اقتباسات من كتاب الزنبق في الحقل و الطير تحت السماء

❞ اليأس هو الذي يولد «الأمنية»، ولكن «الأمنية» هي اختراع البؤس. ربما توفر الأمنية عزاءً للحظة، ولكن عند الفحص الدقيق يمكننا أن نرى أنها لا تقدّم، في الواقع، أيّ عزاء، ولذلك نقول: إن الأمنية هي العزاء الذي يخترعه الإحباط. ❝

هناك في الصمت، يضع خططاً عظيمة لإعادة تشكيل العالم كله وجعله سعيداً، خططاً عظيمة لا تتحقق أبداً. لا، إنها تصبح بالتأكيد شعراً. هناك في الصمت، حيث يتأمل ألمه، يدع كل شيء ــ في الواقع، حتى المعلمين، الطير والزنبقة، يجب عليهما أن يخدماه بدلاً من تعليمه ــ ويجعل كل شيء يردد ألمه؛ وصدى هذا الألم هو القصيدة، لأن الصرخة ليست قصيدة على الإطلاق، لكن الصدى اللانهائي للصرخة في ذاته هو القصيدة

فحين يتحدث اثنان منا معاً، أو أكثر من ذلك، حين نكون عشرة أو أكثر، فمن السهل أن ننسى أننا أمام اللّٰه، ولكن الزنبقة، التي هي المعلمة، تكون عميقة، فهي لا تنخرط معك على الإطلاق! إنها تلتزم الصمت، وبصمتها تريد أن تُفهمك بأنك أمام اللّٰه، وأنه يتوجب عليك أيضاً أن تظل صامتاً أمامه بكل جدية وصدق.

بالنسبة إلى الزنبقة، المعاناة هي معاناة، لا أكثر ولا أقل. ولكن حين تكون المعاناة كذلك، فإنها تضيق وتتضاءل قدر الإمكان. لا يمكن أن تصبح المعاناة أقل، لأنها بالتأكيد كذلك، ومن ثم هي ما هي عليه. ولكن من ناحية أخرى، يمكن أن تصبح المعاناة أعظم إلى ما لا نهاية حين لا تصبح بالضبط أكثر أو أقل مما هي عليه.

بالنسبة إلى الزنبقة، المعاناة هي معاناة، لا أكثر ولا أقل.

الغابة صامتة. حتى حينما تهمس، فهي صامتة، والأشجار، حتى في الأماكن التي تكون متلاصقة، تحافظ على وعدها لبعضها بعضاً، وهو نادراً ما يفعله البشر، على الرغم من الوعود التي قطعوها لبعضهم بعضاً؛ بأن «هذا سيبقى بيننا»

بالمعنى العميق أن تجعل نفسك لا شيء، وتصبح لا شيء أمام اللّٰه، وتتعلم الصمت. في هذا الصمت تكون البداية،

فشيئاً منه على الأقل ــ شيئاً فشيئاً، وعلينا أن نتعلّم ــ هذه المرة ــ من الزنبق والطير الصمتَ والطاعةَ والفرح.

أن تكون إنساناً، كان علينا أن نتعلّمه، وإذا ما نسينا فعلينا أن نتعلّمه من الزّنبق والطير مرة أخرى.

أنت وحدك في العالم كله، أنت وحدك في محيط الصمت المهيب حقاً، وحيداً على نحوٍ تجعل كل شك وكل اعتراض وكل عذر وكل نزهة وكل سؤال؛ باختصار كل صوت، يتحول صمتاً في داخلك.

أنت وحدك في العالم كله، أنت وحدك في محيط الصمت المهيب حقاً، وحيداً على نحوٍ تجعل كل شك وكل اعتراض وكل عذر وكل نزهة وكل سؤال؛ باختصار كل صوت، يتحول صمتاً في داخلك.

القدرة على التزام الصمت هي فن عظيم،

في الألم تولد الأمنية

كلما كنت أكثر حضوراً لنفسك في الوجود اليوم، لا يكون يوم الشقاء غداً موجوداً بالنسبة إليك. الفرح هو الوقت الحاضر، مع التركيز الكامل على الوقت الحاضر.