اقتباسات من كتاب أوهام ريفية

آخر الليل، تنطفئ الكائنات ويحتدم الصمت.

في آخر الليل: لا وقت .. لا وقت..

آخر الليل أجمل وقت

لأن القصائد تركض خائفة

والكواكب تنسى، فتطرق شاحبة

يطمئن السكون،

وكنت قد حلمت أول النهار بالفتوحات،

توهمت بلادًا، لا تزال بانتظاري

أجمل البلاد ما يلوح كالسراب.

وأعذب الفتوحات هو الغياب.

يغري بي النزوح،

من أين لمثلي أن يذوب في غيابة السفر؟

وفي أواخر النهار، أشهد انطفاءتي

وأنضوي في هدأة هي السقوط،

تحتمي الأضغاث في الظلام،

يزهر الردى،

جميلة، حين تضيء، الهاوية.

يضحك الرمل

تبكي خطانا على الرمل،

تبقى خطانا على الرمل.

وقد نتساءل في سرّنا:

أيُّ حرب ستخطئنا؟

ثم تأتي الحروب،

نُولّي جنوبًا بأنظارنا

لنهيء منعطفًا للظنون

ونطرح عنا غواياتنا.

كنا إذا ما ارتحلنا، نقول لأشجارنا الحانيات:

"قفي يا شواهد، لا ترحلي،

انتظري عودة النازحين"

في وسط الشارع كرسي خال،

يتربصه الشارع في صمت،

حول الكرسي هموم مهملة

وسراب يغدو ويروح، يعرِّضُ بالمارة،

ما من أحد يجلس فوق الكرسي،

ويبقى الشارع مذهولًا..