ويا ليومِ هجرة عمر من مكَّة إلى المدينة، كان يوماً كشَّرتْ فيه سمة الحزم عن أنيابها، ذاك أن المسلمين كانوا يهاجرون سرّاً، أمَّا عمر فإنَّه لمَّا أراد الهجرة، تَقلَّدَ سيفه، وتنكَّبَ قوسه، وفي يده سهام، وتقدَّم من الكعبة والملأ من قريشٍ بفنائها، فطاف بها سبعاً، ثمَّ أتى المقامَ فصلَّى ركعتين، ثمَّ أقبل على القوم وصاح فيهم، شاهتْ الوجوه، مَن أراد أن تثكله أمَّه، أو يُؤتِّمَ ولده، أو يُرمِّل زوجته، فلْيَلْقَنِي وراء هذا الوادي فإنِّي مهاجر! وأدار ظهره ومضى، فلم يجرؤْ أحد منهم على أن يتبعه!
والذين معه: الصحابة كما لم تعرفهم من قبل > اقتباسات من كتاب والذين معه: الصحابة كما لم تعرفهم من قبل > اقتباس
مشاركة من Narges mubarak ๗
، من كتاب
