اقتباسات من كتاب رسائل من التابعين

‫ قال يحي بن معاذ: ليكنْ حظُّ المؤمن منك ثلاثاً:

‫ إن لم تنفعه فلا تضرُّه، وإن لم تُفرحه فلا تغمُّهُ، وإن لم تمدحه فلا تذمُّه!

‫ يا صاحبي: كفُّ الأذى عن النَّاس عبادة!

‫ إن لم تستطعْ قول الحقِّ فلا تُصفِّق للباطل!

‫ وإن لم تستطع أن تجاري التَّصرف النَّبيل فلا تنتقص منه،

‫ وان لم تستطع أن تزاحم الطائعين فلا تقع فيهم،

ولكن قُلْ: الحمد لله الذي سخرني لقضاء حوائج النَّاس!

يا صاحبي: ليس الخوفُ أن يحرمكَ اللهُ وأنت تُطيعه،

‫ وإنمَّا الخوفُ أن يعطيك وأنت تعصيه!

إنَّ صاحب الحاجة فيه انكسار نفسٍ فرممها بأدب العطاء،

‫ فإنَّ إراقةِ كرامة إنسانٍ هي كإراقةِ دمه!

بعض المعارك استمرارها متلفةٌ للأعصاب فتعلَّم الانسحاب،

بعض النَّاس لن تحبَّهم ولو أعطوك الدُّنيا،

‫ وبعض النَّاس لن تكرههم ولو نشروك بالمناشير!

‫ سبحان من جعل للقلوب أسراراً لا يدركها العقل،

‫ وللمشاعر أسباباً لا تخضع للمنطق!

الودُّ بالودِّ، والزُّهد بالزُّهد!

‫ زِنْ كلَّ إنسان بالشَّيء الذي وزنكَ به لا أقلَّ ولا أكثر!

إن الحُبَّ بالمودَّة لا بالمدَّة!

‫ وإنَّ الأثر بالعمق لا بالكثرة!

‫ وإنَّ اللَّهفة لمسةٌ عُلويَّةٌ لا تُباع ولا تُشترى،

‫ وإنَّ الأُنسَ أن يركبَ ضلعٌ على ضلعٍ!

يا صاحبي: قد لا يملكُ الإنسان قلبه،

‫ ولكن من العيبِ أن تهون عليه كرامته!

‫ ومن أجملَ ما قالتِ العربُ: عزّ نفسكَ تجِدْها!

‫ لا تتسوَّل الحبَّ، فإن النّاسَ لا يحبُّون من لا كرامة له!

❞ حيثما وجدتَ قلبك فألقِ رَحلكَ فهذا موطنك! ❝

كم من حيٍّ يعيشُ بين النَّاس وهو يحمِلُ جنازته!

❞ لكلِّ شيءٍ ثمن، فلا تطمحْ للحصاد ما لم يكن لكَ زرع! ❝

‫ يا صاحبي: كما تمشي على رؤوسِ أصابعك كي لا تزعج نائماً،

‫ امشِ على رُؤوس كلماتكَ كي لا تكسر خاطراً!

انكسر لله على سجَّادة صلاتك، اِبكِ ولا تتجلَّد على ربِّك،

‫ ثمَّ امسحْ دموعك، وخبِّئ جروحك، واخرُجْ بهيًّا للنَّاس!

‫ اليهوديُ يخبرك دوماً ماذا فعل النَّاس به، ولكن لا يخبرك لماذا!

‫ للأسف على ما يبدو أنَّ هذه الخِصلة ليست حكراً على اليهود!

‫ اليهوديُ يخبرك دوماً ماذا فعل النَّاس به، ولكن لا يخبرك لماذا!

‫ للأسف على ما يبدو أنَّ هذه الخِصلة ليست حكراً على اليهود!

الذُنوب ثقوب الرُّوح، فَارْتَأ ثقوبَ روحك!

في سير أعلام النُّبلاء: كان مسعود الهمذانيُّ كثيرَ العفو عن النَّاس،

‫ وإذا جاءه من يعتذر منه، قال له: الماضي لا يُذكر،

‫ فلما مات رُئِي في المنام، فقيل له: ما فعل اللهُ بكَ!

‫ فقال: أوقفني بين يديه وقال: يا مسعود الماضي لا يُذكَر، خُذُوه إلى الجنَّة!

في كتابِ أدب الدِّين والدُّنيا للماورديِّ:

‫ قال الحسنُ البصريُّ لطلابه: كم يداً عقرتِ النَّاقة؟

‫ فقالوا: يدٌ واحدة!

‫ فقال: أليس قد هلكَ القوم جميعاً برضاهم؟!

‫ يا صاحبي: الرَّاضي بالظَّلم كفاعله!

إنَّ الله تعالى لم يُطالبنا بالعِصمة، وإنَّما طالبنا بالتَّوبة