اقتباسات من رواية شقة الحرية

أن التاريخ من صنع الشجعان. ولكن ماذا بعد الوهلة الأولى؟ غالباً، يموت الشجعان، ولا يبقون ليصنعوا التاريخ. غالباً، يبقى الجبناء ويسرقون التاريخ.

“أحسنت! أنت لا تفهمني و أنا أفهمك. كفوا عن هذا الكلام السخيف عن أمة عربية واحدة. تذكروا الطالب السوداني الذي نشلت محفظته و هو يهتف لوحدة وادي النيل فغير رأيه و هتف: "مصر و السودان عشرين حتة!". هذه حالنا. عشرين حتة!”

“ هناك القدرة على استخلاص الجوانب الفكاهية في كل موقف، بالاضافة الى الجوانب المأساوية، في إدراك فطري أن الفكاهة لا تختلف عن المأساة. وهناك الحساسية المفرطة في التعامل مع كل شيء: ردود فعل الآخرين، النقد، الإطراء، والمرأة. أوه! المرأة بالذات!”

“هكذا يعيش المتجمع البورجوازي، على الكذب والتناقضات. يدرسونك في المدرّج أن عقوبة تهريب المخدرات هي الإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة ويبيعونك المخدّرات على بعد خطوات من المدرّج

-نعم غلطة فظيعة. لن أغفر لنفسي ابداً. لعن الله الشيطان.

- الشيطان؟ وما دخل الشيطان؟ أنت تنبسط وهو ينلعن!

الأدب الذي يفقد كلّ صلة بالواقع يصبح مجرد هلوسة.

خطر بباله ان الأحزان المتراكمة في قلب النيل عبر العصور لوّنت ماءه. النهر أوسع بكثير مما كان يظن، وأجمل بكثير. الحياة على ظهر النهر لا تنقطع. أشكال وألوان من السفن والقوارب تروح وتجيء. أصداء أغنية هنا، وضحكة هناك. شعر انه يلتحم بالتاريخ. لا يجلس بقرب مجرى ماء وإنما على عتبة الحضارة. عندما انسكبت ضفائر الشفق تحوّلت المياه الرمادية، في لحظات، الى قرمزية. شعر بطمأنينة غريبة تزحف الى أعماقه وتطرد مشاعر الوحشة.

موهبته الحقيقية الوحيدة هي الثورة. إن دخل التاريخ فلن يدخله إلاّ ثائراً. إن كان سيغيّر العالم الى عالم أفضل فليس أمامه من سبيل سوى العمل الثوري.

جاء الجرسون، وقالت له ليلى ببساطة: ‫— اثنين بيره من فضلك ‫بدت الدهشة على وجه فؤاد ثم فتحت حقيبة يدها وأخرجت علبة «كنت» وقدّمت له سيجارة، وأشعلتها، ثم أشعلت سيجارتها، ونفثت الدخان لاحظت دهشته فضحكت: ‫— ايش فيك؟ ليكون اخوانجي؟! ‫هل أصبح كلّ الذين لا يدخنون ولا يشربون هذه الأيام من «الإخوانجية»؟! أجابها: ‫— لم أتعوّد على السجائر ولا على البيرة ‫ثم استدرك: ‫— إلاّ في المناسبات الخاصة ‫— وهذه، بطبيعة الحال، مناسبة خاصة؟ ‫— بطبيعة الحال! ‫سرعان ما اتضح لفؤاد أن الشاعرة التي تجلس أمامه تعتبر نفسها زعيمة التحرّر النسائي في الكويت وقد شاركت في حادثة حرق العباءات الشهيرة

هل يصنع التاريخ الشجعان أم يصنعه الجبناء؟ الحسين أم يزيد؟ يبدو، للوهلة الأولى، أن التاريخ من صنع الشجعان. ولكن ماذا بعد الوهلة الأولى؟ غالباً، يموت الشجعان، ولا يبقون ليصنعوا التاريخ. غالباً، يبقى الجبناء ويسرقون التاريخ. الجنود الشجعان وقود المعارك والقادة الجبناء أبطالها. هل هذه حقيقة تاريخية؟ من يدري؟

‫— تذكر هذا يا ابني. الضعف هو أبو الثورات. لا الاستبداد. ولا الجوع.

‫خرج قاسم وقد أضاف إلى حصيلته الفكرية حكمة جديدة كلما فكّر فيها ازداد إيماناً بصدقها. الضعف هو أبو الثورات.

❞ غالباً، يموت الشجعان، ولا يبقون ليصنعوا التاريخ. غالباً، يبقى الجبناء ويسرقون التاريخ. ❝

❞ هل لمكان آخر في العالم المكانة نفسها التي تحتلّها فلسطين في قلبك؟ ❝

❞ غير أن هناك شيئاً واحداً لن يفعله أبداً وهو التعامل مع المحترفات. رغم الأوصاف الشهيّة. رغم القصص الكثيرة التي سمعها. بعضهن صغيرات، طيبّات، مهذّبات، لا تكاد تفرّق بينهن وبين البنات العاديّات. ولكنه يعرف انه لا يستطيع أن يُحب جسداً يباع ❝

❞ الضعف هو أبو الثورات ❝

❞ عواطف الجماهير كالزئبق لا تثبت على حال ❝

❞ لا يجلس بقرب مجرى ماء وإنما على عتبة الحضارة ❝

❞ ان الأحزان المتراكمة في قلب النيل عبر العصور لوّنت ماءه. النهر أوسع بكثير مما كان يظن، وأجمل بكثير. الحياة على ظهر النهر لا تنقطع. ❝

❞ المدينة الجميلة الكبيرة ليست سوى فراغ هائل مفزع ❝

احياناً يُعجب من الذين ينامُون بمُجرد إلقاء روؤسهِم على الوسادة ، ❞ ويغبطهم. ألا يوجد ما يقلقهم؟ ألا يفكرون في شيء؟ ❝

#أبجد

#شقة_الحرية

#غازي_القصيبي