حرب نهاية العالم > مراجعات رواية حرب نهاية العالم

مراجعات رواية حرب نهاية العالم

ماذا كان رأي القرّاء برواية حرب نهاية العالم؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

حرب نهاية العالم - ماريو بارغاس يوسا, أمجد حسين
أبلغوني عند توفره

حرب نهاية العالم

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    حرب نهاية العالم ..... وماذا بعد!!!

    رواية كانت بالأساس مشروع فيلم، يتناول حرب كاندوس، طُلب من يوسا أن يتولى مشروع كتابة نصه السينمائي؛ ومن حسن حظنا كقراء أن يتوقف المشروع ولا يتوقف يوسا، لأنه على حد قوله كان مبهور مما قرأه عن هذه الحرب، فقرر تغيير الدفة لكتابة رواية لينتج هذه التحفه الفاخرة من الطراز الرفيع. لا أخفيكم أني كرهت أي شيء له علاقة من قريب أو بعيد بالسياسة لأسباب نفسية خزعبيلة تكاد أن تضع إيماني على المحك ولهذا توجست خوفاً مما أنا مقدمة عليه وكلي أمل بأن هذا الساحر المدعو يوسا قادر أن يفعل شيء ليحصل على انتباهي التام فأنا من المراهنين وبشدة على كتاباته.... وفعلا هذا ما كان.

    يا الله على شخوص الرواية، يا الله ... . في أغلب الأحوال الكثرة والجودة نادراً ما تلتقيان، لكن صبرا يا جماعة..... الراوي فنّان يا الله على جمال قلمه؛ مهرجان من الشخصيات المتفرّدة، كل شخصية يمكن أن تكون مشروع رواية بذاتها. عانيت أكثر ما تتصورون في خضم هذا المهرجان من الأسماء اللاتينية الجميلة في وقعها على الأذن والعصية في تذكرها، فما بالكم أن يحاول تذكرها شخص احتمال كبير أن ينسى اسمه في يوم من الأيام!. عافرت النص ومضيت قدماً، واتكلت على البراعة في الرسم التي كونت صور حية لتلك الشخوص وساعدت ذاكرتي المنكوبة، لأني وجدت نفسي أمام صور نابضة بالحياة بدل من كلمات على ورق.

    قيل أنا يوسا قد نجح في أن يكون حيادي في تناوله للقضية. لا أدري ما مدى صحة ذالك فحتى يوسا لم يستفزني في القراءة عن هذه الحرب فأنا لم أعد الشخص الذي كان؛ ومع ذلك وبالعودة مرة أخرى لشخصياته، فعلاً سيجد القارئ نفسه في حيره منها ومزيج الحب والكراهية موجود بمقادير متساوية لتلك الشخصيات التي قد تفرض أن نُكوّن عنها انطباع، أو على الأقل هذا ما أحسسته شخصيًا. نص الرواية بكل شخوصه نص محسوس!، الأشخاص حاضرين بشحمهم ولحمهم؛ أتحدى أي شخص قرأ الرواية وشغف بها ولم يشتم تلك الروائح والحرائق، ويشعر بذلك الارتياح والانتعاش عندما يعلن يوسا أن شخصا قد أخد حماماً!.

    رواية لأصحاب النفوس الطويلة، تحتاج تركيز وصفاء ذهن للاستمتاع بها. ولمن يستسيغ (لست منهم) ورقة وقلم أثناء القراءة. شخصيا أعتقد أني سأعود لها مرة أخرى، قراءة واحدة لا تكفي.

    ****** *** * *** ******

    سمعت مرة حكاية يوسا عن علاقته بوالده وعن الصدمة التي لم يشفى منها بعد، عندما فجأة في سن العاشرة، اكتشف أن من قِيل عنه أنه قد مات ولا توجد صورة له في الذاكرة، عاد للحياة ليحتل دورة الطبيعي كرب للأسرة بعد الصلح مع والدته. الطلاق كان عاراً بالنسبة لعائلة كاثوليكية محافظه فقرر الأهل أن يعتقد الابن أن الأب قد فارق الحياة فهو أفضل من عار الفضيحة، فضيحة الطلاق!. يقول أن علاقته بوالده سيئة جداً، فهذا الأب شعر برعب شديد عندما اكتشف أن ذلك الابن محب للشعر والقراءة فقرر استئصال هذا الداء بإرساله لمدرسة عسكرية ومن غير أن يدري فقد ساهم بشكل أو أخر في تسريع نمو تلك الموهبة وجرت الرياح بعكس ما تشتهي السفن. يقول يوسا عن تلك الفترة أنها فترة القراءات الكثيرة، قرأ بنهم لروائيي العالم وكان الشخص الذي لجأ له زملاءه لكتابة رسائل العشق لمحبوباتهم ولكتابة القصص الإيروتيكية للتسلية في أوقات فراغهم. ثمن ما يكتب كان السجائر وبالتأكيد تمرين لقلمه. تجربة المدرسة العسكرية كانت وحشية و قاسية جداً لشخص مُرفّه ومرهف ويهوى الشعر؛ نهاية تلك التجربة كانت السبب في ولادة روايته الأولى** التي لاقت نجاح كبير فاجأ في المقام الأول كاتبها وترجمت للعديد من اللغات (ليس للعربية بعد!). بالعموم شكراً لذلك الأب الذي ساهم بشكل أو أخر في ميلاد " أو تسريع ميلاد" هذا الفذ الذي للمرة الرابعة لم يتوقف عن إدهاشي.... الآن حرفياً يدي على قلبي؛ هل في جعبته المزيد بعد الرقم أربعة؟! سنرى....

    _____________________

    The Time of The Hero**

    Facebook Twitter Link .
    11 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    لا خلاف أنه وضعنا في الطريق إلى كانودوس؛ لكنه ترك لنا الخيار في أن نصلها حجاجاً، أم مقاتلين مع الجيش.

    أن تكتب عن حدث تاريخي حقيقي، ثم تتنبأ بما كانت عليه تفاصيل التفاصيل، وتسردها بتلك الطريقة التي تتسق تماماً مع ذلك الحدث، فهذا لا يعني سوى أن تكون روائياً بارعاً جداً. وأن تكون تلك الرواية المكتوبة بذلك التماسك الفني الشديد في ظلِّ وفرة أحداث ملحمية كهذه، تمتلئ ــ وأنت تقرأها ــ بتفاصيل تفاصيلها عوضاً عن المجمل فأنت أمام رواية عظيمة بلا شك.

    أعلم أنَّ الكتابة عن "حرب نهاية العالم" كتابة لا طعم لها، حظها في ذلك تماماً كحظ الكتاب أو الرواية بالأخص التي كان دورها في الرف بعدها مباشرة. لكنه شيءٌ من الانطباع أو شيء مما نحاول فهمه نتشاركه هنا لنعرف على الأقل بأن دهشتنا إزاءها حملتنا على أن نتطوف بها أرجاء الصفحات حاملين أسئلة إجاباتها ليست محددة، ومعرفةً دائبةً تطمح فيما وراء المعرفة معرفةً أخرى لا تنتهي كهذه لكنها أكبر.

    في الحقيقة، لستُ أدري ما فعل بي " يوسا "، هو شيء أشبه بالهذيان؛ لكنني أحبه بكل تأكيد. هذه أول رواية أقرأها له؛ وثاني كتاب، بعد " رسائل إلى روائي شاب ". إذن الموضوع يتعلق بالرواية، ولذا ربما أعتقد أنه كان أمراً جيداً أن أبتدئ من رسائله تلك ثم أستأنف حديثه عنها برائعته هذه.

    " كانودوس ليست قصة، إنها شجرةٌ من القصص "

    هذا ما تحكيه رواية كانودوس، وهذا هو ذاته الذي تحدث عنه يوسا في رسائله إلى الروائي الشاب، في وسيلة " العلبة الصينية " أو " الدمية الروسية ماتريوشكا " التي تتألف كما يقول من: " بناء قصة على طريقة تلك العلبة الفلكلورية التي تتضمن أشكالاً مماثلة لها وأصغرُ منها حجماً في متواليةٍ تمتد أحياناً إلى ما هو متناهٍ في الصغر تؤدي إلى نتيجة ذات مغزى في مضمون القصة كالسحر والغموض والتعقيد".

    قصة "غاليليو غال" و"جوريما" والدليل "روفينيو"، وتفرعها ابتداءً عن قصة " غال " و " إيبامينونداس" وكمينه الذي دسه لاتهام ثورية غال المستقلة بتدخل أجنبي سافر وتوريط البارون " دي كانا برافا " في ذلك، ثم تشابك هذه القصة بقصة البارون مع صاحب الصحيفة، تنسل " جوريما " من قصتها مع غال وروفينيو إلى أخرى تدريجياً بعد عدة قصص مع أعضاء السيرك وارتحالها معهم وتدخل قريباً من كانودوس مع الصحفي قصير البصر وقصته مع الكتيبة السابعة وقائدها العقيد " سيزار " قاطع الرقاب، واندماجهما مع بعضمها في كانودوس بصحبة القزم، أيضاً قصص الأنصار حين تتفرق كتراجم في خطوط سردية تتوازى ــ وتتقاطع أحياناً فيما بينها ــ لتتقاطع جميعها فيما بعد في حال وصولهم " كانودوس " واتباعهم المرشد. هذا كله مثال على العلبة الصينية أو " دمية الماتريوشكا " التي يوصي بها " يوسا" ويستخدمها بالإضافة إلى التنقلات الزمكانية بينهم حتى تكوِّن ذلك السحر المعقود في القصة الكبرى.

    في تقديمه عن الرواية يتحدث مترجمها أ. أمجد حسين عن مهارة " يوسا " في جعل القارئ متذبذباً بين فريقين لا يستطيع أن يميل إلى أيِّ منهما. غير أني ــ بعيداً عن مهارة " يوسا " في حياد راويه العليم وقد كان ذلك سلوكاً ملزماً به حتى لا يضعف إقناعه على الأقل ــ أشعرُ بتعاطف نوعاً ما مع الأنصار، ليس لأن حقيقةً ما كانت معهم؛ ولكن ــ ربما ــ لأن إيمانهم أقوى بكثير مما كان في أفئدة الدولة بمؤسساتها المدنية والعسكرية. التفاف الأنصار بالمرشد شبيه جداً بالتفاف الحواريين والصحابة بالأنبياء والرسل، لا فرق بينهم إلا في أن المرشد " أنتونيو كونسيليرو " لم يكن نبياً في الحقيقة؛ لكنه في قلوب أتباعه نبيٌّ ولا شك.

    الرواية ملأى بالشخصيات، وهذا طابع ضروري في مثل هذا النوع من الروايات، أهمها دون أدنى شك: أنتونيو كونسلييرو " المرشد " الذي لولاه لما كانت هناك ثورةً لكانودوس ولا قصة لها، ولا استنفار دولة كاملة، ولا حملات عسكرية، ولا الكثير مما حدث. تجنَّب " يوسا " الغوص في شيء من شخصيته، تجنبه هذا طبع عليه هالةً ساحرة، كتلك التي حدثت في قلوب محبيه وأعدائه، لا خلاف أنه وضعنا في الطريق إلى كانودوس؛ لكنه ترك لنا الخيار في أن نصلها حجاجاً، أم مقاتلين مع الجيش.

    الصحفي قصير البصر، أهميته نبعت من سرده لتلك الوريقات، ذلك التنوير التدريجي الذي غمر القارئ والبارون كان نابعاً من الصحفي؛ لكنْ هل كان لهذه الصفة التي حلت محل الاسم معنى هنا؟ بالتأكيد لها معنى؛ لكن لا أظنه يصيب روايته لما جرى له في كانودوس، لا أدري ربما عنى بذلك شيئاً من عمله في صحيفة البارون أولاً، ثم انتقاله للعمل في صحيفة لحزب مضاد تماماً للبارون، ربما، غير أن ذلك في النهاية بالنسبة لي لا يغير شيئاً من الأحداث التي هي بالمناسبة لا تختلف على مر التاريخ، تتغير الأسماء فقط، وتتحور أشياء من المصطلحات، حتى لا يصاب التاريخ نفسه بالملل.

    التحولات والتطورات التي تطرأ على شخصيات الرواية منطقية جداً تبعاً لطبيعة الأحداث والمتغيرات التي مرت بها تلك الشخصيات.

    في الحصار تعرف " جوريما " الحب، ينكشف الصحفي قصير البصر أمام خوفه، "باجو" يضحي بنفسه من أجل أمرين اجتمعا أحبهما. غال في طريقه إلى مهد الثورة يرتكب حماقةً ضد مبادئه ثم لا يلتحق بها، البارون يخسر زوجته التي أحبها جداً كحياته بسبب السياسة، يتخلى عنها ــ أي: السياسة ــ بعد ذلك نادباً حظه. الهالة العظيمة التي كانت تسبق سيزار " قاطع الرقاب " تتلاشى فجأةً عند أول مناوشة يتقدم لها بنفسه ويموت. " أسد ناتوبا " رسْم شخصية نصف إنسانية كهذه بحد ذاتها إبداع. الصغير المبارك، قربه الشديد من المرشد وخلافته له في بعض الأحيان يتحولان في النهاية إلى خطيئة كبرى حين يدلهم على قبره. وزير بيلومونته " كانودوس " الدولة الحديثة الدينية " انتونيو فيلانوفا " أحد الناجين من تلك المجزرة بوصية من المرشد، تلك الوصية التي لا تنتهي من التأويلات، بخصوص أسرة فيلانوفا، تمتاز تلك الأسرة عن غيرها من الأنصار أنها موسرة وتتاجر ونظمت روؤس أموال الدولة خير تنظيم، ربما لذلك علاقة. " أبوت جواو " قائد كانودوس العسكري أو آمر الشارع " رئيس العصابات السابق"، شخصية أثارت إعجابي بشكل خاص؛ يحظى بشيء من الاستقلال لم يكن عند البقية، دوره في حماية كانودوس كان كبيراً جداً، حتى أن النهاية جاءت متوافقةً مع هذا ولائقةً به وبالنهاية نفسها.

    عظيمة هذه الرواية، أتمنى من القارئ الشغوف بالمعرفة بالأدب بالراوية ألا يحرم ذائقته منها.

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    يصل يوسا لقمة ابداعه بهذه الرواية الضخمة حجما وقيمةً أدبية، قد يفوّت قلبك أحدى النبضات -كما يقول يوسا- وأنت تتابع المعارك الدامية بين عقول العسكريين وقلوب أهالي كانودوس ومرشدهم.

    معارك أقل وحشية وأكثر قذارة تدور بين من يرعى مصالح الجمهورية حسب صلاحيته ونظرته للأمور، نظرة ترى في ثورة كانودوس مايخدم الملكية بسذاجة البسطاء، وبين القدح والشفة كثير من المزالق، هذا مايكتشفه قادة الحملات المتكررة على كانودوس.

    الايمان العميق للأنصار بمبادئ المرشد لايختلف عن وحشية الآلة العسكرية عند التعامل مع الاعداء، النتيجة واحدة رغم الاختلاف، هنا أذكر هذا الاقتباس من الرواية :

    " إن مايفسر البطولة خير تفسير ليس الدوافع السامية الجليلة دائما. هناك التحامل، ضيق العقل، أشد مايمكن تصوره من الأفكار غباءاً."

    الصحفي قصير البصر يستغرب فكرة احتمال إصابته في حرب هو فيها مجرد شاهد لاناقة له فيها ولاجمل، جوريما ترى أيضا أن لاصلة لها بتلك الحرب وأن الرصاص سوف يحترمها تبعاً لهذه القناعة، قد تتبنى مثل الأفكار الغير منطقية المضادة للرصاص في مناطق أقل خطراً وبنفس اليقين.

    يذوب المكان والزمان في ظل روفينو في صورة بديعة ليوسا: "يجتاز روفينو برية لاظل فيها غير ظله يتبعه أول الأمر ثم يسبقه"، مشاهد انسانية رائعة تختبئ هنا وهناك في التفاصيل والقصص التي لايكتفي منها يوسا حتى آخر نَفَس، عندما تنتهي من الرواية تبتعد قليلاً لتستعيد تفاصيلها من جديد لرؤية جمال اللوحة بكاملها.

    أعجز عن حصر هذا الابداع في مراجعة واحدة، لحسن الحظ وجدت التعويض في غنى هذه التدوينة الجميلة للصديقة ايمان:

    ****

    اقتباسات:

    - هل يمكن بيع كلمات الله ؟ ألا يتوجب القاؤها دون مقابل، دون قصاصة السعر الملحقة بها ؟

    - المثقفون خطرون، ضعفاء، عاطفيون، قادرون على توظيف خير الأفكار لتبرير شر الأفعال.

    - عن أنصار المرشد : كأن أولئك الاشقياء قد أتفقوا على التجمع هناك، كأن الله قد جمعهم سوية..المرضى والعجزة وكل من لم يبق لديه رجاء، عائشون هناك، الواحد فوق الآخر. ومع ذلك فإن أولئك الناس سعداء رغم بؤسهم !

    - السياسيون المدنيون نكبة على الجمهورية، ومصدر فساد وانقسام، الرجال الذين يحملون السيوف ويرتدون البزات العسكرية هم وحدهم القادرون على بعث الوطن الذي حطّ من قدره حكم المُلوك.

    - عن النساء: إنهن أكثر الناس غموضاً في هذه الدنيا (قدريّات) نشأن لتقبّل كل ماتجيء به الحياة، سواء كان جيداً أو سيئاً، أو فظيعاً.

    رابط المراجعة على الجودريدز :

    ****

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ملحمة .. ملحمة بكل المقاييس ..

    رواية استثنائية جمعت بين كل البهارات التي أحب في الأدب.

    ثاني روايات يوسا الكبيرة التي أقرأها بعد حفلة التيس، هذا الرجل يجيد استخدام الخلفية التاريخية بشكل مذهل، عبقري.

    و الحدث نفسه الذي اسس عليه يوسا روايته كان مذهلاً أيضاً في كونه حقيقة ..

    رابط عن الخلفية التاريخية للرواية ****

    الرواية في أحد جوانبها تعرض فكرة الهوس الديني، و رغم أن أحداث الرواية تدور في أواخر القرن ال19 إلا أن كثير جداً مما قرأت أشاهده يومياً في مصر.

    في الرواية أيضاً كان المخالفون يدعون بالماسونيين و البروتستانت و الكفرة. و كانوا المدافعين رافضين للجمهورية، وضد الزواج المدني و ضد فصل الدين عن الدولة . يبدو و أن هؤلاء ظاهرة كونية تاريخية لا تخلو من بصماتهم صفحات أمة.

    جو الرواية السحري جعلني قادراً على أن أواظب على قراءة الرواية طيلة الأسبوعين الماضيين دون توقف و دون ملل.

    أنا مبسوط :)

    *

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    كانت هذه الرواية علي قائمة قراءاتي منذ مدة طويلة ، ولكني كنت أقوم دائما بتأجيلها بسبب هذا الحجم الكبير الذي يزيد عن سبعمائة صفحة.

     

    أول مرة قرأت عنوان الرواية خيل لي أنها رواية من روايات الخيال العلمي حيث غزو فضائي و أسلحة تطلق أشعة الليزر ..... إلخ ، حيث لم أكن أعرف عن باراجاس يوسا أية معلومات حينئذ.

     

    الرواية تتحدث عن لعبة السياسة والدين و الحرب و الإعلام و رجالاتهم و صراعاتهم مع بعضهم البعض.

     

    المكان الرئيسي الذي تدور فيه أحداث الرواية هو البرازيل ، ذلك البلد الغني بالتنوع و إختلاف الأجناس ما بين أوروبيين ممن إستقروا فيها أيام الإحتلال البرتغالي و أفارقة ممن أتي بهم البرتغاليين كعبيد و هنود من سكان البلد الأصليين و مخلطين بين جنس و آخر ، و المدينة هي (كانودوس/بيلومونته) الواقعة في ولاية (باهيا) في الشمال الشرقي للبلاد ، و الزمن هو نهايات القرن التاسع عشر بين عامي 1896 و 1900.

     

    الرواية متعددة الأبطال حيث لا توجد بطولة رئيسية ، لكن الشخصية المحورية في الأحداث هو (أنطونيو كونسيلييرو) الملقب ب (المرشد) ، ذلك الشخص الذي يظن في نفسه قديسا خليفة للمسيح في هذا الزمن  ، بعث ليحارب الشيطان الذي يتوهم أنه آتي إلى البرازيل في صورة الجمهورية التي قامت بعد سقوط الملكية ، و الذي يقوم بتحويل (كانودوس/بيلومونته) إلي أرض ميعاد مقدسة (القدس/أورشليم) جديدة تهيئة لها للظهور المزعوم للملك (دوم سباستياو) لقيادة المؤمنين بالمسيح علي الطريقة الكاثوليكية لمحاربة الشيطان و أعوانه من الجمهوريين و البروتستانت و الملاحدة الجديدة و إندحارهم جميعا و إنتشار العدل و الرخاء بين الناس تهيئة ليوم القيامة و إنتهاء العالم في عام 1900.

     

    و في الجانب الآخر يآتي (جاليليو جال) ، الثائر الإسكتلندي الفوضوي الملحد ، الكاره لكل الحكومات و المعادي لكل السلطات سواء كانت سياسية أو دينية ، المحارب للظلم و القهر ، الهارب من أوروبا - لمطاردة السلطات له - إلي البرازيل ، الذي - وعلي الرغم من كونها النقيض لبعضهما البعض تماما - ينبهر بشخصية المرشد و تحديه السافر للسلطات السياسية و الدينية ، و تكوينه لمجتمع لاطبقي في (كانودوس / بيلومونته)، حيث الكل فيه سواسية بلا فروقات ، و حلمه أن يري هذا المجتمع بأم عينيه لكي ينقله إلي بقية أنحاء العالم .

     

    و الصحفي ، ذلك الشخص الجيان الرعديد ، الذي يتحرك دائما بناءاً علي مصلحته الشخصية ، المعاصر للأحداث منذ بدايتها و حتي نهايتها تقريبا ، و الذي يروي جزء كبير منها.

     

    و البارون (كانا دي برافا) ، ذلك الأرستقراطي من عهد الملكية البائد ، الوزير في عهد الملك ، السياسي البارع المحنك و صاحب أكبر الأملاك في ولاية (باهيا) .

     

    و أيضا العقيد (موريرا سيزار) بطل الحرب ضد الجارة (بارجواي) ، و قائد الكتيبة السابعة في الجيس الإتحادي البرازيلي التابع للحكومة المركزية ، صاحب الأمجاد ، المعادي للملكية البائدة و الملكيين ، الكاره للسياسة و السياسيين و الأحزاب السياسية و ألاعيبهم ، المؤمن بجمهورية ديكتاتورية يحكمها أو يسيطر علي مقاليد الحكم الفعلي فيها و يحميها الجيش ، و يبدو هنا - ولا عجب - أن أفكار العسكريين في الدول التي تقوم بتحولات ديمقراطية يتشابه إلي حد يقترب من التطابق.

     

    و يوجد أيضاً العديد من الشخصيات المهمة الآخري من أمثال (أبوت جواو) و (باجو) و ( بدراو) و (جواو الكبير) قطاع الكرق و اللصوص السابقين الذين يتحولون إلي حواريي المسيح المزعوم ، ومعهم (أنتونيو فيلانوفا ) التاجر الذي يتحول ما يشبه محافظ ل (كانودوس / بيلومونته) و يتولي تنظيم و تدبير أمور السكان المتوافدين إليها ، و غيرهم أيضا.

     

    يرسم يوسا بمهارة و إبداع كيف يمكن تحويل مجتمع من المؤمنين بقضية ما سواء كانت دينية أو قومية  إلي مجموعة من المهاويس المتعصبين بشدة المنومين مغناطيسيا لإتيان أي أفعال - مهما بدت متهورة أو دنيئة - تبدو في نظرهم طبيعية بل و واجبة أيضا و تخدم الهدف الأسمي الساعين إليه.

     

    لدي يوسا مهارة فائقة في الإمساك بتلابيب و تفاصيل كل شخصية من شخصياته ، و بالرغم من كثرة عدد شخصيات الرواية ، إلا أن كلا منهم مرسوم بشكل دقيق و منفصل و لا يتداخل مع غيره بالرغم من كبر حجم الرواية ، و يظل أثره ظاهرا حتي نهاية الأحداث.

     

    السرد أيضا نقطة آخري مميزة جدا لدي الكاتب ، فيمتاز لديه بالسلاسة و السهولة و ترابط و تماسك أحداث الرواية الطويلة للغاية و عدم ترهلها أو هروبها من بين يديه و إنفلات عقدها

     

    إيقاع الرواية أكثر من رائع ، فهو سريع عندما تحتاج الأحداث إلي السرعة ، و هادئ عندما يحتاج إلي الهدوء.

     

    الرواية أكثر من رائعة و أرشحها بشدة لمحبي الروايات.

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    التاريخ على امتداده قد يُفسَر بصراع ثوارٍ و ملوك ..

    ثوار يحملون مبادئ العدل و المساواة و الحرية ، و ملوك تتمثل فيهم صور الظلم و الاستبداد و القهر ..

    قد تجد ثائراً يتحول لصفوف الملوك المترفين ، فما الثورة بالنسبة له إلا ثوب يتدثر به للوصول للسلطة ، و هؤلاء ما أكثرهم! .. و قد تجد أيضا في الملوك ملكاً انحاز للثورة ليُعلي معانيها ، و هؤلاء ما أندرهم!

    أهل الثورة غالباً يُؤتَون من قِبل أنفسهم ، فكم من ثورات في التاريخ القديم و الحديث قامت و أحدثت تغيرات لكن سرعان ما فشلت بعد فورة نجاح!

    قد يبدأ شرارة الثورة رجل قائد فذ ( المرشد) .. أو قد يدفع إليها استبداد و قهر فاض بالناس .. للثورة أسباب كثيرة .. و تنجح الثورة في الغالب حين يجتمع تحت لوائها مؤمنون صادقون بمعانيها ذوو عقيدة صلبة يتحملون في سبيلها كل الويلات..

    الأيدلوجيات المختلفة بين الناس قد تجتمع في وقت ما لتحقيق غاية واحدة بعد أن يتفقوا على تنحية خلافاتهم جانبا ، و الاتحاد في ثورة يتفقون جميعهم على أهدافها .. هذا الاتفاق سرعان ما يزول عند اقتسام كعكة الثورة .. هذا الصراع لا ينتهي كما لا تنتهي تقلبات الزمان

    من دروس التاريخ المهمة أيضا أن إشعال نار الثورة أسهل ما يكون، لكن الحفاظ عليها متقدة صعب .. الصعوبة قد تعود لتكالب أعداء الثورة ، و لكن سبب اندحار الثورات الأول هو خذلان أهلها لها بعد حين ( قوة في الثورة .. عجزٌ في حراستها)

    ---- رواية يوسا تحاول بتسليطها الضوء على فترة من فترات التاريخ أن تُجلّي لنا هذه المعاني و غيرها ---

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1
المؤلف
كل المؤلفون