اقتباسات من كتاب رأس اللغة جسم الصحراء

لم أستطع أن أفعلَ شيئاً إلاّ الشّعر،

‫ وفي الشعر لم أفعل شيئاً.

‫

كان الشّارع خالياً تماماً إلاّ من الشّمس

‫ التي كانت تتوضَّأُ لصلاة الفَجر.

‫ وكانت خيوطُها

‫ كمثل أطفالٍ ينامون في أحضانِ الغبار.

لا أملكُ إلاّ حياتي. مع ذلك، أحتاج دائماً إلى ما يطمئنني أَنّني أملكها حَقّاً.

‫

هل رأيتَني أيّها الزّمن أحمل الرقم: واحد، كأنني أحمل ظلمات الأرض؟ هل رأيتَني ضائعاً بين صَمت الحجرِ وخطوات الهواء؟ أتلمّسُ الحافّةَ التي تتأرجَحُ فوقها أقدام الأرض، ممسكاً بخاصرة الوقتِ، كأنني أُمسك بتفاحة آدم، حاملاً آخرَ نبأٍ عن اغتيالِ نجومٍ تسبح

حكمة الغبار

‫ جسدٌ مقيمٌ في مَنْفى: مَنْ منهما يقطفُ ثمار الآخر؟

‫

*

‫ أسير، متقدّماً نحو المنفى. أحياناً يرافقني قمرٌ في هيئة مثلّث.

‫ أحياناً ترافقني شمسٌ كمثل ناقةٍ أضْنَاها السَّيْر.

قلت مرة في قصيدة كتبتها في باريس : «لا الخارج بيتي، والداخل ضيّقٌ عليّ». في هذا ما يفسّر ذلك المكان الآخر الذي أعيش فيه، في ما وراء التخوم. في منفى - وطن،

قلت مرة في قصيدة كتبتها في باريس : «لا الخارج بيتي، والداخل ضيّقٌ عليّ». في هذا ما يفسّر ذلك المكان الآخر الذي أعيش فيه، في ما وراء التخوم. في منفى - وطن،

المنفى هو أولاً غربة الإنسان عن ذاته وحريته الفكرية. هو الحجاب على العقل ورباط الأسئلة وتمويه القلق والحيرة وقبول الإذعان والتسليم بدل التعبير والمساءلة.

فالمنفى اسمٌ لتجربة لا تنحصر في الهجرة من مسقط الرأس، والإقامة في بلد آخر ‫ وعندما أتكلّم لغةً أخرى، داخل لغتي نفسها، فإنني أكون في حالة من حالات المنفى: منفى اللغة، أو المنفى في اللغة المنفى داخل اللغة - الأم،