طشّاري - إنعام كجه جي
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

طشّاري

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

في روايتها الجديدة "طشّاري" الصادرة عن دار الجديد في بيروت، تواصل إنعام كجه جي دأبها في ملاحقة تفاصيل الواقع العراقي وما يجري من تجريف للملامح الوطنية ومن تغيرات عميقة ومقلقة في التركيبة الاجتماعية لبلدها. إنه البلد الذي حلّق فوقه طير اليباديد، كما تقول الرواية، وفرّق أبناءه في الداخل والخارج. وبعد أن تابعت في "سواقي القلوب" شخصيات مهاجرة تعيش محنة الانكسارات والخسائر دون أن تفلح في الانسلاخ عما يجري في الوطن الأُم، ثم واصلت في "الحفيدة الأميركية" رصد الشرخ الذي أحدثه الاحتلال في بلدها، ها هي تكمل في "طشّاري" هذا المنحى وترسم صورتين متوازيتين لما كان عليه العراق قبل نصف قرن وما حفرته النزاعات من ندوب في وجهه. إنها رواية الذاكرة المترعة التي تحاول أن تمسك بتلابيب بلد يتسرب بالتقسيط، منذ خمسينات القرن الماضي وحتى الهجرات التي طوحت بملايين العراقيين في أربعة أطراف الدنيا. تفرقوا أيدي سبأ مثل طلقة بندقية الصيد "الطشّاري" التي تنطلق في كل الإتجاهات. الدكتورة وردية اسكندر، الشخصية المحورية في الرواية، طبيبة عراقية عملت في محافظة الديوانية لردح من الزمن، يوم لم تكن الأديان والمذاهب تفرق ما بين أهل البلاد. لكنها تضطر للهجرة إلى فرنسا بعد أن بلغت الثمانين وظلت وحيدة وتوزع أبناؤها كل في قارّة. تسردُ طشّاري حياةَ أوّلِ طبيبة نسائيّةٍ عراقيّةٍ وردية الشماس وقصصَ الهجرات التي عَرَفها العراق في العقود الأخيرة. هي رواية كلِّ من سُلِبَ مسقِطَ الرأس ومهوى القلب... سرد متدفق يقوم على نسيج محكم من الوقائع والتفاصيل التي تعرف إنعام كجه جي كيف ترويها بلغتها النابضة واللماحة وعباراتها الموجزة وقلمها المدرب على الكتابة والرصد اليومي والمزاوجة الموفقة ما بين غرابة الواقع وجموح المخيلة. وبحسب كلمة الناشر فإن "طشّاري" هي رواية كل من فقد مسقط الرأس ومهوى القلب، لكنها، أيضاً، قطعة أصيلة من سيرة العراق، تغيب عن كتب التاريخ الرسمي لتطلع من داخل بيوت العائلات وبعين امرأة تدرك أن لا شيء سيعود كما كان.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
3.9 104 تقييم
727 مشاركة

اقتباسات من رواية طشّاري

بدا له أن رؤساء هذه البلاد، مثل ملوكنا ورؤسائنا يؤمنون بالغيب ويتوارثون هواية استشارة الكواكب والفلاك.

مشاركة من هالة أبوكميل-hala abu-kmeil
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية طشّاري

    111

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    (موتٌ يرقص فوق عشب الحدائق ويمتص عسل التمر ويسكر في حانات أبي نواس، ترى في النشرات رعبًا يوميًا صار معتادًا، أعطنا دمنا كفاف يومنا!!!

    بلدٌ فذ ضربته لعنة الفرقة فمسخته وحشًا، تصلي له فلا تستجيب السماء، سماؤها الطيبة الحنون التي لم ترد لها يومًا طلبًا؟! أم يشبعون من الدم؟!)

    هذه رواية شتات العراق وتشتت العراقيين .. ترسمها إنعام كجه جي بصدق وشفافية بالغين، من خلال شخصية الطبيبة ورديَّة التي ذكرتني كثيرًا بـ رقية الطنطورية .. التي حكت شتات فلسطين! ويبدو أننا كلنا في الهم والمأساة عرب!

    بدت لي هذه الرواية في أقسامها وانتقال السرد فيها على لسان الطبيبة مرة "وردية" ثم حكاية على لسان بنتها "هندة" مرة، أو من خلال ابنة أخيها مرة أخرى، بدت لي أٌقرب لحكاية العراق الضائعة دومًا المشتتة !!

    يحسب لهذه الرواية أنها لن تستغرق في الألم والمعاناة، بل حاولت أن تمزج الواقعية الشديدة في كل ذلك الشتات ببصيص من الأمل

    .

    كانت فكرة "المقبرة الالكترونية" التي فكَّر فيها الابن المغترب، فكرة خيالية وذكية، وانتهت إلى استحالة تحققها، أو تمسك هؤلاء الذين يبحثون عن أوطانهم بمواقع افتراضية للموت، كما لم يؤمنوا بمواقع افتراضية في الحياة!

    رواية جيدة جدًا، صيغت بإحكام واقتدار ..

    أتوقع لها الفوز في بوكر

    .

    اقرؤوا ما كتبه حسين كركوش عنها هنا:

    ****

    Facebook Twitter Link .
    13 يوافقون
    6 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    3

    بين الماضي والحاضر الاستقرار و التذبذب تدور أحداث هذه الرواية ، او بالأصح تظهر المشاعر في هذه الرواية فلا يوجد حدث رئيسي تم الاستناد عليه سوى "تفرق العراقيين" بسبب ما آلت إِليه بلادهم ، الرواية تصف حال العراقيين و تشتتهم في كل البقاع بعدما كان يجمعهم وطن واحد يستظلوا بظله ، "طشاري" الكلمة كما شرحتها ابنة أخ وردية لابنها أي "تطشروا مثل طلقة البندقية التي تتوزع في كل الاتجاهات" ربما أيضاً "طشاري" تقصد بها تشتت العراقيين و تفرقهم في كل الاتجاهات حسب المذاهب و المعتقدات فلم يجتمعوا في وطن واحد و لم يعد العراقيون الذين بداخل الوطن على قلب واحد .

    الشخصية الرئيسية هي "وردية" طبيبة عراقية في الثمانين من عمرها هاجرت من وطنها بعدما أصبح "أنقاض" وطن ، من بين تلك الأنقاض أخذت الذكريات الجميلة التي لم يستطع الواقع النيل منها و رحلت .

    فكرة المقبرة الإلكترونية التي ابتدعها اسكندر مبتكرة ، وكأن لا مكان لتجمع العراقيين على الأرض أحياء أو أمواتا ، فهذه المقبرة تضم الأحبة من كل حدب وصوب ، لم يسعهم الواقع و وسعهم العالم الافتراضي ، لكنهم في النهاية ضاقوا به فانسحبوا من تلك المقبرة واحدا بعد الآخر .

    السرد مليء بالشجن و الحميمية ، الأسلوب غاية في العذوبة و الروعة ، فكأنما الوجع الذي يسكن الكاتبة بُثّت فيه الروح وخرج من مكمنه في هيئة كلمات عانقت عيني القارئ و نفذت منهما لقلبه .

    قد تبدو هذه الرواية عادية أو أقل من عادية لو كُتِبَت بأسلوب آخر ، جمال الأسلوب و التعبيرات المستخدمة قدمت المعاني التي أرادت الكاتبة إيصالها بشكل فاخر .

    هذه رواية تمس المشاعر بالدرجة الأولى ، استمتعت كثيرا بقراءتها ، سكنتني الكثير من المعاني و أخذت موضعها في قلبي .

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    6 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    3

    تطشر العراقيين

    وتقطعت الروابط منذ ان اجتاح الشاشات عراقيون لا يشبهون العراقيين

    بلد قد ضربته لعنة الفرقة فمسخته وحشاً,, تصلي له فلا تستجيب السماء

    سماؤها الطيبة الحنون التي لم ترد لها يوماً طلباً.

    وكأنّ جزاراً تناول ساطوره وحكم على اشلائها ان تتفرق في كل تلك الاماكن. رمى الكبد الى الشمال الاميركي وطوح بالرئتين صوب الكاريبي وترك الشرايين طافية فوق مياه الخليج. اما القلب فقد اخذ الجزّار سكينه الرفيعة الحادة تلك المخصصة للعمليات الدقيقة وحزّ بها القلب رافعاً اياه باحتراس من متكئه بين دجلة والفرات ودحرجة تحت برج ايفل وهو يقهقه زهواً بما افترقت يداه.

    يطارد السيّاح قلبها بارجلهم مثل الكرة ويحاول اطفالهم ان يقبضوا عليه انه منتفخ ويصلح للعب يركل بالقدم او يطوح فوق الشبكة او يصوب في السلة

    يغيب الجزار وتطلع من فيلم الكرتون ساحرة شريرة تمسك بعصا البدد السحرية ترفعها عالياً في الهواء ثم تضرب بها بقعة من الارض كانت خصيبة آمنة محروسة بين نهرين مأهولة بمليون نخلة طافحة بذهب اسود جاثمة على فوهة خليج ملتبس بين عرب وفرس... تضرب الساحرة طاردة تلك البلاد الى اربعة اطراف الدنيا تبددهم بين الخرائط وهم دائخون لا يفقهون ما يحل بهم تريد ان تنتقم لانها دميمة وشريرة وهم اهل اريحية... قدوا من تمر واشعار وابوذيات لانها ورق واصباغ ورسوم تتحرك وهم صخر جلمود تقهقه وترسل طير اليباديد ليحلق فوق رؤوسهم من يعرف طير اليباديد المنفلت من كتب الاساطير ذاك الذي يحوم فوق اسطح البيوت الآمنة فيبعثر الأحبة ويفرقهم في البلاد.

    .........................

    هذا النص مقتبس من الرواية يصور حال العراق ما بعد الاحتلال

    تسرده انعام عن طريق سيرة ذاتيه لطبيبة عراقية ورديّة اسكندر

    وهي مسيحية من مدينة الموصل اضطرت العائلة للانتقال لبغداد

    لاكمال تعليم اخيها الوحيد سليمان وسليمان محب للغة العربية وحريص عليها

    وقد كان متفوقاً وكان تكريم المتفوق ان يهدوه القرآن الكريم ولأنه مسيحي

    اخذه المدير للمكتبة ليختار اي كتاب يريده لكنه اصر على ان تكون هديته القرآن الكريم

    وردية الاخت الصغرى الخجولة اصرّت عائلتها ان تدرس الطب وكان لهم ما ارادت

    فانتقلت لمدينة الديوانية بعد تخرجها وحصولها على وظيفة هناك

    وهناك تتبلور وتتطور شخصية وردية وتتداخل الاحداث

    تلعب انعام بشكل متقن بالرواية بعنصري الزمان والمكان مع شخصية وردية

    فبالزمان اختارت شخصية شهدت اغلب احداث وثورات وتقلبات العراق الحديث من الملكية الى الجمهورية والشيوعية والقومية والمسميات التي طفت على كل مرحلة من خطب واناشيد ومانشيتات وجمهورية وعهد بائد وانصار سلام وكادحون والمسحقون واذناب الاستعمار وخطب حماسية وانقلاب وثورة ميمونه ومؤامرات فيحصد الثوار بعضهم بعضا ويعلق المدنيون على المشانق ويساق العسكريونن الى ساحات الرمي بالرصاص فترفع الثورات شهداءها وتخسف بخونتها ولا تبقي ولا تذر وتدور العجلة

    وتنقلب المرحلة فيصير الخائن شهيد ويذهب الشهيد الى طاحونة الصور

    وبالمكان حيث ديوانية تتعرف وردية المسيحية بامرأة علوية وشاب فلسطيني وبستانه وغيرهم التي تصور انعام علاقتهم بود ومحبة واحترام وكيف ايام الثورة

    كان يشارك المسيحي واليهودي والسني والشيعي وكيف كانوا يتبرعون بالدم لبعضهم البعض

    أكثر ما أبهرني وأفزعني بالرواية اسكندر وطريقة تفكيره وخاصة فكرته

    المجنونة بانشاء موقع الكتروني يدل على موقع الموتى الاعزاء الموزعة والمشتتة قبورهم فيجمعهم ويلمهم بهذا الموقع ويضع لكل منهم ما كان يحب من موسيقى واغاني ونوع الازهار التي يحب حول الضريح فتجمع هذه الشاشة النجيع وترتق الاشلاء فنقرة على هذا الموقع سترى فيها صور الاطفال الذين ماتوا جوعاً ومن سوء التغذية وبقايا الاسلحة المشعة ونقرة اخرى على لوحة المفاتيح وينطرحون جميعاً على صدور امهاتهم اللواتي قتلن بتفجير انتحاري في حي الدورة او مجزرة الفلوجة او غرقاً تحت جسر الائمة او كنيسة سيد النجاة انقر اكثر فيطلع الاباء الذين خطفوا ولم يعثر عليهم او دفنوا بلا هويات مجهولة او ذبحوا وقطعت رؤوسهم

    أم يشبعون من الدم؟

    .......................

    ملاحظة: ولكوني احب وربما متعصبة للجيش العراقي ورد في الرواية على ان زوج

    وردية جرجس ذهب ليحارب الصهاينة مع الجيش العراقي الا ان الجيش وصل تل ابيب واعلنت الهدنة

    اسمها تل الربيع

    ثم حينمااعلنت الهدنة كان الجيش العراقي قد ابلى بلاءاً حسناً ومنهم من استمر بالقتال رغم اعلان الهدنة ومقابر الشهداء العراقيين في جنين ونابلس والمثلث تشهد

    رحمهم الله ورحم شهداء وموتى المسلمين

    الملاحظة الاخرى:

    تناول الادب العراقي للطائفية وكأنه من فعل الشعب أو كأن الطائفية جديدة

    على الشعب العراقي رغم تاريخ العراق الحافل وان الطائفية والمذهبية غالباً ما تكون بفعل طرف غريب عن الشعب ويريد ان يفتته ويمذهبه

    وان السياسة والاعلام والحكم هو المسيطر على حال الشعب

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    3 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    2

    طشاري رواية تُعرف من اسمها، رواية عراقية تحدثت فيها الكاتبة عن معاناة العراقيين بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص*، برأيي أبناء الوطن الواحد سواسية، لا فرق بينهم، ولا طائفية، أثارني الجزء المتعلق باليهود العراقيين، سمحت لنفسي بقارنة العراق قديما، العراق اللاطائفي نوعاً ما، والعراق الآن، العراق الطائفي أو الممزق، الذي أصبح عراكاً الآن :( ، أتفق بأن المواطن ما أن يخرج من بلده حتى يسمى لاجئا، يحمل مفتاحه بيمينه ويحلم بالعودة، ولكن متى تحين الاستفاقه؟؟ !!

    ما أطول المنافي وما أصعب الانتظار، ألهذا االحد جسر العودة طويل .. أطول من أعمارنا!!

    *لم تأتي الكاتبة بجديد .. فهذا حال كل من تهجر عن بلده، سواء أكان مسيحيا أو غير ذلك، حال غير المسيحين ليس بأفضل من حالهم بل أسوء، ولكن تسليط الضوء على حالهم فيه اجحاف إن أجيز لي التعبير و إغفال عن حال غيرهم.

    تأثرت برسالة هنده التي تحمل الكثير من الشوق لوالدتها، كما أني لمحت حزنا خفيا بين السطور :(

    أتفق مع الكاتبة بأن عمان ما زالت محطة للأحضان والقبلات والدموع بين الأمهات المقيمات والأبناء المنفيين أو المهاجرين :(

    تأثرت بشخصية سليمان .. العين التي تراجع كل شيء، الوفي المحب للغته، أحببت تمسكه بالجائزة ( المصحف )، الدين للجميع وليس حكراً على أحد.

    بشكل عام: الرواية بدأت بشكل جيد ثم ما لبث أن خيّم الملل عليها، أعتقد مع الأحداث التي يفرضها الربيع العربي على بلداننا العربية سنشهد المزيد من هذا النوع من الكتابات، فضية التهجير لم تعد مقتصرة على بلد واحد للأسف الشديد.

    نجمة لاسم الكاتبة وقراءتي الأولى لها، ونجمة للرواية.

    ولكن أنصح الجميع بقراءتها.

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    6 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    اسلوب ممتع ، لغة رشيقة ،علي الرغم انها تتحدث عن الهجرة و التشتت و الحرب و القتال ،،،الا انها كانت في جو من الالفة

    تتحدث عن عراق عظيم انتهي بسبب الطائفية و الجشع و الطمع و الاحتلال

    تتحدث عن معاناة اللاجيء و المغترب ،،،تتوفر له سبل راحة عن بلده و يبدو سعيدا و لكن تظل هناك مرارة في حلقة ،،،مرارة الفراق و مرارة علي بلده التي تركها عندما تغييرت ملامحها

    حياتها كانت يمكن ان تكون حياة لاي طائفة ،،،،لا تختلف ،،،،اسرة وحب و اطفال ووظيفة وامل و حياة و هكذا الحال مع الجميع في اي بلد ،

    كانت تقول ان العراق تتعامل الان مع افرادها بالجملة و لكن من الواضح انها اصبحت سمه عربية و ليست عراقية ،،،الموت بالجملة و التبعثر و الهجرة بالجملة ،

    ما يميز دائما روايات الكاتيبات عن الكتاب هو انك تشعر بالحميمية و الالفة ،،،،تتحدث من وجهة نظر ام ،،،تجعلك تتعاطف مع شخصيات الرواية وتتلمس احاسيسهم و اوجاعهم

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    3 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    "المدينة كلها في ورطة وجودية .. "

    الرواية دي في نظري حكاية بكل ما تحمله الكلمة من معنى بالنسبة لطفل قاعد يسمع قصص جدته.. فيها شئ من الخصوصية بالنسبة للعرب ,, افكار ودفاومشاعر لن تجدها غير عندنا بتحس اننا كلنا بنفكر بعواطفنا ..احداث جثام وموت فعلي ونفسي لن تجده الا في بلاد العرب.. حكايات لطيفة بس حسيت انها كانت محتاجة حكايات كمان او جزء تاني ..

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    لا يقتل الانسان الا الحنين سواء للاهل او الاحبه او الاصدقاء او الوطن ، تحكي حال ما آل اليه العراق من خلال سيرة الدكتورة وردية منذ نشأتها الى آخر ايامها ، من الموصل مرورا بالديوانية وبغداد والاردن وصولاً الى باريس ، بلد تعايش مع مع جميع الاديان والمذاهب الى ان تدمر بهروب الاخيار منهم من الجحيم للهجرة والنفاذ بجلدهم مما شتت شملهم بجميع بقاع الارض ، رواية واقعية وان كانت من محض خيال الكاتبة راقت لي كثيراً وعشت احداثها كأني قريبة منهم ، ما أروعها .

    .

    .

    .

    29/9/2015

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    في غياب الوطن الحقيقي يجنح الغرباء الى افراغ ما في رؤوسهم من مما تبقى من هذا الوطن ورسم وطن مُتوهم يُرضي قبولهم مرغمين على الشتات حتى ولو كان هذا الوطن مقبرة افتراضية تجمع شتاتهم احياءً واموات .. شتات اشارت له الروائية من اول كلمة في الرواية وهي عنوانها : طشّاري.. صرنا كل واحد تحت نجمة .. اشارة الى تطشر العراقيين في الشتات..

    لغة الرواية الشعرية المبسطة هنا تداعب فيها مشاعر المغترب ومن بقي على قيد العراق على السواء .. ذهبت الروائية الى مقارنات بين وضع المراة في الأربعينيات فصاعدا والتوق للتحرر مع عدم القبول ولو على استحياء بواقع المراة انذاك من قبل النساء المتعلمات وبين واقعها الان حيث النساء يرضين بما يُفرض عليهن .. هناك فرق ايضا تتطرق اليه هو مساندة الرجال المتعلمين ومن في موقع المسؤولية الرسمية او الشعبية الى بناء مجتمع مدني يكون للنساء فيه دور ملحوظ, عكس مانراه الان من خطى حثيثة لكبح طموح المراة وبمساعدة النساء انفسهن..

    الاسلوب السردي..الروائية اعتمدت الفلاش باك في روايتها والتي استخدمت في روايات اخرى لكن انعام هنا استخدمتها بذكاء وسلاسة ..رغم انها عادت الى احداث سابقة وروتها على السنة اناس معاصرين لكنها لم تكن مملة بل بالعكس كانت في كل رجوع تعطي المتلقي دفقة اخرى من معلومات وكذلك حافظت على حبكة الرواية لسد ثغرات كونتها الاحداث المتلاحقة في الرواية, هي هنا استنسخت تجربة البطلة واعادت الاحداث مع ابنتها .. بين الديوانية وكندا ..الرابط هو الانسان واحاسيسه وليس الارض بعيدة كانت او قريبة.. حيثما يكون الانسان بحاجة الى يد حنونة تمتد اليه سيتوق الى مصافحتها بغض النظر عن انتمائه العرقي او المكاني او الطبقي..

    تطرقت الروائية للنسيج المجتمعي العراقي.. كيف ان البطلة كطبيبة اتت من عائلة محافظة ..كانت تعاني من الخجل لكنها عندما اندمجت بمجتمع محافظ اخر وتعرفت الى نوعيات متفرقة من عوائل عراقية وعراقية مختلطة بلبنانية .. تخلت عن الخجل واصبحت تعد نجاحاتها في عملها وفي علاقاتها الاجتماعية واصبحت عاشقة تخرج مع حبيبها الى اماكن فيها اناس اخرين.. كيف حافظت على قسم مهنتها كطبيبة في حادثة البنت التي حملت وولدت برعاية بطلة الرواية وكيف انها جازفت بمهنتها ونجاحها لاجل انقاذ حياتها متحدية بذلك التقاليد والاعراف المجحفة .. لانها امراة ايضا..

    تحدثت عن الانهيار العظيم في بنية المجتمع العراقي ..من متسامح في الدين والتعايش الانساني الى مجتمع بامكان الفرد فيه ان يقتل لا لسبب سوى الدفع ممن يسيّروه برغباتهم في حادثة البنت التي فخخت نفسها.. روت كيف تنهار المنظومة الاخلاقية كنتيجة حتمية للحروب والحكم بالنار والحديد.. حيث غاب القانون مثلما غاب الحب والتألف الاسري والمناطقي والطائفي والديني..

    واخيرا فكرة المقبرة الالكترونية اضافة انعام للرواية لتُشرك الجيل الذي ولد في المنفى .. ان ينغمس بطريقته وبما يجيد من تقنية حديثة اعطتها له الحياة في بلدان متحضرة ..ينغمس في حياة اهله لكن بحدود قد تكون هامشية او حتى افتراضية ليبقى الوطن فكرة لا تغيب عن ارواحهم والى ان ينجمع الشتات تبقى طشاري رواية تستحق القراءة دائما :)

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    أنهيتها لتوى... وها أنا أكتب مراجعة وليدة اللحظة...

    كما سبق ونوهت ...

    العراق... وتجربتى الثانية معه بعد "فرانكنشتاين فى بغداد".... العراق المفتت المشتت المتألم الحزين.... ولا أحد يبالى

    الرواية جيدة ... الشعور المسيطر على الجو العام للرواية فهو فيض الألم والحزن... ألم الغربة والحزن على شتات فراق الأحبة المتفرقون فى بقاع الأرض أشبه بالطشارى (طلقات الخرطوش كما نطلق عليها فى مصر)وشتات الوطن...

    لقد بات الإجتماع مع الأحبة ضرب من ضروب الخيال... وبات القبر العائلى حلماً بعيد المنال فتم الإستعاضة بقبر عائلة إفتراضى... تماماً كما أصبحت العلاقات العائلية إفتراضية.

    "هناك مساقط للرؤوس وأخرى للأفئدة"

    الفكرة: واضحة وقوية ومغلفة بطبقة من الحزن كما ذكرت آنفاً.

    اللغة: بسيطة وسلسة ، لكنها لا تخلو من جاذبية وأناقة

    لا شئ يمضى وينتهى... لا ذكرى تخبو وتنمحى..."

    "تعجز أجهزة السكانر والدوبلر عن كشف الأشرطة التى تسجل الأصوات العزيزة فى الرؤوس

    الأسلوب:إستخدام موفق لطريقة الفلاش باك والإنتقال بين ماضى الدكتورة "وردية" فى الأربعينات والخمسينات وبين الحاضر، تميز فى إجماله بالتشويق والربط الجيد بين الفقرات... تعليقى الوحيد على الفصول الثلاثة الأخيرة والتى إستحوذت عليها مونولوجات إبنة الأخ... فعلى الرغم من وضوح الفكرة وأهمية القضية إلا أننى لا أفضل الأسلوب المسرحى المباشر فى عرض الأفكار .

    البناء الدرامى:

    جيد فى إجماله وإن عابه اللانهاية المختتمة بالمنولوج المباشر.

    فى النهاية.... أعتقد أن الرواية بشكل عام جيدة الفكرة ومتوسطة المستوى وأعتقد أننى سأتابع الكاتبة إنعام كجه جي حيث أنها -فى رأيى المتواضع- من أفضل الكتاب العراقيين الذين صادفت أعمالهم مؤخراً

    رابط المراجعة على موقع الجودريدز

    ****

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    3 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    0

    ينقلنا هذا الكتاب، عبر افراد عائلة عراقية، من مرحلة العراق المزدهر (نسبيا) الى العراق المحاصر ثم المهدم، واخيرا الى المجتمعات العراقية المهاجرة. فمن حياة شبه عادية، تنتقل العائلة الى حياة الخطر، ثم يظهر الكتاب ان الهجرة، وان تقيهم الخطر، الا انها ايضا سببا للقنوط والحزن والقلق. يطرح هذا الكتاب ايضا فكرة اخرى، فالطبيبة وردية لم تهاجر الا بعد ان تأكدت ان بلادها لم تعد تشبه بلادها كما تعرفها، فهجرتها لم تأت كهروب من وضع اقتصادي او امني (كما فعل ابناؤها) لكنها هاجرت لان بلادها تشوهت.

    على مستوى شخصي لم استطع التهرب من مقارنة هذا الكتاب بكتاب "لا سكاكين" للتشابه في الموضوع (سرد يوميات عائلة في بلد منكوب): وجدت ان "طشاري" اسلوبه اكثر سلاسة ورقيا، متناسق اكثر وشخصياته اكثر قبولا، كما لا ينحدر الى موضة اللا-اخلاق.

    الا انه، من ناحية ثانية، ، المعنى يتضح باكراً (تشتت العائلة وتدهور العراق وصعوبة الهجرة الخ) فيصبح السرد وكأنه ثرثرات عائلية. شخصيا، لا احب هذا النوع من الروايات التي تتابع يوميات فرد او عائلة ، فاجدها تصبح مملة، طالما ليس هناك من حبكة ما. الا ان هذا رأيي الشخصي، و يبقى ان هذا النوع من الكتابات هو صنف ادبي لديه جمهوره.

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    هذه الرواية من الروايات التي تربك القاريء في تقييمها

    رواية جيدة والروائية شديدة الذكاء لكن لن يشعر بحرارة كلماتها إلا من تذوق حرارة أحداثها الأليمة أو كان قريبًا من بعض من عايشوها

    ربما لهذا السبب تركت في طشاري هذه البصمة في عمق العمق لأني شديدة القرب من بعض الصديقات العراقيات في هذا الفضاء الالكتروني

    كنت أستمع لأصواتهن الرقيقة تحكي لي وليست إنعام , تجربة شديدة الصدق

    تعلن لنا عن عراق قد مضى بصدق ونبل وحب

    ولم يترك لأبنائه سوى الشتات والحرب التي صارت نصيب الزامي على كل عربي معايشته عبر الشاشات أو وهو يترقب القتل بشتى صوره التي تزداد أنواعها يوما بعد يوم

    تحكي عن طبيبة مسيحية حملت لنا العراق الحقيقي الذي اغتيل في حفنة تراب سكبتها أمامنا ذرة ذرة حتى تشبعنا برائحته وطعمه , غزتنا إنعام في عمق قلوبنا بطشاري لنرى بعين اليقين ما عاشوه وما كانوا عليه

    الرواية تشبه أجواء الطنطورية ورضوى عاشور كثيرا كأن وردية هي رقية

    أوجاع العرب تكرار مؤلم حتى عندما تختلف الاحداث والطائفة والمذهب لا تستطيع محو هذا التشابه من مخيلتك

    شكرا للكاتبة المبدعة إنعام على التجربة الثرية التي منحتنا إياها

    وشكرا يا إبراهيم للترشيح المميز

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    لَا يُمكنك اللَحاقُ بأكثر من وَطن في آن مَعاً .. طشّاري هو الرَصاص الذي تفرّق في أراضي الله الوَاسعة كَما العراقيين .. مُعاناة المتشبثِ بأرضه و ذكرياته في وَطن و المُنسلخ عَن هذا الوَطن !

    اللغة كَانت سَهلة بَسيطة عَدا المفردات العراقية منها .. لَقتني أن الرواية أُختزلت في عنوانها و بَقيت النهاية مَفتوحة لخيال القارئ في إضافة عائِلاتٍ و شخوص و حالات كَانت "طشّاري" !

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    بلد ضربته لعنة الفرقة فمسخته وحشا... تصلي له فلا تستجيب السماء ..

    سماؤها الطيبة الحنون التي لم ترد لها يوما طلبا...

    ام يشبعون من الدم ؟

    ليست فلسطين من لفظت ابنائها او لفظوها فيما مضى... فالعراق ايضا تنصل منها أبنائها وتخلوا عنها او تخلت عنهم حتى تشتتوا ... غادروها فافتقدوا ارواحهم ...تركوها فماتت ضحكاتهم.. تشتتوا حتى يعيشوا... عاشوا... ولكن بقيت قلوبهم حية لها

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    تمتلك الكاتبة انعام كجه جي لغة بسيطة ومحببة للقارئ - بالاخص العراقي- لانه يدرك مفرداتها المحببة له، وتمتاز بطوافها اللذيذ في رسم صورة لمكونات الشعب العراقي الذين يعيشون معاً في هذا البلد التي تمتد حضارته لآلاف السنين، وقد ساهمت جميع هذه المكونات على بناء هذه الحضارة التي يعتز بها العراقيون .

    يعيب الكثير من النقاد على هذه الكاتبة استعمالها للغة العراقية الدارجة وبالاخص اللغة التي يتكلم بها البغداديون والمصالوة على وجه التحديد.

    الرواية تتكلم عن حياة دكتورة مسيحية تعيش في احد محافظات الجنوب،ولشدة ما ما تقوم به هذه الدكتورة من خدمة كبيرة لاهل هذه المحافظة فأنهم يبدأون يتباركون بها احتراماً لاعمالها الكبيرة في خدمة اهل هذه المحافظة التي تقع على احد انهار العراق العريق بحضارته وناسه، ان هذه الرواية سفر جميل في اعماق ابناء هذا الشعب الواحد الذين عاشوا معاً يحب واحدهم الآخر دون ان يسأل عن دين او قومية. صورة جميلة لعراق كان اجمل بلدان العالم قبل ان تدنس ارضه افكار الغرباء الذين سعوا ونجحوا في افراغ هذا البلد من مكوناته الواحد بعد الآخر.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    قبل التحدث عن الرواية، انوه اني احببت جداً ذكاء الكتابة في اختيار العنوان.. فهو جميل ومقتضب ومثير جداً للانتباه واحببته أكثر لأني اكتشفت بعد فراغي من الرواية انه اصدق تلخيص لها.. ما أجملها رواية تتلخص في كلمة :)

    رواية عن العراق الضائع في التشرذم والطائفية. عن معاناة ضحايا وطن ابى البعض الا ان يكون مقبرة للجثت والأحلام.. لا نعرف العراق الا في صور قتلى وقتلة لكن ما بين أولئك وهؤلاء هناك ضحايا لا الموت قبلهم ولا الحياة، غرباء رغما عنهم داخل العراق ينتظرون الفرج او خارجه مهاجرين نحو الفرج :( تحمل الرواية بعضا من قصصهم

    رواية بالمجمل جميلة لا اؤاخذ على كاتبتها سوى جزء "المقبرة الالكترونية"، لم استطع لا انا ولا أصدقائي فهم ما كانت ترمي اليه من خلالها وارتأينا انه من اليسير جداً تصور الرواية من دون ذلك الجزء :)

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    أظن أن بداية طشاري أفضل بكثير من منتصفها. فالبداية محمسة جداً وقوية ولكن الحماس يخبو مع التقدم في الكتاب ويبدأ الملل بالتسلل إلى القارئ.

    فكرة الرواية مؤلمة جداً وأظن بأن روايات سورية مشابهة ستبدأ بالظهور قريباً بعد أن تصير العائلة الواحدة ممزقة بين أوروبا ودبي وكندا وأمريكا لا يجمعهم شيء سوى أنهم كانوا يوماً ما في الوطن.

    أكثر ما أزعجني في الكتاب وبشكل حاد جداً هو الأخطاء اللغوية الكثيرة وأخطاء همزتي الوصل والقطع تحديداً؛ فكل همزات الوصل تحولت إلى همزات قطع رغم أن دار النشر بررت في مقدمة الرواية أنها عالجت الكتاب نحوياً ولغوياً ودققته بشكل ممتاز.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    العمل الثاني الذي أقرأه للكاتبة بعد رواية" الحفيدة الامريكية"

    وكعادتها لم تخذلني في اسلوبها الجذاب وطريقتها المقنعة في السرد..

    وطبعا لأن الكتاب يتحدث عن العراق فكمية الوجع مضاعفة، ومقدار الألم متضخم، وحجم الشتات والضياع متقدم جدا..

    وردية هي بهيكلهاومضمونها العراق بألمها وشتاتها... هي العراق، فقد وفقت الكاتبة في ايصال فكرة ماعايشته وردية بما عايشه العراق، هي التي عانت مثلماعانى العراق من اولاد "مطشرين" في كامل بقاع الارض...

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    كانت رواية قوية في ثلثيها الاولين، والثل الاخير بدا ضعيفا لانها خرجت الى الحديث عن الغربة أكثر... فالعراق هو الذي اعطى الثقل في مكوث الاحداث به وعنه

    كانت كاتبة ذكية في مواطن كثيرة ...

    كل ما استطيع قوله عن هذه الرواية الرائعة، اني توقفت في اثناء قرأتها مرتين ابكي ، غير ما حبسته من دموع على واقع العراق ، البلد القريب الحبيب ....

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    من الروايات الجميلة التي تعيدنا الى الماضي الجميل لبلادي الحبيبة ولعاصمتي بغداد💕.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    أحبائي

    أبنائي وبناتي

    الزميلة المبدعة الكبيرة المتألقة إنعام كجة

    عمل جيد

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    مع كُل رواية تلامس قلب قارئها؛ يبرز السؤال الذي يطارده دائمًا بلا إجابة - لماذا تأثّرت بهذه الرواية إلى هذا الحَد؟

    نجتهد -كقُرّاء- في محاولة إيجاد إجابة لهذا التساؤل، فنسترجع أحداث الرواية في عقولنا، نبحث عن وصف مُبهج أو تصوير موجع. أو عن شخصية جذابة؛ خيّرة كانت أو شريرة. أو عن لغة ساحرة أو سرد رائع. لكن اجتهادنا الحثيث لا يمنحنا إجابة نهائية. فنخترع تأويلات للنصوص، ونختلق أعذارًا للشخصيات، ونبتكر مدلولات أخرى للمعاني! وكأنه مطلوب مِنّا أن نجد سبًبا للحب!

    هكذا كانت تجربتي مع رواية "طِشّاري" كُلّما حاولت الكتابة عن سبب إعجابي الشديد بهذه الرواية، أجدني أعجز عن إيجاد سبب مُقنع. ليس هناك أحداثًا مُبهرة، ولا أوصافًا مُدهشة، ولا شخصيات استثنائية. إنها رواية عادية. وشخصياتها مألوفة وكأنني أعرفها من قبل! رُبما كان أعظم ما في هذه الرواية هي عاديّتها!

    لقراءة المراجعة بشكل مُنسّق مُطعّم بالصوّر اضغط على الرابط التالي

    ****

    جاءت الرواية هادئة الأحداث، عذبة السرد، فاتنة الصُحبة. تمامًا مثل شخصيتها الرئيسة وبطلة حكايتها "ورديّة إسكندر"، تلك الشخصية الرقيقة التي نرى من خلالها العراق وتحوّلاته السياسية والاجتماعية، والتي وعلى الرغم من عدم فعاليتها في الأحداث من حولها إلا أنها تستمر بطاقة الحُب التي تشعّ من جسدها النحيل ذي الروح الأخّاذة.

    ومن الموصل إلى بغداد إلى الديوانيّة إلى باريس وكندا والكاريبي، تأخذنا وردية معها في رحلتها الطويلة التي تبدأها مع مجتمعٍ مُتعدّد متلاحم بلُحمة الأُلفة وترابط القُرب وانسجام العيش، وتبقى حتى العقد الثامن من عمرها -رغم كل شيء- في العراق لا تريد أن تتسرّب منه. لكنها مُرغمة تترك العِراق في النهاية وتلحق بأرض المنافي، تاركة وراءها مُجتمع مُتشظّي ومُتَشَيّطِن أهله، غارقًا في وحل صراع طائفي يُدمّر كل جميل في ذاكرة العراق.

    ورديّة... حلم الأهل الطازج بأن تُمثّلهم ابنتهم خير تمثيل في مُجتمع لا يؤمن بتعليم أو قدرات الإناث، تشقّ طريقها بكل هدوء رغم توجسّاتها في رحلة لإثبات ذاتها. ورغم أن أحلامها كانت غاية في البساطة والوضوح إلا أننا نشهد معها كيف يُمكن لتصاريف القدر أن تُبعثر كل مخططاتنا وتُبدّل أحلامنا بأخرى رُبّما تكون أكثر عملية لنا.

    ركّزت الكاتبة إنعام كجه جي على الحضور الطاغي للشخصيات النسائية، لكن هذا التركيز لم يكن بشكل مُتمركزّ حول الأنثى -حسب تعبير الكاتب عبد الوهاب المسيري- وهو التعبير الذي يشير إلى المفهوم الشهير-النَسَويّة، حيث لم تلغي الكاتبة وجود الرجل في حياة المرأة، بل عزّزَت أهميته كأب أو كأخ أو كشريك في الحياة وسند في ظهر أُنثاه بل وفي قمة تفهّمه وقبوله بكل وعي عمل المرأة. وذلك على غرار التغيير الذي يحدث على مر سنوات حقبة الرواية للمجتمع العربي والعالمي.

    وعلى الرغم من اعتناء الكاتبة بالشخصيات الرئيسة في الرواية، إلا أن اللافت للنظر هو اهتمامها بالشخصيات الثانوية ورسمها بإتقان، لهذا فعلى الرغم من شخصية ورديّة المرسومة ببراعة، جاءت شخصيات أخرى ثانوية تحمل طابعًا مُميزًا يترك أثره على القارئ مثل بُستانة المُربيّة وغسّان الطفل الفلسطيني وهِندّة الابنة البِكر وفرنجيّة رئيس الصحة اللبناني وحتى أبو يعقوب اليهودي

    قد لا يناسب البعض أسلوب السرد، وقد اشتكى البعض من الملل الذي أصابهم أثناء قراءة النصف الثاني من الرواية، لكنني -وعلى العكس- لم أجد ذلك إطلاقًا. جذبتني الرواية بشكل جارف حتى أنني كنت أجد صعوبة في التوقف عن القراءة، وكنت أتحيّن أي وقت فراغ لأكمل القراءة، ورُبّما كانت طِشّاري هي أسرع رواية -في حجمها- قرأتها في خلال رحلتي القرائية.

    قرأت رواية طِشّاري بعد رواية النبيذة - <a href="****">لقراءة مُراجعة رواية النبيذة</a> - وجدت تشابهًا في الإطار العام للحكيّ، وهو استخدام تقنية السيدة العجوز التي تحكي حكايتها مع تداخل بعض الرواة المُختلفين، بالطبع كان الرواة أكثر قوة ومساحة سردية في رواية النبيذة، لكن الإطار العام جاء مُتشابهًا. لكن الغريب هو أنني وجدت طِشّاري أكثر إتقانًا أو أفضل جودة في حبكة الرواية ورسم الشخصيات، حتى أنني ظننت في البداية أن النبيذة هي التي كُتِبَت أولًا، مع الإقرار بأن اللغة في رواية النبيذة كانت غاية في الجمال، لكنني أميل إلى طِشّاري لأن الرواية كانت حقًا تنبض بالحياة!

    لإنعام كجه جي قدرة على تطويع اللغة، ومن الصعب ألا يقع القارئ في غرام هذه اللغة الشاعرية، والتي تأتي كتهويدة سحرية تخاطب أحاسيسنا وتهدهد أرواحنا. تأخذنا الكاتبة على بساط كلماتها فنترك الواقع ونرحل إلى أبعاد أخرى لا تعرف أسرارها إلا هي. نحيا في حكايتها وكأننا جُزءًا منها، فنفرح ونغضب ونخاف ونحزن، وعند النهاية لا مناص من أن تترك لنا الكثير من الشجن!

    يلوم البعض على الكاتبة عدم ذِكرها -في رواية طِشّاري- لأهل السُنّة في الرواية، وأرى أن الأمر ليس أمرًا حتميًا ولا يُقلّل من النصّ، لأن الرواية لم تكن توثيقًا عن العراق وإنما كانت توثيقًا لرحلة طبيبة عراقية مسيحية رقيقة زادتها الحياة قوة بحُب الناس من حولها وحُب الخير داخلها. وهكذا نرى الرحلة بعيون مُختلفة ورؤية غير نمطية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها مُجرد حكاية واحدة وسط آلاف من الحكايات التي تكوّن جميعها تاريخ العراق.

    رُبما لا يعرف الكثير أن شخصية ورديّة إسكندر هي شخصية حقيقية، وأنها هي الطبيبة "ماهي كجه جي" عمّة الكاتبة إنعام. وما كانت الرواية إلا سيرة ذاتية للعمّة المسيحية التي عملت طبيبة في محافظة الديوانية لربع قرن. أحداث الرواية تُطابق أحداث الواقع بكل وقائع الديوانية ومنافي الأبناء والأحفاد وحتى قصة هِندة. بالطبع هناك بعض الاستثناءات مثل تغيير الأسماء وإضافة أقل القليل من الأحداث الفرعية.

    رواية طِشّاري للكاتبة إنعام كجه جي، رواية استثنائية رغم عاديتها، هادئة رغم تقلّباتها، عذبة رغم متاعب بطلتها. إنها رواية تفيض بالإنسانية، وسيرة ذاتية تثبت لنا أن الإنسان بلا حلم هو شخص ميّت حتى وإن كان على قيد الحياة!

    تقييمي

    5 نجمات

    ملحوظة

    بقي أن أوضّح أن كلمة طِشّاري هي مُفردة تُستخدم في العراق لوصف طلقة الصيد والتي تتشتّت بعد إطلاقها – في مصر تُستخدَم مُفردة خرطوش- وهي تشير إلى التشتّت والتشرذم، وقد جاءت مُفردة طِشّاري في الرواية في إشارة إلى تشتّت الشعب العراقي في أنحاء العالم.

    أحمد فؤاد

    السابع عشر من آذار مارس 2021

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2

    تقدم الكاتبة إنعام كجه جي روايةً عن التغريبة العراقية، عن الأبرياء الذين فرقتهم الحروب والنزاعات الطائفية، وتستنطق الكاتبة صوراً مؤلمة من تاريخ العراق الحديث وحكايا كثيرٍ من أبنائه الذين انغمسوا في غربةٍ طويلة جعلتهم غائبين عن الدنيا رغم حضورهم فيها؛ ذلك أن روح المرء لا تلتئم إلا في أرضه التي نبت فيها مهما خفق بنعله في أصقاع الأرض.

    وقد قرأت الرواية في سهرتين متعاقبتين وكتبت حولها النقاط الآتية:

    وردية اسكندر طبيبةٌ بغدادية، رمت بها قرعة التعيين في مستشفى الديوانية جنوب العراق حيث تبقى هناك مدة ربع قرن و تلتقي بمن سيصير زوجها وتنجب منه أبناءها: برّاق، وهندة، وياسمين. الذين ترمي بهم الأقدار -مرّةً أخرى- في ثلاث قاراتٍ متباعدة لايجمعهم إلا التواصل عبر فضاء الانترنت الافتراضي.

    تقدّم وردية، وهي على مشارف الثمانين، طلب لجوءٍ في باريس يُقابل بالترحيب، وينالها تكريمٌ من الرئاسة الفرنسية يضعها من فرط سعادتها على ذروة العالم، وهو الشيء الذي لم تنله في وطنها الأم. رغم خدمتها الطويلة في قطاعٍ حساسٍ زمن الحروب والويلات. وعند هذا التكريم تحديداً تستفتح انعام كجه جه روايتها، ثم تعود بالقارئ القهقرى أزماناً مرّت بالطبيبة وولّت لكن تبعاتها لاتزال تحفر في نفسها وتوقظ في ذاكرتها أفعال لصوص الفرح الذين جاؤوا العراق من قعر الآدمية ليسلبوا منها لذيذ التواصل الشخصي مع أفراد عائلتها المتشظّين طشاري في البلدان.

    في باريس تقيم الطبيبة وردية رفقة ابنة أخيها وزوجها وابنهما اسكندر متحاملةً على ماتكره من الحياة وهي الغربة. أما اسكندر فله حكاية أخرى حيث يبتكر هذا الشاب العبقري مقبرةً إلكترونيةً تجمع -رمزياً- رُفات العراقيين ليدفع عنهم وحشة الموت في الغربة، كما يتحصّل على معلوماتٍ عنهم وعمّا يحبونه من موسيقى وغيره ليُضيفه إلى ملفاتهم/قبورهم، ملفات الحزن والفقد التي اندثرت بينها المسافات بعد أن كانت أكبر بلائهم.

    إنّ المُستبحر في زمن وتسلسل الأحداث في رواية طشاري لن يرسوَ على ترتيبٍ واضحٍ لنقطتي البداية والنهاية وهو إجراءٌ فنيٌّ محبّبٌ -إليّ على الأقل- ويجعل للنهاية فضاءً رحباً أمام قناعات القارئ وتأويلاته.

    رغم تنوّع الفسيفساء القومية والطائفية في العراق إلا أنّ الكاتبة جعلت من شخصيات الرواية (مسيحيين وشيعة فحسب) واذا أتت على ذكر غيرهم (السنّة مثلاً) فإنها تأتي عليهم في مقام الانكار والتشنيع. وهنا أودّ الإشارة إلى ملاحظةٍ هامة:

    ليس من المفترض على الراوي أن يذكر كل الطوائف والملل في عمله، ولسنا نطالبه أن يذكرهم بالخير والحُسنى بالمطلق ففي الحياة خيرٌ وشر والرواية مرآةٌ لهذه الحياة، وبالمجمل فإنّ أيّ عملٍ روائيٍ مبتكر يحق له ذلك إذ لسنا أمام خطاب احترام لأتباع الملل على تنوعها، ولكن يؤخذ على الكاتبة هنا أن تحصر المأساة في طائفتين دون أن تذكر (ولو تلميحاً) أنّ العراق كل العراق ناله من نهك السيف والسلاح وتفشّي القتل شيءٌ كثير، ولو فعلت لكان ذلك أدعى للحياد وأنفى للشك.

    أوغلت الكاتبة في استخدام اللهجة العراقية دون أن يضرّ ذلك بجمال السرد، لكنّ بعض التعابير الغليظة لاتجري على ألسنة كل القرّاء فيضّطرون إلى التماس المعنى من الانترنت، وهذا -عند كثرته- يُفقد العمل السموّ الأدبي في التعبير.

    صدرت الرواية عن دار الجديد، وتقع في 251 صفحة من القطع المتوسط، وهي رواية جميلة تحكي آلاماً لاتزال حاضرةً في الذهن عن العراق الجريح.. البلد الأقدم عهداً في القانون والأسبق ميلاداً بين الحضارات.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    طشاري

    رواية للكاتبة "إنعام كجه جي" وهي الكاتبة التي اخترتها لهذه السنة لأقرأ كل رواياتها - وها أنا ورواية جديدة لها :)

    عندما بدأتها على ستوريتيل - دخلت في نفس الأجواء لرواياتها - فالقارئة هي هي، والقصة فيها تشابه من حيث التيمة ورواياتها الأخرى - بهذا الطابع بين الشخص العراقي الذي ذهب ليعيش في الخارج والغالب فرنسا! ولكن اللغة والأسلوب اللذان لا أمل منهما استطاعا أن يجعلاني أدخل في أجواء هذه الرواية الانسانية السياسية الرائعة!

    القصة عن الدكتورة العراقية التي عاشت حياتها في العراق ثم ذهبت في النهاية إلى فرنسا بعد أن أدمت الحروب بلادها وتفرق عنها أبناؤها بين دول العالم!

    انظروا مثلاً كيف وصفت هنا بطلة الرواية دكتورة "وردية":

    "من يعرف هنا الدكتورة ورديّة؟ إنّ من يراها تدفع عجلة كرسيّها الـمتحرّك، لدى الـجزّار القبايلي في كريتاي، لا يصدّق أن هاتين الكـفّين الصغيرتين الّلتين ترتسم عليـهما خارطة من الأوردة الزرق هما اليدان السحريّتان، ذاتـهما، بأناملهما الـمطواع الـمدرّبة التي كانت تجوب الـمغارات السريّة للنساء فتفكّ وتربط وتكشط وتنظّف وتكوي وتداوي وتـهجس بالبشارة. تتلـمّس الـمواضع الخفيّة وتروز تكوّرات الأجنّة وتقدّر أشهر الـحمل. ثم تتسلّل إلـى الّلتين ترتسم عليـهما خارطة من الأوردة الزرق هما اليدان السحريّتان، ذاتـهما، بأناملهما الـمطواع الـمدرّبة التي كانت تجوب الـمغارات السريّة للنساء فتفكّ وتربط وتكشط وتنظّف وتكوي وتداوي وتـهجس بالبشارة. تتلـمّس الـمواضع الخفيّة وتروز تكوّرات الأجنّة وتقدّر أشهر الـحمل. ثم تتسلّل إلـى الأرحام فتسحب الـمواليد إلـى حياة كُتبت عليـهم في سجلّ مجهول. تُطبطب علـى ظهورهم الـحمراء الـمجعّدة وتسمع صرخاتـهم الأُولـى وتقطع الـحبال وتعقد السُرر. " - هذا الجمال في الوصف يظل معنا من بداية الرواية لآخرها!

    بصراحة قصة جميلة ورواية رائعة - وفكرتها رائقة وأسلوبها لطيف ممتع - وأنا سعيد بكل لحظة قضيتها مع هذه الرواية الدسمة والمليئة بالجمال والشجن!

    اقتباسات

    "لـم يكذب الشعراء الـملاعين الغاوون، أصدقاء أخيـها سُليمان وندماؤه، حين زعموا أن هناك مساقط للرؤوس وأُخرى للأفئدة"

    "أفقد نظري ولا أفقد جوازي. هكذا كانت حالي قبل أن آتي إلـى هنا وأفهم أن هذا الدفتر ليس أكثر من وثيقة مثل غيرها من الوثائق. هويّة يمكن لأهل البلاد الـحصول عليـها آليًا لأنـها حق من حقوقهم."

    "التاريخ يحفظ نزاعات البشر فيرفع ضغطهم ويمرضون."

    "منديل ورقيّ يصلـح لتجفيف الدموع. هكذا جاءت هندة.

    فرحت ورديّة بالطفلة لأنـها أُنثى، مثلـما طلبتـها من العذراء وحدّدت جنسها في صلواتـها. "

    "الـمهاجر الـجيّد هو الـمهاجر الـمندمج"

    "تفرض الـمنافي ضروراتـها وتقاليدها وتطرد البطر. تجعل من القليل والبسيط نعمة كبرى."

    "كان الـموت كثيرًا، بحيث لا يتوقّف الـمرء أمام الـميتات العاديّة"

    "إتفقنا عليـه، اليأس، كهدف لنا طالـما أنّ لا أمل يأتي من تلك البلاد. لا إشارة. لا بارقة. ولا حامض حلو. صار الوطن، لكثرة ما لكناه، علكة ماء ممطوطة نخجل أن نتفّها من أفواهنا."

    #فريديات

    #كاتب_السنة_٢٠٢٤

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    الوطن ألا يحدث ذلك كله قالها غسان قديمًا و مزجتها أنعام فى حكاية فى قلب وردية التي كانت كالوطن المكسور الذي يعاني لكن لا يزال فى قلبها جذور ترسخ و تنمو لتنشر الحب و الإنسانية و لم تعلم ان حياتها كطبيبة التي لم تختارها ستكون هى حياتها التي تدخل الدفء الى قلبها و لم تعلم ان الديوانية المكان الذي جاء فيه تكليفها بالعمل به هو من سيكون مسقط روحها و فؤادها .

    العراق بمآسيها الاخيرة حتي من قبل الغزو كانت هى رمز للحزن الذي يصيب قلوبنا مع فلسطين الدامية .. شعب على مدار سنين طويلة عاني الآمرين من ديكتاتورية و غزو و حروب طائفية و شعب اصبح بداخلها شعوب متفرقة كالقبائل فى الجاهلية و كلها كان طريقها العنف لفرض سيطرتها و أيدلوجيتها المنحرفة و تركت ورائها ألاف الضحايا فى الشوارع لم يكن يطلبوا إلا راحة و مسكن فى هدوء .

    " هم فائضون في هذه الدنيا. مسجّلون في خانة الزوال. لا أحد يـهتـمّ لـمصائرهم ولا يقلقه أنـهم يخبطون في الظلام."

    طشّاري أسم الرواية لم يكن له معني قبل قرائتي لهذا العمل و بعد ما عرفت معناه أصبح الاسم عالم فى ذهني لمدلولته القوية على أحداث شعب تفرقوا فى الارجاء و توزعوا فى كل الاتجاهات للبحث عن سماء صافية آمنه تحميهم من التطرف و حروب بدأت فى عبث أطلق سهامه كالفطر تخلل العقول فأصبحت بليدة حيوانية فقدت إنسانيتها و تغلب الجانب الحيواني فما فعلوه بأنفسهم لم يفعلوه الغزاه بهم .

    " ترفع الثورات شهداءها وتـخسف بخونتـها ولا تبقي ولا تذرّ. ثم تدور العجلة وتنقلب الـمرحلة فيصير الخائن شهيدًا ويذهب الشهيد إلـى طاحونة الصور."

    رواية مبنية على الذكريات عن عائلة وردية الذين تفرقوا فى البلاد بعدما كانوا كالجسد الواحد و معها نري حكايات شعب كان بكل طوائفه كالعضد المتين لا تقدر على كسرهم كانوا مسلمين مسيحين اكراد بكل طوائفهم إخوة عائلة واحدة حتي تطايروا مثل الطلقة فى كل الاتجاهات و أصبحت محاولة إسكندر حفيد وردية لانشاء مقبرة إلكترونية تحمع الاحباب و العائلة اخر مسمار فى نعشهم كلاجئين بلا وطن أصبح برائحة الموت .

    أحببت الرواية و استمتعت بها على الرغم من تداخل الشخصيات مع بعضها الذي افقد تركيزي أحيانًا و اصابني بالتشتت .. أحببت وردية التي ذكرتني يشخصية ذات فى رائعة صنع الله ابراهيم و احببت مغامرة هندة فى مغامرتها الشاقة فى كندا .. فى المجمل تجربة اولي غنية و لقاء انتظرته كثيرًا مع الكاتبة أنعام كجه جي .

    " إنّ خروجنا من بين قَوْسي الوطن قد وضعنا في خانتين متعاكستين من العقوق. لـم أكن بارّة بـه لأنني أفلتّ من فكّيـه الـمفترسين، باكرًا، ومضيت بدون رجعة. وكان الوطن عاقًّا بـها، نبذها وهي في آخر العمر ولـم يشملها بخيمة حمايتـه. "

    مهما أجبرتك الظروف لتكون لاجئ فى أوروبيا او امريكا الشمالية فى مكان يمنحك الأمان و الحياة لكن لا شيء كالوطن مهما قسي عليك، تتمني الرجوع له يوميًا لتكمل ما تبقي من عمرك هناك .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    حتى الشرطة اختفوا من الشوارع و المفارق ثم عادوا بأزياء أخرى. بعضهم ملثم و بعضهم مسلح و بعضهم ملتح و الباقي يبدو و كأنه في ورطة وجودية. و لا أحد يعرف لمن يأمن و ممن يخاف.

    عثر على دفتر بني سميك يلفت النظر في درج والدته و على غلافه كلمة بالعربية لم يفهمها و حين سألها قالت أنه ديوانها الجاهز للطبع.

    -ما عنوانه؟

    -طشارى

    -يعني؟

    -بالعربي الفصيح: تفرقوا أيدي سبأ.

    -يعني؟!

    -تطشروا مثل طلقة البندقية التي تتوزع في كل الإتجاهات.

    هل المقبرة الإلكترونية دليل على وحدة العراق رغم تطشره

    هل تقول حتى و ان فرقتنا الحياة فإن الموت سيجمعنا و ستوحدنا مقبرة و ان كانت افتراضية

    لعل أباه كان على حق و يجب ألا ينشغل عن دراسته بالعمل دفانا يحفر في تربة الغيب. يلملم العظام من تربة الخليج و الشام و ديترويت و نيوزيلندا و ضواحي لندن و ينفخ فيها من موهبته لتستريح في أرض محايده. يجمع شمل الرجال و النساء الذين وضعوا الرءوس على مخدة واحدة لعقود من الزمن ثم تفرقوا و هم أموات في الترب الغريبة. طواهم طير اليبابيد الذي حلق فوق العراق و رماهم في بلاد الله الواسعة.

    نعم هي سعيدة لأنها تأكل و تشرب و تعمل و تقرأ على ضوء الكهرباء و تغتسل بماء وفير و تربي أولادها في أمان و بدون هلع. و مسرورة لأنها تعيش حرة في بلد يسري فيه القانون على الجميع. مسرورة و ممنونة لأنها تمارس اختصاصها بينما لا يملك أطباء كثر من زملائها هذا الترف. لم يفلحوا في معادلة شهاداتهم. ممنونة و في قمة الإغتباط لأنها مرتاحة في عملها البعيد عن بيتها راحة قد لا تتوفر لكثيرين ممن يعملون في المبنى المجاور لمنازلهم. لكن لا. هي غير سعيدة و لن تكون في أي يوم. سعيدة تماما. ثمة مرارة ما تحت اللسان. هناك غبن سيبقى كامنا في موضع ما. من تاريخها الحميم. لأن يدا سلختها عن حياة سابقة و زلزلت ركائزها. هل تعرف جنابك حجر الأساس الذي يحتفلون به عند البدء بتشييد المباني المهمة؟ لقد اهتز حجر أساسها في اليوم الذي حملت فيه جنسية ثانية.

    لا شيء يجري في ذلك البلد بالمفرد إلا الولادة. يولد العراقيون فرادى و يموتون جماعات. حتى الزعيم الأوحد وجد من يخلفه و يتناسل مع أسطورته فظهر زعماء متعددون و أوحدون كثر.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    روايه كلاسيكيه ....بكل ماتحمله الكلمه من معني في رأيي معني كلمة كلاسيكيه ....هي تلك الروايه التي تنجح في نقلك بسهوله وبدون الفاظ معقده الي جو الكاتب بنجاح لتصبح صالحة للقراءه في كل زمان ومكان

    ثاني روايه تمس ماضي شخصي لي في العراق بعد فرانكشتاين في بغداد ....كم لمست قلبي كلاهما وزادت لوعتي علي ذلك البلد الحبيب

    بداية العنوان :أختيار موفق اضاف عامل التشويق والجذب ولكنه الي حد ما صعب قليلا حتي انه ينسي معناه بسهوله

    ثانيا : الفكره احسستها امراءه تحكي ماضيها حتي انني شككت انه ماضي الكاتبه او والدتها ففيه سلاسه في السرد وتذكر للاحداث بالرغم من النقلات الزمنيه تحسد عليها

    ثالثا الاسلوب : وفقت الكاتبه جدا باختيار النقلات الزمنيه وعدم روي القصه في زمان واحد لم يجعلني ذلك اصاب بالحيره او التوهه ابدا فقد شعرت بانني مكانها اتذكر الماضي فعلا

    اوصاف الكاتبه متوسطه الي حد ما لكنها لم تنجح في نقلي الي مكان الحدث في مناطق كثيره التعبيرات ......

    والتصويرات رائعه وان اصابنى الملل احيانا في مناطق وصفتها بدقه شديده واحيانا اخري شعرت انها اختصرت بدون داعيا

    الروايه ككل عمل فني يحترم تضافرت فيه الناحيه الانسانيه مع سمو اهداف وظيفه الكاتبه التي تم اختيارها بدقه لتأتي جزء من المنحوته الرائعه كما تضافرت وحشه مشاعر الهجره والغربه والاغتراب في الوطن مع وحشة مشاعر الاحتلال والعنصريه والتشويه القاتم

    ليتضافر ذلك كله في معزوفه تعزف علي اوتار قلب القارئ فتعطيه مع انقلابة الصفحه الاخيره مراره لاتنسي وذكري تظل بذهنه للابد

    نجمه ناقصه للاجزاء الممله بالروايه وفقدان التفاصيل في كثير من الاحيان ....

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    اقتباسين من الكتاب:

    - يسلم على الزملاء ويترك مبلغاً لفرّاش العيادة أو الكلية ويذهب ولايعود "باجر" ثم يسمعون أنه صار في الأردن وهجر بلاد ألف ويلة وويلة.

    - يولد العراقيون فرادى ويموتون جماعات.

    وصف لا يوصف من الكاتبة المبدعة .. البداية كانت جميلة وسعيدة كما كانت العراق عندما كان السني والشيعي والمسيحي والكردي يتعايشون مع بعضهم بهدوء وأمان والمجتمع كان متسامح ومتعاون، لكن النهاية قاتلة تصف لنا أحوال العراق في الوقت الحالي ، فالناس فعلاً يولدون أفراد ولكنهم يموتون جماعات في العراق الجريح.. قاتل الله الطائفية والعنصرية التي تهدم ولا تبني :(

    الأشياء الجميلة في الرواية كثيرة جداً ولكن أكثر ما أعجبني هي رسائل هندة لأمها عندما تتذكر أعمال أمها من أجلها ، كانت مؤثرة جداً (فعلاً تروي أشياء حقيقية) ف الأم دائماً تفكر في أبنائها قبل نفسها..

    إنعام كجه جي مبدعة ولاتتكلف كثيراً في الأفكار فلذلك أفكارها تصل ببساطة للقارئ .. تستحق قراءة أعمالها الآخرى :)

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    ( طشّاري ) بالفعل عنوان يحكي واقع الروايه ، شعب تجرع الويلات والحروب

    وأصبح " طشّاري " في هذا الكون

    شُتات موزع بين القارات

    روايه تحكي عن طبيبه عراقيه عاشت أزمات العراق

    ثم هاجرت إلى باريس وابناءها الثلاث في كل قاره أبن

    " أصبحت العراق في العالم الأفتراضي أجمل منها عن الواقع "

    أغاني سعد الحلي وشعر أحمد مطر وقبر الأم بجانب أبنها في مقبره أفتراضيه ..

    لكن الواقع قبورهم "ظشّاري " في كل الدول

    هذه هي العراق الأن للأسف

    شعب يشتري الدجاج والبيض وقزاز البيره في الجمله

    مصيره أن يموت بالجمله

    روايه رائعه تستحق القراءه

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون