اقتباسات من كتاب والذين معه: الصحابة كما لم تعرفهم من قبل

ذاك أنَّه له في كلِّ قوسٍ سهماً وفي كلِّ طريقٍ خطوةٍ!

فأردتُ أن أرمي بسهمٍ، علَّ الله يجعله سبباً لمن يأتي بعدي فيرمي بالكنانة كلها!

ويا ليومِ هجرة عمر من مكَّة إلى المدينة، كان يوماً كشَّرتْ فيه سمة الحزم عن أنيابها، ذاك أن المسلمين كانوا يهاجرون سرّاً، أمَّا عمر فإنَّه لمَّا أراد الهجرة، تَقلَّدَ سيفه، وتنكَّبَ قوسه، وفي يده سهام، وتقدَّم من الكعبة والملأ من قريشٍ بفنائها، فطاف بها سبعاً، ثمَّ أتى المقامَ فصلَّى ركعتين، ثمَّ أقبل على القوم وصاح فيهم، شاهتْ الوجوه، مَن أراد أن تثكله أمَّه، أو يُؤتِّمَ ولده، أو يُرمِّل زوجته، فلْيَلْقَنِي وراء هذا الوادي فإنِّي مهاجر! وأدار ظهره ومضى، فلم يجرؤْ أحد منهم على أن يتبعه!

❞ فإن كان الميدان في الشَّجاعة فهو المقدام، وإن كان في الصَّدقة فهو الجواد، وإن كان في الرَّأي فهو المُحدَّثُ المُلْهَمُ، وان كان في العقيدة فهو الفاروق، وإن كان في الرَّحمة فهو الأمُّ الرَّؤُوم، وإن كان في العبادة فهو الرَّاهب، وإن ❝

والبركة جند من جنود الله، إذا حلَّت في المال أكثرته، وإذا حلَّت في الابن أصلحته، وإذا حلَّت في الجسم قوَّته، وإذا حلَّت في القلب أسعدته!

إيّاك أن يكبلك الشيطان بالمعصية، فيقولُ لكَّ: ألَا تخجل من نفسك، تعصِّي الله وتريد أن تلقاه، بأيِّ عين تلقاه؟!

‫ فقل له: ألقاه بعين الذين يحبونه وإن عصوه!

❞ وأحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني

⁠‫وأجملُ منكَ لم تلدِ النِّساء

⁠‫خُلِقتَ مُبرَّأً من كلِّ عيبٍ

⁠‫كأنَّك قد خُلقت كما تشاءُ! ❝

وما تُعُبِّدَ الله بشيءٍ أحسن من الإحسان إلى خلقه!

سِرْ إلى الله على أيَّةِ حالٍ كنت! لا تدعْ شيئاً يُكبلك، تحاملْ على نفسك فإنها أيام تمضي والموعد الجنة إن شاء الله!

وبينما النبيُّ ﷺ يُشرِفُ على دفن شهداء غزوة أحد قال:

‫ ‏»اِدْفِنُوا عمرو بن الجموح وعبد الله بن حرام

‫ ‏في قبرٍ واحدٍ، فإنهما كانا مُتحابين»

فتخيروا طُرق العطاء!

أن يُقدِّر كل إنسان ظروفه، ويتصرف على هذا الأساس،

والعظماء لا يلقون المسؤوليات عن أكتافهم، وإنما يتشبثون بها،

فلا شيء يرممُ فقد الدنيا سوى معرفة أن الآخرة خير منها وأبقى،

أحياناً لا يريدُ الناسُ أكثر من كلمة حلوة، وتربيتة على الكتف، وأن تُخبرهم أنكَ تهتم، وأنه يُوجعك حزنهم.

أراد الله سبحانه أن يُربي هذه الأمة ويُخبرها ألا نصر إذا لم يُطَعْ عبده ورسوله!

‫ ولأن فقد الأحبة مُوجع، والفِراق أليم، والصحابة بشر، خيَّم عليهم الحزن، حتى النَّبيّ ﷺ كُلِمَ بفقد عمه، وظلَّتْ خسارة حمزة جرحاً ينزُّ داخله إلى أن فارق الدنيا!

ولكن على الحياة أن تمضي، فلملموا جراحاتهم، وطيَّب بعضُهم خاطر بعض،

وهزيمةٌ تُربيكَ وتكسركَ وتُريك خطأك، خير من نصرٍ يُطغيك!

وهزيمةٌ تُربيكَ وتكسركَ وتُريك خطأك، خير من نصرٍ يُطغيك!

وهزيمةٌ تُربيكَ وتكسركَ وتُريك خطأك، خير من نصرٍ يُطغيك!