اقتباسات من رواية بعد الغروب

وبعد فإن هذا المتمرن لم يولد متمرنًا ولك من شبابك قوة وفسحة تكسبنا وإياك الخير والبركات.

كل شيء يبين على الوجوه!!! الوجه مرآة يا سيدي!

كل شيء يبين على الوجوه!!! الوجه مرآة يا سيدي!

آه يا أبي!! لقد أردت أن تصنعني بيديك أنت كما تشاء، فأنزلتني من سماء الشعر وأخرجتني من جنة السحر في عالم الأدب ثم دفعتني إلى المعمل حيث المخبار والسحاحة، وإلى الحقل حيث الزروع والآفات، فأخرجت مني مسخًا مشوهًا لا هو الزارع ولا هو الأديب، من أجل ذلك يا أبي لم تتسع لي مداخل الحياة!

كانت إرادتي نهبًا بين حاجتي وحيائي، يتجاذبانها فيما بينهما كما تشد خيطًا من المطاط بين ذراعيك فيمتد ثم ينقطع متى فرغت طاقته ..

فأصبحت لا أنظر إلى الأجر والعمل على أنهما وحدة متصلة، بل أصبحت كفة الأجر عندي أكثر رجوحًا .. أريد المال .. نعم، كل جارحة من جوارحي، وكل ناحية من نواحي نفسي تعج وتتنزى .. أريد المال لأنقذ الأسرة.

إن شمعة شبابك الموقدة قد تفتحت عليها نوافذ الملذات .. وعبث الهواء بشعلتها مدعاة إلى سرعة احتراقها

عجيب يا أخي أن يتحد وقع الحوادث على قلوب الناس وأن يختلف كل في طريقة التعبير عنها.

إننا في كل مراحل حياتنا أطفال، تلهينا اللعب، غير أنه لكل سن لعبة.

ماضي المتعثرين في حبائل الحظ خير من مستقبلهم، لأنه ماض قد وقع وانقضى، وفرغنا من الإحساس بآلامه إلا من الذكرى، أما المستقبل .. فياله من شبح!

وتركنا العلم لمن يخدم العلم، وهم أحد رجلين: إما مستغن، وإما زاهد.

ولا تسل يا بني عن حال رجل مضطرب البال في بيته وعمله، والبيت دنيا صغيرة مستقلة عن دنيانا نلجأ إليه آخر النهار نطلب فيه راحة وسكنا، فإذا كان غير مريح لسبب من الأسباب كان سعيره أشد من سعير جهنم،

وأشق شيء على النفس أن تسير في طريق رزقك حذرًا تتلفت وتتوقع مع كل خطوة أن تحل بك كارثة. هناك لا يستقيم لك السير ولا تأمن سوء المصير

فقد كان سلطان الكلام مستوليًا عليه حتى انساه كل ما حوله

ولقد كنت وأنا في مثل سنك مشغوفًا بالقراءة حتى ظننت أن الحياة عدة محاضرات يطالعها المرء فيعرف كيف يحيا حياته، ولكني فجعت في خيالي هذا يوم أن ولجت أبواب العمل فأدركت أني كنت أتعلم السباحة على رمل أو حصير

الآلام يا بني تملأ الحياة فلا تفتش عنها في صفحات الكتب،

إن الأزهار الطبيعية تملأ الرياض ولكن الإنسان الذي جبل على محاكاة كل شيء صنع أزهارًا من الورق

وكثيرًا ما يرسل إليك إشعاعًا من الضحك لأنه يضحك لا لشيء فتضحك أنت لأنه يضحك، ثم ما تلبث أن تحس بعد قليل أنك تضحك من قلبك كالمتناعس الذي يأخذه النعاس

وإذا تكلم هدر وخرجت الكلمات منه متتابعة متلاحقة يجري وراءها السمع والذهن فلا يلحقانها إلا بمشقة وجهد

وإذا تكلم هدر وخرجت الكلمات منه متتابعة متلاحقة يجري وراءها السمع والذهن فلا يلحقانها إلا بمشقة وجهد