اقتباسات أحمد خالد توفيق

الرعب حالة نفسية يستحضرها المرء فـى أى مكـان .. فإذا دوَّنها على الورق صـار ( لافكرافت ) أو ( ستوكر ) ، وإن أخرجها قـولًا وفعلًا صار امرأة هستيرية ، وإن كتمها فى صدرە صار مجنونًا …

لا سبيل ليرضى الغرب عنك.. مهما فعلت أنت مقصر متخلف.. الحل الأمثل لهم هو أن تنقرض…

هز رأسە وابتسم وقال :

⁠‫ــ « لا توجد أنواع من القصص .. هناك قصة جيدة وقصة رديئة .. »

⁠‫إنە هذا الرد الجاهز ( الحمضان ) لدى الروائيين .. يقولونە فى كل مناسبة ..

ي

الكتابة عن الحزن تجلب الكثير من المال الذي يجلب البهجة. بينما الكتابة عن الفشل تحقق نجاحًا أكيدًا .

جماعات السحر الوثنـى تملأ أوروبا على كـل حـال فلن يضيف الأمريكان شيئًا إلا التقليد .. هم ــ كما قال ــ يقلدون الشامانية والصوفية والسحرة ويلبسون الجلباب والشيلوار ويأكلـون الكبـاب والسوشـى .. باختصار : هم يقلدون كل الشعوب بلا أصالة ..

هناك فـى ذهننا صورتـان جاهزتان للساحرات : الساحرة الشمطاء ذات المكنسة والدمل على أنفها ، والساحرة الغامضة الفاتنة سـوداء الثياب والشعر والعينين ، والتى تجعل الرجـال بلهاء ..

طقوس ( الويكا ) لم تعد سرًّا بل الكل يعرف أن ساحرات ( الويكا ) يجتمعن هناك .. لقد مر زمن طويل على الحقبة التى كانوا يحرقون فيها هؤلاء .. هناك سيارات شرطة تنظم المرور وهناك لافتات ومتاجر تبيع التذكارات وهناك مهرجان عـام وبعض السياح الفضوليين .. باختصار لـم يبق إلا بعض المجاذيب ليتحول المشهد إلـى أى مولد عندنا فـى مصر .. فـى أمريكا يمكن لأى واحـد أن يعتقد بأى شىء .. فقط بشرط ألا يحدث ضجيجًا أو يعرقل المرور

هـذه الإضاءة تحطم الأعصاب فعلًا ، دعـك من أن الله خلق جهازنـا العصبى كـى ينام ليلًا .. كى يجد الضوء الخافت أو الظلام حوله ليلًا .. أيـة محاولة لخرق نامـوس الطبيعة البيولوجية هـذا لا بد أن تقود إلى اضطراب نفسى .. ربما إلى الجنون ..

⁠‫ليس بهذه السرعة طبعًا .. سوف أتوتر ثلاثة أو أربعة أيام ثم أبدأ الكلام عن مؤامرة المخابرات المركزية لقتلى لأننى أملك أسـرار القنبلة الهيدروجينية ، ثـم تأتى مرحلة الكسرولة على الرأس .. القصة دومًا هكذا ..

قليل مـن يعرف أن طريقة السلويـت مشتقة مـن اسـم ( سلويت ) وزيـر مالية فرنسا الذى هاله ما ينفقه الناس مـن مال للحصول على لوحـات تمثلهم بريشة كبار الرسامين ، هكذا طلب منهم أن يستخدموا هذه الطريقة لأنها أقل تكلفة .. الواقع أنها أجمل كذلك ..

أعنـى أن اللوعــة والهستيريـا والصراخ تتعلق بأمـور لا تستحق غالبًا .. يعرف الجراحـون أن مريـض الانسـداد المعـوى أو تهتك الطحال الـذى يشكـو ألمًا مروعًا حقيقيًّا يظل ساكنًا ينظر إليك ويفضل عدم الكلام ؛ كى لا يحرك جدار بطنه ، بينما الصراخ وعض الوسائد والركل والتلوى قد يكون معناه أن الألم فيه قدر لا بأس به من الهستيريا ..

ثمة شىء يحطم الأعصاب فى ضعفه هذا .. أبى عصبى لا يسامح الضعف البشرى ولا يقبل الزلات من أى نوع .. فليبق كذلك ! .. . أما هذا الوهن فيلتهم روحى ويشعرنى بقنوط شديد. عندما يصدر الأسد أنينًا خافتًا كقط جريح .. فهذا يمزق قلبك فعلًا .. ..

⁠‫الأسد يجب أن يزأر .. يزأر بقوة وشراسة ..

⁠‫الأسد يجب أن يفترسنا !!

لكنها ككل المواهب التى تزيد من حساسية المرء تجعل الحياة صعبة .. ذو السمع المرهـف أكثر مـن البشر العاديين يجن بعد فتـرة .. الصمم يسبب البارانويـا على فكرة .. الأصـم يعتقد أن كـل النـاس يسخرون منه أو يتآمرون ضـده .. هـذا يدلك على أن الله أعطانـا القدر الكافـى الصحيح من الحواس .. زيادة الحواس تقود للجنون .. نقصها متعب ..

⁠‫( روى ) .. اسمه ( روى ) .. لا يوجد كلب ذكر إلا واسمه ( روى ) ، ولا توجد كلبة إلا واسمها ( توسكا ) .. هذا هو القانون ..

مـع الرغبة فـى الشعور بالأهمية .. ذلك الشعور اللذيذ بأن الحياة ستفسد والشهب ستهوى لتحرق المدن الآمنة لـو لـم نكن موجوديـن .. عرفت مديريـن يتغيبون عـن العمل لبضعة أيـام ، ثم يستشيطون غيظًا عندما يكتشفون أن كل شىء كان يسير بدقة الساعة فى غيابهم .. هذا يثير جنونهم ..

كل الأمهات لهن رأى سلبى فى أى شىء يحبه الأطفال .. الشيكولاتـة تتلف أسنانك .. البلل بالماء يسبب لـك الالتهاب الرئوى .. لعب الكرة يتلف الثياب .. القطط الصغيرة تجلب الأمراض .. باختصار : كـل ما يحبه الأطفال مـؤذٍ كريه .. والعكس صحيح طبعاً

كـان هـذا رأيـى دومًا .. عندمـا يتحمس الشاعر ويبـدأ فـى إنشـاد قصيـدة فلا طريقة لمنعه إلا وضع الديناميت فى فمه ..

بينى وبينك صار موضوع التخصص يجعلنا عاجزين عن إبداء الرأى فى أى شىء .. ترى لوحة فتشعر أن من رسمها فأر سقط فى دلو طلاء ، لكنك تفتح فمك فيقولون لك إن عليك أن تخرس لأنك غير دارس أكاديميًّا .. تقرأ قصيدة تحكى عـن الذبابة التى سقطت فـى طبق عسل ، مما أدى إلى أن تصاب السلحفاة بسرطـان المستقيم .. توشـك على أن تقول إن هذا كلام فارغ فيقولون لك إنك غير مؤهل لتحليل النص .. الآن أتهمك بالتكرار فتقول إني لست إعلامياً!

هـذه هى فلسفتى .. دائمًا أتوقـع الأسـوأ وفـى كـل مرة يتضح أن توقعاتى كانت أسـوأ من الحقيقة .. هـذا جعل الحياة بالنسبة لـى سلسلة من المفاجآت السارة !.. المتفائلون فى رأيى هم أكثر الناس إصابة بخيبة الأمل ، بينما أنا أتوقع مثلًا أن يسقط علينا نيزك فـى هـذه اللحظة .. لو لم يحدث هذا شعرت بأننى محظوظ وأن الحياة أجمل مما نظن

⁠‫( غـادة ) على الأقـل كانـت تعرف أن كـل محاولات تسمينها قــد فشلت .. لا شـىء يجـدى معهـا .. إن كانـوا سينتظرون حتـى تسمـن فلسـوف ينتظرون للأبـد .. كانت أمها تطعمها أطنانًا من المفتقة ومربى ( خرز البقر ) كى تسمن بلا جـدوى .. وقـد كانت الأم تؤمـن أن الفتاة السمراء النحيلة ليس لها مستقبل مـن أى نـوع فـى مصر أو أى بلد عربـى آخر .. المجـد والسؤدد للفتاة البيضاء السمينة ..