اقتباسات من كتاب لأنك الله : رحلة إلى السماء السابعة

قدر الله المرض على الإنسان حتى يتذكر شيئا أشبه ما يكون بهذا المرض، إنه الموت !! فكما أن المرض نهاية الحيوية فكذلك الموت نهاية الحياة.

اللهم يا لطيف الطف بنا، والطف لنا، وقدر لنا من ألطافك الرحيمة ما تقوم به عوج نفوسنا، وتهدي به ضال قلوبنا، وتجمل - به شعث حياتنا .

مهما تباعدت أحلامك وصار بينك وبينها مفاوز شاسعة فاللطيف يأتي بها ((يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)) ، فلا تيأس.

وكم لله من لطف خفي

يدق خفاه عن فهم الذكي

‫ وكم أمر تساء به صباحا

‫ فتأتيك المسرة في العشي

‫ إذا ضاقت بك الأحوال يوما

فثق بالواحد الفرد العلي.

تنام فيحب أن تقوم تصلي بين يديه، فيرسل ريحا هادئة تحرك نافذتك، أو طفلا من أسرتك يمر ويحدث ضوضاء بجوار غرفتك، أو حاجة شديدة في شرب شيء من الماء؛ فتستيقظ وتنظر إلى الساعة، وبعد دقائق تكون واقفا على السجادة تناجيه.

إذا أراد اللطيف أن يصرف عنك السوء جعلك لا ترى السوء، أو جعل السوء لا يعرف لك طريقا، أو جعلكما تلتقيان وتنصرفان عن بعضكما وما مسك منه شيء.

اللهم احفظنا بحفظك ، واكلأنا برعايتك، واجعل من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ومن تحتنا حفظاً منك تنجینا به مما نخشى ونحاذر ..

كلنا في هذه الحياة ذو النون، والحياة قد التأمت علينا بكروبها، ولن ينجينا منها إلا: «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» ..

قل هو الله أحد

علماء أفنوا أعمارهم بين الكتب والمحابر لم يرد الله أن يحفظ عقائدهم : فكفروا به سبحانه، وبعضهم صار مبتدعا في الدين، وأنت بعلمك القليل ما زلت تسجد له؟

لقد حفظ الحفيظ دينك!

قربه يخيفك، يجب أن يخيفك ..

‫ وقربه يؤنسك ، يجب أن يؤنسك ..

‫ وقربه يدفئك، يجب أن يدفئك ..

‫ وقربه يجعلك شجاعا شامخا بطلا ..

ابدأ عهدا جديدا مع اسم الغفور، افرح لأنه يغفر الذنوب، وسارع في الاستغفار، وطلب هذه المغفرة باتباع أوامره واجتناب نواهيه ((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))

وكم في القرآن من هدایات غضضنا عنها طرف التدبر، وكم فيه من إرشادات انقفلت عنها قلوبنا؟

يهديك بما تظنه صدفة: يهديك بأية تسمعها في صلاة ، ويهديك برؤيا تراها، ويهديك بنصيحة عابرة، ويهديك بكلمة تقع عينك عليها في كتاب، ويهديك بتأمل، ويهديك بومضة غير مسبوقة

هناك أشياء تلتئم داخلنا عندما ننظر للطبيعة الجميلة، ونسمع خرير الماء، ونحدق في العصفور وهو يطعم فراخه .

إذا رأيت منکسرا فاجبر كسره، كن أنت الذي يستخدمك الله لجبر الكسور، لا تنم وجارك جائع، لا تضحك وأخوك يبكي، لا تنعم بدفء بيتك وهناك من هدهدت رياح الشتاء أبدانهم الضعيفة .

تتزاحم الآلام في قلب العبد حتى ما يظن أن لها كاشفة، فإذا بالجبار يجبر ذلك القلب ، وبعد أشهر پنسى العبد كل آلامه وأوجاعه لأن الله لم يذهبها فحسب، بل جبر المكان الذي حطمته ، فعاد كأن لم يتهشم بالأمس؟

(واجبرني)! وكأننا نتكسر في اليوم كثيرا فنحتاج أن يجبرنا الله كثيرا!

قيل لأعرابي: إنك تموت ! فقال : ثم إلى أين؟ قيل : إلى الله! فقال : كيف أكره أن أقدم على الذي لم أر الخير إلا منه؟

‫ ومع أن الذرة لا تكاد ترى إلا أنك إن فعلت خيرا بقدرها فإنك ستراه يوم القيامة ينتظرك، ليبهجك به سبحانه ويربط على قلبك في يوم يجعل الولدان شيبا ..