التاريخ على امتداده قد يُفسَر بصراع ثوارٍ و ملوك ..
ثوار يحملون مبادئ العدل و المساواة و الحرية ، و ملوك تتمثل فيهم صور الظلم و الاستبداد و القهر ..
قد تجد ثائراً يتحول لصفوف الملوك المترفين ، فما الثورة بالنسبة له إلا ثوب يتدثر به للوصول للسلطة ، و هؤلاء ما أكثرهم! .. و قد تجد أيضا في الملوك ملكاً انحاز للثورة ليُعلي معانيها ، و هؤلاء ما أندرهم!
أهل الثورة غالباً يُؤتَون من قِبل أنفسهم ، فكم من ثورات في التاريخ القديم و الحديث قامت و أحدثت تغيرات لكن سرعان ما فشلت بعد فورة نجاح!
قد يبدأ شرارة الثورة رجل قائد فذ ( المرشد) .. أو قد يدفع إليها استبداد و قهر فاض بالناس .. للثورة أسباب كثيرة .. و تنجح الثورة في الغالب حين يجتمع تحت لوائها مؤمنون صادقون بمعانيها ذوو عقيدة صلبة يتحملون في سبيلها كل الويلات..
الأيدلوجيات المختلفة بين الناس قد تجتمع في وقت ما لتحقيق غاية واحدة بعد أن يتفقوا على تنحية خلافاتهم جانبا ، و الاتحاد في ثورة يتفقون جميعهم على أهدافها .. هذا الاتفاق سرعان ما يزول عند اقتسام كعكة الثورة .. هذا الصراع لا ينتهي كما لا تنتهي تقلبات الزمان
من دروس التاريخ المهمة أيضا أن إشعال نار الثورة أسهل ما يكون، لكن الحفاظ عليها متقدة صعب .. الصعوبة قد تعود لتكالب أعداء الثورة ، و لكن سبب اندحار الثورات الأول هو خذلان أهلها لها بعد حين ( قوة في الثورة .. عجزٌ في حراستها)
---- رواية يوسا تحاول بتسليطها الضوء على فترة من فترات التاريخ أن تُجلّي لنا هذه المعاني و غيرها ---