اقتباسات من رواية السقا مات

إياك أن ترهب إنسانا لمظهره ومنصبه.. إياك أن تروع بتلك الألقاب وتلك الثياب.. إنها مهما ضخمت فلن تحوي في طياتها سوى بشر، ومهما ضخم البشر.. فمآله إلى جيفة نتنة..كهذا الكلب

ليس هناك أحقر من البشر ولا أغفل. أهناك أشد غفلة من مخلوق يغفل عن نهايته؟

‫ أهناك أكثر غفلة من مخلوق يوقن من نهايته ولا يعتبر بها؟

‫ هذا هو الموت يا صاحبي، وهؤلاء هم البشر.

‫ نهاية طبيعية.. لمخلوقات غير طبيعية.

إياك أن ترهب إنسانًا لمظهره ومنصبه.. إياك أن تروع بتلك الألقاب وتلك الثياب.. إنها مهما ضخمت فلن تحوي في طياتها سوى بشر

«كنت أشيعها في كل جنازة أسير أمامها.. وكنت أراها في كل ميت أواريه الثرى، إني أحس بمتعة من تشييع الجنازات.. فهي تقربني إليها وتمتعني برفقتها وذكراها وتهون على نفسي مسألة الموت. وتعدني لاستقباله غير وجل ولا هياب.. وعندما تهون على الإنسان النهاية.. تهون الحياة».

هذه الصخرة الجامدة أبقى على الأرض من هذا الرأس الحي المفكر.. هذا الحجر الجامد الصلد أثبت في موضعه من صدر الحسناء المكتنز بالحياة.. الصائر إلى ضمور المنتهي إلى فناء. هذا الينبوع البارد الجاري في الوهاد أكثر استمرارًا في التدفق من الدماء الحارة الجارية في العروق الصائرة إلى جفاف وجمود.

كل ما على الأرض أبقى من الحي.. وبقايا الحي.. ومخلفات الحي.

‫ كم اختال عليها من قبلنا كل مختال فخور.. وكم مشى على ظهرها مرحًا كل منتفخ الأوداج مغرور.. وكم تثنت عليها الغيد وتمايلت الحور.. فأين ذهب المختال وراح المغرور؟ وأين صارت الغيد وآلت الحور؟!

هناك أحقر من البشر ولا أغفل. أهناك أشد غفلة من مخلوق يغفل عن نهايته؟ أهناك أكثر غفلة من مخلوق يوقن من نهايته ولا يهيئ نفسه لها؟

هوا فيه حاجة بتذل الإنسان وتستعبده أد رغباته؟ رغبته في النسا بتذله وبتخليه يجري وراهم ويسترضيهم. ورغبته في المال بتذله لجمعه والحرص عليه، ورغبته في الأكل بتذله لبطنه. هوا فيه درع يعين الإنسان على الحياة.. قد الزهد؟ هو فيه أقوى في الحياة من إنسان غلب رغباته وقتل مطالب جسده؟ دا يبقى الإنسان الحر اللي يقدر يدوس على الحياة بجزمته..

هوا فيه حاجة بتذل الإنسان وتستعبده أد رغباته؟