتي تتكدَّس في مكان ما لا يعرف مُرسلُها ما حلّ بها. ❝

❞ من أجل الرَّسائل المكتوبة، كنت أبقى لأقرأ. ليس دائمًا، بل حين أعرف أنَّ المرسَل إليهم لا يعرفون القراءة. ❝

❞ الاختناق.

⁠‫وحين أصرخ باكيًا بأنَّهم سيقتلونني هناك، يسألون: مَن؟ أقول: أفراد عصابة كنت عملتُ معهم، ثمَّ سكنني الرعب، الرعب والأمل معًا، فهربتُ منهم… ❝

❞ يلّلا، كلٌّ إلى بلده… ❝

❞ ماذا نعرف عن بشر عاشوا حروبًا أهليَّة؟ عنفًا ودمارًا وخساراتٍ وخيباتٍ؟ وخوفًا مريعًا، بلا شكّ؟ كيف يتحوَّلون، وما الذي يتغيَّر فيهم ويقسو؟ في المربَّع الأخير من الحياة، ذلك الذي يغدو الموت فيه قريبًا ومحتمَلًا بشدَّة، لا يعود القلب سوى مضخّة ❝

❞ لست أنا في الحقيقة مَن تغيَّر، بل هو العالم كلُّه. تلك المنطقة، التي تجوَّلتُ فيها طُولًا وعرضًا بلا خوف، وحيث التقيت بشرًا أطعموني وآووني، أَو نمت في عرائها هانئًا مطمئنًّا ❝

❞ نسقط في الواقعيَّة الراشدة حين ننزل عن الكنبة ونفتح الباب. الكنبة التي صارتْ أجسادُنا المتعَبةُ تتعرَّفُ بسرعة وسعادة إلى التكوُّر الخفيف الذي صنعته تلك الأجساد عليها. والباب الذي نغلقه وراءنا حين نعود إلى البيت كأنَّه يردّ عنَّا أهوالَ العالم الخارجيّ ❝

❞ هكذا نقرأ في الكتب الجميلة النهايات، وهكذا يغوينا ما نرى في الأفلام مهما كنَّا علميِّين. تترك صورُ الأفلام ما تتركه في الدم بعضُ السموم التي تترسَّب ولا تكشفها المختبرات ❝

❞ هكذا نقرأ في الكتب الجميلة النهايات، وهكذا يغوينا ما نرى في الأفلام مهما كنَّا علميِّين. تترك صورُ الأفلام ما تتركه في الدم بعضُ السموم التي تترسَّب ولا تكشفها المختبرات ❝

❞ غريب كيف ينطفئ المنطق في العقل أحيانً ❝

❞ أنسى بين كذبة وأخرى أن أتحقَّق ولو قليلًا ممَّا يقول. تدركني الكذبة قبل أن أبتلع سابقتها، حتَّى يصل الأمر بي إلى إقناع نفسي بأنَّ الجهد الكبير الذي يقوم به لبناء عمارات من الكذب وهندستها هو دليلٌ على حبِّه لي؛ حبِّ ❝

❞ كثيرًا جدًّا ما كان يكذب عليّ. أمشي بين فصول كذبه كمن يسير بين نقاط الماء والسماء تمطر ❝

❞ لو لم يمت أبي لكنت ذهبت إليه. فأبي هو الرجل الوحيد الذي كان في إمكاني أن أسأله: ❝

❞ أليست المطارات أمكنةً للوداع؟ والدموع؟! ❝

❞ كنت أعتقد أنَّ الحبّ يكشف الأقنعة، وأنَّه الحقيقة كما علَّموني في أقوال المسيح… أشعر الآن بأنَّ قناعًا هائلًا يغطِّي جسد العالم بأسره؛ بأنَّ العالم ليس سوى تراكم آلاف مؤلَّفة من الأقنعة، وأنِّي عمياء. ❝

❞ يقهرني الآن هو هَبَلي. لماذا كنت أعود إليه، وكيف كان يجرّني الوعدُ بأن يحتفظ بي؛ بأن يكافئني على قوَّة احتمالي وعلى قدرتي على إخفاء تقرُّحات قلبي، وعلى عدم تحميله ذنبَ علَّتي، مرضي. حتَّى أصبحت مريضة مثله به. كان ذلك أقوى ❝

❞ اصطفاني لتعذيبي. النساء اللواتي عاشرهنَّ تركهنّ يذهبن بسلام، وبشيء من الدعة والامتنان، إلَّا أنا… إلَّا أنا. ❝

❞ انتهى الأمر بأن كرهته وكرهت عُقَدَه الكثيرة؛ تلك التي يبدو أنَّه قد حملها من طفولته البائسة في بلده المعتلّ ❝