طشّاري > مراجعات رواية طشّاري > مراجعة أسيل أسيل

طشّاري - إنعام كجه جي
تحميل الكتاب

طشّاري

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

تطشر العراقيين

وتقطعت الروابط منذ ان اجتاح الشاشات عراقيون لا يشبهون العراقيين

بلد قد ضربته لعنة الفرقة فمسخته وحشاً,, تصلي له فلا تستجيب السماء

سماؤها الطيبة الحنون التي لم ترد لها يوماً طلباً.

وكأنّ جزاراً تناول ساطوره وحكم على اشلائها ان تتفرق في كل تلك الاماكن. رمى الكبد الى الشمال الاميركي وطوح بالرئتين صوب الكاريبي وترك الشرايين طافية فوق مياه الخليج. اما القلب فقد اخذ الجزّار سكينه الرفيعة الحادة تلك المخصصة للعمليات الدقيقة وحزّ بها القلب رافعاً اياه باحتراس من متكئه بين دجلة والفرات ودحرجة تحت برج ايفل وهو يقهقه زهواً بما افترقت يداه.

يطارد السيّاح قلبها بارجلهم مثل الكرة ويحاول اطفالهم ان يقبضوا عليه انه منتفخ ويصلح للعب يركل بالقدم او يطوح فوق الشبكة او يصوب في السلة

يغيب الجزار وتطلع من فيلم الكرتون ساحرة شريرة تمسك بعصا البدد السحرية ترفعها عالياً في الهواء ثم تضرب بها بقعة من الارض كانت خصيبة آمنة محروسة بين نهرين مأهولة بمليون نخلة طافحة بذهب اسود جاثمة على فوهة خليج ملتبس بين عرب وفرس... تضرب الساحرة طاردة تلك البلاد الى اربعة اطراف الدنيا تبددهم بين الخرائط وهم دائخون لا يفقهون ما يحل بهم تريد ان تنتقم لانها دميمة وشريرة وهم اهل اريحية... قدوا من تمر واشعار وابوذيات لانها ورق واصباغ ورسوم تتحرك وهم صخر جلمود تقهقه وترسل طير اليباديد ليحلق فوق رؤوسهم من يعرف طير اليباديد المنفلت من كتب الاساطير ذاك الذي يحوم فوق اسطح البيوت الآمنة فيبعثر الأحبة ويفرقهم في البلاد.

.........................

هذا النص مقتبس من الرواية يصور حال العراق ما بعد الاحتلال

تسرده انعام عن طريق سيرة ذاتيه لطبيبة عراقية ورديّة اسكندر

وهي مسيحية من مدينة الموصل اضطرت العائلة للانتقال لبغداد

لاكمال تعليم اخيها الوحيد سليمان وسليمان محب للغة العربية وحريص عليها

وقد كان متفوقاً وكان تكريم المتفوق ان يهدوه القرآن الكريم ولأنه مسيحي

اخذه المدير للمكتبة ليختار اي كتاب يريده لكنه اصر على ان تكون هديته القرآن الكريم

وردية الاخت الصغرى الخجولة اصرّت عائلتها ان تدرس الطب وكان لهم ما ارادت

فانتقلت لمدينة الديوانية بعد تخرجها وحصولها على وظيفة هناك

وهناك تتبلور وتتطور شخصية وردية وتتداخل الاحداث

تلعب انعام بشكل متقن بالرواية بعنصري الزمان والمكان مع شخصية وردية

فبالزمان اختارت شخصية شهدت اغلب احداث وثورات وتقلبات العراق الحديث من الملكية الى الجمهورية والشيوعية والقومية والمسميات التي طفت على كل مرحلة من خطب واناشيد ومانشيتات وجمهورية وعهد بائد وانصار سلام وكادحون والمسحقون واذناب الاستعمار وخطب حماسية وانقلاب وثورة ميمونه ومؤامرات فيحصد الثوار بعضهم بعضا ويعلق المدنيون على المشانق ويساق العسكريونن الى ساحات الرمي بالرصاص فترفع الثورات شهداءها وتخسف بخونتها ولا تبقي ولا تذر وتدور العجلة

وتنقلب المرحلة فيصير الخائن شهيد ويذهب الشهيد الى طاحونة الصور

وبالمكان حيث ديوانية تتعرف وردية المسيحية بامرأة علوية وشاب فلسطيني وبستانه وغيرهم التي تصور انعام علاقتهم بود ومحبة واحترام وكيف ايام الثورة

كان يشارك المسيحي واليهودي والسني والشيعي وكيف كانوا يتبرعون بالدم لبعضهم البعض

أكثر ما أبهرني وأفزعني بالرواية اسكندر وطريقة تفكيره وخاصة فكرته

المجنونة بانشاء موقع الكتروني يدل على موقع الموتى الاعزاء الموزعة والمشتتة قبورهم فيجمعهم ويلمهم بهذا الموقع ويضع لكل منهم ما كان يحب من موسيقى واغاني ونوع الازهار التي يحب حول الضريح فتجمع هذه الشاشة النجيع وترتق الاشلاء فنقرة على هذا الموقع سترى فيها صور الاطفال الذين ماتوا جوعاً ومن سوء التغذية وبقايا الاسلحة المشعة ونقرة اخرى على لوحة المفاتيح وينطرحون جميعاً على صدور امهاتهم اللواتي قتلن بتفجير انتحاري في حي الدورة او مجزرة الفلوجة او غرقاً تحت جسر الائمة او كنيسة سيد النجاة انقر اكثر فيطلع الاباء الذين خطفوا ولم يعثر عليهم او دفنوا بلا هويات مجهولة او ذبحوا وقطعت رؤوسهم

أم يشبعون من الدم؟

.......................

ملاحظة: ولكوني احب وربما متعصبة للجيش العراقي ورد في الرواية على ان زوج

وردية جرجس ذهب ليحارب الصهاينة مع الجيش العراقي الا ان الجيش وصل تل ابيب واعلنت الهدنة

اسمها تل الربيع

ثم حينمااعلنت الهدنة كان الجيش العراقي قد ابلى بلاءاً حسناً ومنهم من استمر بالقتال رغم اعلان الهدنة ومقابر الشهداء العراقيين في جنين ونابلس والمثلث تشهد

رحمهم الله ورحم شهداء وموتى المسلمين

الملاحظة الاخرى:

تناول الادب العراقي للطائفية وكأنه من فعل الشعب أو كأن الطائفية جديدة

على الشعب العراقي رغم تاريخ العراق الحافل وان الطائفية والمذهبية غالباً ما تكون بفعل طرف غريب عن الشعب ويريد ان يفتته ويمذهبه

وان السياسة والاعلام والحكم هو المسيطر على حال الشعب

Facebook Twitter Link .
4 يوافقون
3 تعليقات