اقتباسات من رواية أن تبقى

ما اسمها؟‏ ‫ - كارمن..‏ ‫ بدا عليه الضيق فجأة:‏ ‫ - إذن هي ليست مسلمة؟‏ ‫ - بلى، إنّها من الشيشان.‏ ‫ عاد إليه الارتياح وهو يواصل التقصّي بشأنها:‏ ‫ - وكيف وصلت إلى فرنسا؟‏ ‫ - كانت رحلة طويلة بعد الحادثة التي تعرضت لها عائلتها.

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾. تملّكني فجأة فزع شديد وقد أطلقت كلمة «الجهاد» صفّارة إنذار حادّة في رأسي وأيقظت مخاوف قديمة متراكمة قد غفلت عنها.

﴿وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾

حتّى الشيخة ليليان أكثر بركة من شيخك هذا.. مساؤك فل وياسمين يا شيخة!‏

‫ استقبلت ليليان الفرنسيّة الخمسينيّة دعابته بابتسامة دمثة، لامبالية بغمزاته اللّعوب وهي تواصل ملء أكياسها. في حين غضّ عليّ بصره متجنّبا المرأة الأجنبية.

أجلست كارمن إلى جواري في حرص كانت الطفلة قد ظهرت ليلة رحيلي، كأنّما أدركت بغريزة ما أنّه الوقت المناسب حين خرجت ذلك المساء أقتفي أثرا ممكنا لمرورها، انبثقت في الظلام وشدّت كمّ قميصي فانضممت وإيّاها في عتمة الليل إلى سرب الطيور المهاجرة خلسة.

لمح الحافظة بين يدي السكريتيرة، تذكّر أمر الفتاة. مريم. عبس وهو يتجاوزها في اتّجاه مكتبه. ليس مستعدّا للاعتذار.‏

‫ - أستاذ دانيال.. وصل أوّل موعد.‏

‫ رنّ صوت جانيت عبر الهاتف الدّاخلي.‏

‫ - نعم، دعيه يدخل.‏

عرفت في ما بعد أن معظم الرجال من حولي هم أرباب عائلات لم يكن وضع جابر شاذّا، بل يكاد يكون القاعدة ومع ذلك فمعظمهم يرفض أن ترافقه عائلته إلى فرنسا حتّى بعد حصوله على الأوراق القانونية،

‫ بعد رحيل لوكا، كانت هناك محاولة لدمجي ضمن وحدة الموارد الغذائية، لأسدّ بعض الفراغ الذي خلّفه زعيم الوحدة، ليس باحتلال مكانه –إطلاقا!- إنّما بتعزيز المجموعة بكفّين إضافيّتين تساعدان على جمع المخلّفات الصالحة وحملها إلى الزّقاق أمّا الزّعامة فقد تولتها صبية بلغارية، اسمها تينا.

الاثنين ديسمبر ٢٠٣٥، الواحدة ظهرا،

‫ هذا ممتاز. مذهل حقّا. والده يتعلّم النّشل مع عصابة مشرّدين، وهذه العربيّة اللّعينة تسرق حافظة ملفّاته الثمينة لتبتزّه! لا يمكن ليَوْمِه أن يكون أكثر روعة وإلهاما!‏

ولدت، يا بنيّ، في عائلة زاخرة بالإناث أبي وعمّي كانا ذوي ذريّة وافرة لا ذكَر فيها أبي الأخ الأكبر، أنجب ثلاث بنات قبل أن أجيء إلى الوجود أمّا عمّي، فقد كانت بناته الخمس كلّ أثره في الدّنيا امتنع عن الزّواج بعد أن قضت زوجته و هي تضع ابنتها الخامسة.

حكم تمّ إيقاف العمل به في فرنسا منذ ١٩٨١ من قبل الرئيس «فرانسوا ميتيران»، وما زال ساري المفعول في غياهب الشوارع القاتمة المهنة السّائدة في تلك المنطقة هي تجارة الأسلحة والمخدّرات بأنواعها ومن لم يتورط في القذارة حتى النخاع فهو يشارك في الجريمة بالحراسة أو التسويق.

الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠٣٥، السّاعة الحادية عشرة ليلا، ‫ سكتت أمّ خليل، ووضعت الرسائل جانبا لترشف من كوب الماء على مهل لثلاث ساعات متواصلة، استمرّت تقرأ وتترجم، متوخّية ما أمكنها من الدّقة تُشكل عليها بعض العبارات التي تتجاوز معجمها اللّغوي المحدود.

الرزمة الأولى‏

‫رسائل نادر الشاوي

‫«هل تعرف ما مشكلة هذه الحياة؟ أنّنا نعيشها مرّة واحدة!»‏

فصوره على كلّ شاشات المدينة المتصدّرة للسّاحات العامّة مذيّلة بإمضائه وشعاره الانتخابي:‏

‫ الوطن للجميع!‏

مُتّ يومها من غير رصاصة ... وأنا الذي عشت قبل ذلك رغم الرّصاصة .

رائع

م

هناك أزمات تدكّنا.. وأخرى تُخرج من الأعماق أفضل ما فينا...

#أن_تبقي

#خولة_حمدي

هذا تاريخك ، ميراثك ، احمله على عاتقك و سر به فى الطريق الذى تختاره. لكن لا تهمله ولا تتخلى عنه ،فأنت لا شيء من دون ماضيك وجذورك

الحنين..

‏إنه مثل مدٌ جارف يُغرق القلب فيملؤه إلى حافته ,فما يعود هناك متسع لمشاعر أخرى.