اقتباسات من رواية دفتر اليعسوب

فأن تسأل كاتبًا لماذا تكتب، مثل سؤالك لطائرٍ لماذا يطير؛ أنا طائرٌ مشاغبٌ كثير الرّفرفة، وطالما وهبني الخالق أجنحةً، فمؤكّدٌ -إذن- أنني بحاجةٍ ماسّةٍ لاستخدامها، ولا أتوقّع أنَّ سؤال أحدهم لي عن سبب طيراني إذ ذاك سيكون شيئًا منطقيًا.‏

الدروب التي أقطعها طويلة.. طويلةٌ جدًّا، لا لشيءٍ سوى لأنني أمضي فيها وحيدة.‏

هكذا علَّمتني الحياة هنا؛ جارِ خصمكَ إلى أن تحصل على مُبتغاك،

هكذا علَّمتني الحياة هنا؛ جارِ خصمكَ إلى أن تحصل على مُبتغاك،

الأمور الواضحة -ورغم قسوتها أحيانًا- هي الأفضل للجميع.‏

الدروب التي نقطعها مُضطرين مُؤلمة، طويلة، لا تنتهي أبدًا.. ‏

فعلى الإنسان ألَّا يُقاوم لحظات انهياره بقدر ما عليه احتوائها،

الأشياء الجميلة دومًا تجيد الطفو على السطح، وفرحتكِ بها تجعلك تعمين عن رؤية رواسب الشر في الأعماق، أحيانًا لا ترينها وأحيانًا تتجاهلينها،

لا تتمني -أبدًا- أمنيةً قبل التفكير في عواقبها.‏

إنَّه صوت الكاتب الذي بداخلي، وصوت الكُتَّاب لا يكذب أبدًا.‏

لكنَّ الفراق يبقى فراقًا

دومًا الحلول المنطقية يرفضها القلب

ما أسهل أن تحكي موقفًا وما أصعب أن تعيشه!‏

- أنا لستُ آلة يا هذه، وأنا حتَّى لستُ إنسانة عادية ذات مشاعر وحسب، بل أنا كاتبة.. وينبغي أن تكوني كاتبة لكي تفهمي الطريقة التي نشعر بها.‏

وفي اعتقادي، لا يوجد أصعب من أن يختبر المرء قانونًا صاغه بنفسه ذات يوم. الأمر في صعوبته يشبه أن تُجبر أوَّل من صاغ عقوبة الإعدام شنقًا على اختبار شعور المعدومين بنفسه.. منتهى العبث!‏

ربما كان رحيلكم نعمةً لكم، لكنَّ المؤكد لديَّ أن بقائي حيَّةً ليس سوى لعنة كبيرة، انظروا إلى حالي وأطلقوا حكمًا عادلًا على وضعي دونكم.. أنا ميتة، لا تغتروا بهذا النفس الخادع الذي يسكنني، لقد رحلتُ منذ رحلتم، وجسدي العالق بهذه الحياة المملة يؤرِّق راحتي المنشودة في الحياة الآخرة.. لمَ لم يأتِ أحدكم لاصطحابي إلى اليوم؟ لمَ تأخرتم عني كل هذه المدة؟! أحتاجكم، أقسم أنني أحتاجكم وبشدة.‏

ما هو الأصعب برأيك؟ أن تغادر عالمك فجأةً دون حسبانٍ أو تخطيط، أم أن تجد نفسك في مكانٍ لا تعلم فيه أي شيء.. لا تعلم من الصادق ومن الكاذب،

فالخيانة مؤلمة.. ووحدها استطاعت هزيمة الرجل الذي لم يقدر يومًا على هزيمته أحد.‏

كلُّنا في الحبّ حمقى!‏

عندما يزوركِ ذاك الشعور، أرجوكِ اقتنعي به، اقتنعي به، وأسلمي أمركِ للرحيل.‏

‫ ‏- بالطبع سأفعل، حتمًا سأفعل؛ الأحمق وحده من يأتيه شعورٌ كهذا ويُنكره.‏