اقتباسات من رواية سرور

وما سمّي الإنسان إلا لنسيه .. ولا القلب إلا أنه يتقلبُ.

يا جلال، لقد ظللنا نسمع أم كلثوم وعبدالوهاب ونشاهد مباريات الأهلي ونشرب الحشيش حتى استيقظنا على حقيقتنا المؤلمة في خمسة يونية. هذا شعب يعشق تخدير نفسه بنفسه. هل تستطيع أن تقول لي ما الفارق بين الحشيش وفيلم “أبي فوق الشجرة ؟

على باب مستشفى الحسين، في تلك القاهرة البعيدة.

‫ حينها، قال جلال الساعي في نفسه:

‫ «أنا الموعود به، بنجيب سرور، من أول يوم؛ أسافر وأعود، ويكون هو في انتظاري. حيًّا أو ميتًا، يكون في انتظاري. نجمًا مشهورًا أو متشردًا بثياب ممزقة أو حبيسًا في مستشفى العباسية، يكون في انتظاري. وها هو الآن؛ مجرد ذكرى تطوف بنا، نتحسر عليه ونقرأ له الفاتحة ونهز رؤوسنا تأثرًا بالدراما التراجيدية التي خلقها ذلك الرجل الفذ حول نفسه، حيًّا وميتًا.»

الحب ما بيملاش المعدة الفاضية ولا يحب سباق الفرص، عنها وبدأ الاختيار المر بين الحب والقرش، والحقيقة التاريخية بتقول ان عمر الحب ما دخل معركة ضد القرش وانتصر. يا خسارة الحب لما ينزل السوق الحرة ولا السوق السودا.

الاختيار لازم يكون قبل التجربة مش بعدها .. لازم الإنسان يكون شريف أولا ويصمم على أنه يعيش شريف مهما كانت التجارب اللي يتعرض لها، لازم أولا يختار الشرف وساعتها ما يهموش ايه التجارب اللى ممكن يمر بيها، إنما لو كان مستني التجربة عشان يختار، يبقى لسة بيشاور عقله..يبقى لسة ما بقاش شريف..

أشعر بالاطمئنان قليلا، المطمئن لا يضل أبدا،

مشكلة الإنسانية أنها تدور في دائرة مقفلة وتحتاج في كل جيل أن تكرر نفسها وأن تعيد نفس الكلام ونفس الحروف عن نفس الأشياء دون جدوى ودون أي أمل في أي تقدم.

هو لم يمت بطلا ولكن مات كالفرسان بحثا عن بطولة.

ليرحم الله القلوب التي لم تدرك الطمأنينة بعد.

أتذكر قول شخصية الدكتور في رواية نجيب محفوظ “الشحاذ” : “لا وقت عندي للتساؤل عن معنى الوجود، وما دمت أؤدي خدمة كل ساعة لإنسان هو في حاجة ماسة إليها فما يكون معنى السؤال”

أين ذهبت بهجة الأيام القديمة؟ يقولون إن البهجة تزول وتحل محلها الحكمة، لكن أين هي الحكمة. يقول المغفور له عبدالحليم نقلا عن الأبنودي عليه السلام “أديكي عمري بحاله يا بوي واديني انت الفرحة يا عين”وأجدني أتساءل كلما سمعت تلك الأغنية: ما جدوى الفرحة إذا كان العمر قد انقضى …

أنا عارف اني حاموت موتة ما ماتها حد .. لكني لن أترك العالم يمر دون فضيحة ..

مشكلة الإنسانية أنها تدور في دائرة مقفلة وتحتاج في كل جيل أن تكرر نفسها وأن تعيد نفس الكلام ونفس الحروف عن نفس الأشياء دون جدوى ودون أي أمل في أي تقدم.

لكن ماذا نفعل والطابع المسيطر على الكون هو سوء الخدمة والملل، الكون فندق سىء الخدمة، تطلب الشىء فلا يجئ أو يأتي متأخرا أو لا يأتي إطلاقا أو يأتي شىء آخر تماما. ثم الملل

كله للنسيان، كله للزهايمر، إلا أن هناك من الماضي ما يبقى شوكة في الحلق لا تستطيع نسيانه ولا يسمح لك الآخرون بتجاوزه.

- آن للغريب أن ينضم إليكم .. يا أهل الكتيبة الخرساء.

هو لم يمت بطلا ولكن مات كالفرسان بحثا عن بطولة.

قد آن يا كيخوت للقلب الجريح، أن يستريح

‫ فاحفر هنا قبرا ونم

‫ وانقش على الصخر الأصم

‫ يا نابشا قبري حنانك

‫ هاهنا قلب ينام

‫ لا فرق من عام ينام وألف عام

‫ هذي العظام حصاد أيامي

‫ فرفقا بالعظام ! ..

وأمّا الحكايةُ، ففيها ذلك، وفيها غيرُ ذلك، ولكن ليس لنا أمام نُوب الأيام وسراياها المنبثّة غير الصمت، فتدبّر.

الكتابة أمتع شىء في الوجود، الكتابة معنى الوجود، فلماذا ضيعت عمرك دون أن تكتب يا طلال؟