اقتباسات من رواية شوق الدرويش

(الأوروبيون لا يقدمون نموذجًا جيدًا للإنسان المسيحي أو المتمدن، كيف ننشر كلمة الرب وهؤلاء يقدمون نموذجًا سيئًا هكذا؟ هناك رجلٌ فرنسي يمتلك أربعين جارية وله من بعضهن أطفال، إنه يتشبه بالمسلمين) ..

يبتسم في حنو، ويغوص في بحيرتي العسل، بها طفولة فاتنة، رغم حزنها .. شعرها البندقي يتحدى خمارها ويسيل كالنهار المشرق، كيف تحبس النهار المشرق داخل ستر قماش؟

عذابها ورقها لم يزدها إلا فتنة!

كأنها خُلقت للحزن، يكسوها جلالاً وفتنة، وحين تضحك يبدو عليها ندمٌ كأنما قارفت إثمًا .. ضحكتها لمعةٌ مسروقة من خلف حوائط حزنها الحجرية!

ــ سأقتل سيدكِ لتصبحي حرَّة ..

ــ أنت طيب القلب، لو مات شيخي سيرثني ابنه، أو يأخذني بيت المال!

لم يشعر أنه حر. بينه وبين حريته دماء. بينه وبين حريته ثأر.

إلى التي..

مخادع هو الحنين وعبثي للمهاجر. لا يجني منه إلا تمزق لحمه حين يشده بكلّابات جنازيره إلى الوراء وتقذفه رياح الهجرة إلى الأمام.

لكن بخيت يشتاق سلاسل عشقه. كان غائباً عن الوعي في ساحة ذكر. دف قلبة يدق باسم حواء.

في اللحظة التي يدرك فيها الإنسان كل شيء يعلم إنها لحظة الموت.

هي في دمي. لكني أخشى أن أكون نزفت بعضها معه.

لا تحب بعنف .. لأنك ستتألم بعنف. لا تحب. كي تخرج سالماً .. لا لك ولا عليك.

ستحرضه، كاذبة، أن يحب. أن يتزوج فتاة سوداء مثله، تنتمي إلى عالمه. لكن كيف يقبل الدرويش ترك حلقة الذكر؟ انه فيها يتوحد مع الله. يذوب في المطلق. فيكون وجوده حقيقة. يرتفع من عالم الأشباح والصور إلى مدارج الجوهر الفرد.

‫ "من أي بلاد يسكنها ملائكة أنتِ؟"

‫ لا يفهم مزاجها. تتسرب بين الحكايات كغزال الخلاء.

ضحكتها لمعة مسروقة من خلف حوائط حزنها الحجرية.

لو ركن لضعفه لمات قبل سنوات. لكن مَدين الهوى لا يموت.

‫ ما كان يئن. ولا هرب من أوجاعه بالغيبوبة. ما كان داخله من وجع حماه من كل وجع آخر.

لما تذوق دموعها المرة كمطر الصحراء مسته السكينة.

وأي خطوة غير محسوبة، وغير ضرورية، ستبعده عن هدفه كثيراً.

لكنه عرف أن الحزن حزنه. أدرك كم هو وحيد في هذا العالم. ربما هناك باكون. لكنه الحزين. ربما هناك آخرون .

ما أقسى الأمل حين تنتظر ما لا تأمن...

مدين أنا بما عرفته معك من سعادة.