اقتباسات من رواية مم وزين

و بدأت الروح ترقب في شوق ولهفة شيئا واحدا .. وهو الانطلاق لا من زنزانة السجن إلى الدنيا .. ولكن من قفص ذلك الجسم إلى الرحاب التي هيئت لها !!

أيها العاشق الذي أفقده الشوق صبره وقراره... يبدو أنك مثلي فيما أقاسيه من ألم واحتراق...

إذن فقم من مكانك هذا الذي سئمته إلى حيث تنتظرك عروسك....

قم فقد آن أن تذوق بعد هذا الذي عانيت نعيم الوصال....قم... فإن شمعتك مثلك في الانتظار...تقاسي مثل ما تقاسيه جوانحك من نار الاصطبار.

حسبك مثلي ذوبا واحتراقا... وكفاك مثلي دموعا وتسكابا...

اجمل رواية قرأتها مدى حياتي

إن ذلك النور الذي ضاع وراءه فلبك...هوذا أمامك اليوم.. فلتترام في أذياله كما تفعل الفراشة الملتاعة إذ تنثر روحها على أذيال اللهب

أيها الساعي طالما أتعبت قدميك ابتغاء الوصول الى هذا المطاف...

أيها السالك كم أظمأت كبدك قصدا الى الطواف..

لقد قدر الله لك كل ذلك في سهولة وحققه من أجلك في يسر

ها هي ذي كعبتك قد سعت نحوك وها هو ذا مطاف قد تدانى اليك

أيها العاشق السعيد...قم لتطوف وتلتزم...وتقبل وتستلم...

أيها العاشق الظمآن...قم, فالكأس مترعة..وخمرتك في الانتظار...

ما أشد خوفي من أن يكون الدهر قد انطوى على آخر لقاء بيني وبين إنسان قلبي وقرر أن يحرمني حتى من مشاهدته والاطمئنان عليه

الشوق نارٌ في الفؤاد لا تزيده النصيحة إلا اتقاداً

لا تنسَ أيها الصبا أن تعود إليّ بغبار من تراب ذلك المكان، عُد إليّ ولو بقليل منه، فإن في ذراته رائحة قلبي وبلسم دائي

الكون كُله منذ فجر الحياة مسرحٌ للصور المتضادة و المظاهر المتناقضة

لمستْ قلبه لمسةً بعثت فيه برداً من الراحة والهدوء

ما أهنأ إلى قلبي التعذيب ما دمتُ محاطاً بخَفِيِّ رحمتك ولطفك

قم فقد آن أن تذوق بعد هذا الذي عانيت نعيم الوصال

ما أعذب الصبر .. ما دمت أستمتع بهديك الذي يشع في روحي , و ما أسهل هذا الظلام ما دمت أجد بين ضلوعي نورك الذي يؤنسني , و ما أهنأ إلى قلبي التعذيب ما دمت محاطا بخَفِيِّ رحمتك ولطفك .

ولم يطبق جفنيه على هذه النظرة والكلمات التي قالها إلا وسرت إلى نفسه روح جديدة أخذت تمتد من وراء ضلوعه كما يمتد لسان من النور المتوهج بين تلافيف الظلام ، ولمست قلبه لمسةً بعثت فيه برداً من الراحة والهدوء , واضمحلت تلك الوحشة القائمة من حوله في روحٍ من الأُنس الغريب

فلله مني ما شاء من قبول بحكمه و رضىً بقسمته