اقتباسات من رواية عابرون : من وقائع تحقيقات عربة القهوة

❞ «من دون الحُب… كلُّ الموسيقى ضجيج، كل الرقص جنون، كل العبادات عبء». ❝

❞ أغمِض عينيك وأعِدِ المحاولة،

⁠‫الكهفُ ظلام، وأحلامه ثرى،

⁠‫خيالات كاذبة لأجسادٍ تمنع عنك الحرية.

⁠‫حطِّم القيود والتفت،

⁠‫الضوء يأتيك من يوم جديد. ❝

وتمرُّ الأعوامُ والسنون، فتُصبح صورتها في المرآة مُثقلة بهما، فلا تستطيع فَهم الصورة، ولا تستطيع ربطها بأحلامها الملوَّنة بلونِ الشباب.

وكلَّما لوَّنَتْ حُلمها بألوان التمنِّي بدَا الواقِع أكثَر وَحْشةً، وفرصة وجود حبٍّ حقيقي باتت غير واقعية.

ما قيمة حُلم معدوم الألوان؟ يغرق المرء في الحلم ليستعينَ بألوانه على تجرُّع قَتامة أيَّامه، فما قِيمة حُلم يُغرقك في انعدامِ اللون والأمل؟

فقد احتفظت بخيال خصب وحوار داخلي لا يخلو من السخرية وخِفة الظل، وكأنها تستعيض بنفسها عن ضمور جذورها في هذا الكون ووحدتها فيه

فقد احتفظت بخيال خصب وحوار داخلي لا يخلو من السخرية وخِفة الظل، وكأنها تستعيض بنفسها عن ضمور جذورها في هذا الكون ووحدتها فيه

صار راضيًا قانعًا كأنه فاز بالسباق الأوحد في ملكوته، وجائزته البقاء.

فقد اعتادت أن تعيش وسط أحلام يقظتها كثيرًا.. لقد ألَّفَت ذلك الحوار الخاص الذي كانت تديره بين ثنايا عقلها ولم يعلَم به أحد. ربما ألَّفته لأنَّه حوار خاصٌّ لم يُنازعها فيه أحد، فكان الشيء الوحيد الخاص بها.

تساءلت في صمتٍ عن معنى انقضاء يوم من حياتِها، وهي جالسة على مِقعدٍ خشبيٍّ بجوار خط السكة الحديدية في انتظارٍ. هو يوم مضى ولن يعودَ، يوم ذهَب فانتقص يومًا من شبابِها..

في الكونِ حولنا هناك مَن هُم على سفرٍ دائم، بل نحن جميعًا رُكَّاب ذلك القِطار، نترجَّلُ منه فقط عند اكتمال رحلتنا.

أُريدُ لك ما أُريده لنفسي، أُريدكَ أن تَحْيا وتُدرك ما تَحْياهُ.

ففي عُرْف الصراع العالمي، تخبو قيمة أشياء كثيرة، على رأسها البشر. لا توجد إرادة حرة حين يتساوى في الصراع القاتل والمقتول.

‫ إلى تلك الأرواح التي تجوبُ الكون ساعةً من الزمان وعمرًا في الأحلام.. كُنتم دومًا روح قلمِي فلا تكفُّوا عن الحُلمِ وإن كان ساعة في «عُمْر» الحقيقةِ

أقوى المشاعر هي تلك التي تأتي بلا غلافٍ ولا تجميلٍ. لحظة صِدْق قادرة على مداواة أعمَق الجُروح.

أن الحب لا يُفلح إلا إذا ترك عقله ونظرياته خارج الباب، ودخل إليها مُسَلِّمًا مشاعره.

عجيب أمر المرأة؛ تحزَن وتغترِب لأسبابٍ تُجافي المنطق، ثم يعاودها الشعور بالأمان دونَ دليل ملموسٍ.

نزلت دموعها رغمًا عنها.. لم تُخطئ من قبل، لكنها الآن تستعذب كل لمسة من يده. تشتاق لرائحته، وصدى صوته، ويخيفها أن كل يوم يمر يجعل وجوده في حياتها أمرًا واقعًا. وكل الأشياء الصغيرة التي تشتاق إليها باتت جزءًا من سلامها النفسي.

فضيلة الجميع منتقصة، ولكن مساحة التفهُّم تكاد تكون معدومة. إذا انكشف ستر أحد، تظهر ساديَّة الناس، ويبدأ الجلد دون رحمة، وكأنهم بجلد غيرهم يُصلحون فضيلتهم المنتقصة ويستترون على نقصهم بادعاء الكمال. ينسون أو يتناسون أنه لا أحدَ بمأمنٍ من الخطيئة، وأنه بين ليلة وضحاها قد تتدنس حياة أيٍّ منهم. وحين يحدث ذلك، لا ينفع الندم إلا في التعرُّف على الذات الحقيقية.

يعرف أنه فقَدَ فُتات الاحترام التي منحه الكونُ إياه، ولكنَّه ليس الجاني الوحيد، ربما هو الجاني الأقل ذكاءً والأقل حظًّا ولكنه ليس وحدَه.