اقتباسات من رواية فوق رأسي سحابة

"كُفَّ عن النعيق"؛

وددت أن أحتضنها، لكنني خفت من ردة فعلها أمام تجاوز المسافات. لا أعلم كيف يواسون بعضهم بعضًا بغير تلك الضمة؟! الضمة التي تمسك بالقلب وتمنعه من السقوط.

لاب داب لاب داب لاب داب. هناك حقنة أخيرة ستريحك من كل هذه الآلام،

وددتُ أن أخبر المحقق الغبي أن هناك آلاف القتلة لم يطلبوا الغفران من ضحاياهم، وأنهم ربما تقلدوا المناصب وحكموا دولًا ضاربين أعداءَهم وأولياءَهم بالعصا نفسها. ولم يُشِر التاريخ بإصبعه إليهم ليقول: "هؤلاء قتلة!" لكنها ستبدو فلسفة فارغة. محاولة خائبة لعقد مقارنات لن تهم البشرية في شيء. البشرية التي جاءت من نسل قاتل لا مقتول!

مع الوقت نفدت دموعي، وصار الوقت علاجًا سحريًّا. فما خشيته بالأمس صرت أنتظره اليوم.

ألا تعلم أن الموتى أيضًا قادرون على القتل!

نظرت إلى المحيط، يبدو ساكنًا رغم كل ما يعتمل داخله، ميتًا أحيانًا على الرغم من كل السنوات التي عاشها.

أتعجب من قدرة الإنسان على التكيف، ككائن هلامي كلما وضعوه في إناء أصغر، اقتطع جزءًا من جسده، وألقى به بعيدًا ليعيش، دون أن يبكي على أجزائه الكثيرة المقطوعة، يتحسس المكان الجديد الضيق بشغف أنه لا يزال حيًّا. والأهم أنه لا يزال قادرًا على العيش.

عارفة يا ماما.. أنكِ هتموتي انهاردة.

أتعجب من قدرة الإنسان على التكيف، ككائن هلامي كلما وضعوه في إناء أصغر، اقتطع جزءًا من جسده، وألقى به بعيدًا ليعيش، دون أن يبكي على أجزائه الكثيرة المقطوعة، يتحسس المكان الجديد الضيق بشغف أنه لا يزال حيًّا. والأهم أنه لا يزال قادرًا على العيش.

❞ لا يمكن للموتى أن يؤذوا الأحياء. وهذا أفضل شيء في الموت. ❝

كومة تهتز للأمام والخلف في حركة آلية بلهاء، كفرع شجرة تحركه الريح، تذكرت نزولي كل يوم من البيت بعد وفاة أبي.

يخطفني قابيل من الدنيا أو لعله يغمسني فيها مُرددةً خلفه: "زدني".

لم يرفع هابيل عينيه نحو جسدي. أَلِفتُه زاهدّا فيه وفي الدنيا. أما قابيل فكان له عينان عاشقتان تغمزان لي فأنصهر داخل ابتسامته المرحة.

هكذا الأشياء المتفردة ترحل سريعًا وتبقى بلا اسم.

عد كاسات بلا عدد، رأيت الصخرة الضخمة، الأرض الواسعة، جسد البنت البَضّ الناعم داخل جلد حيوان خشن. الأرض/ الزنزانة خالية من وجوده. أبكي رحيله المفاجئ. معه وحده لا أبحث عن جسدي، لا يشغلني الألم والمتعة. فقط، أبحث عنه كأنه كل ما أملك، أو كل ما

إنك الآن حي ومبتسم!

أدمنت المهدِّئ الذي يخلق قابيل بين عينيَّ. صنعت منه توليفة أخرى؛ ثلاثة أقراص وكأسين من "الساكي". أغيب به في عالم آخر. أستعيد اللحظات التي مرقت بيني وبينه كأنها حلم وددت ألا ينتهي.

‫ - تومودا سان ستموت قريبًا. يكفي هذا.

همس قابيل في أذني:

‫ - لقد قتلت من أجلكَ!

‫ - من أجلي أنا؟!

علمت يومها أن خالي محصن ضد الخطأ،