اقتباسات أحمد عبدالحليم

لا أدرى كيف كلَّ هذا سرحتُ، جريتُ، جئتُ بقصص من هنا وهناك، وعرّيتُ نفْسي، بل عرّيتُكم.

بعد صمتٍ، قلتُ: «لأن ليس لـي فيها أيَّ شيء»، حين سألني ضابط المخابرات في أحد مطارات الدول العربية، «لماذا لا تعود إلى بلدك؟».

أما السياسة، جسد، سجن، يقتلك، أو يدفَعك لمحاولة شنق نفسك، أو تصدمك سيارة، أو تسافر وتُرحَّل، ومرة أُخرى تسافر، وتذهب إلى البحر، وتحاول الغرق، ولن تفلح.

حتى أنا، لم أصدق المحامين الذين يجرون وراءنا في المحاكم وأماكن الاحتجاز، ويترافعون عنَّا، ويعرضون أنفْسهم للمخاطر السياسية والأمنية، بسبب الوقوف مع المعارضين ضد السُّلطة، ينصبون علينا. كيف هذا؟! هذا ما حدث، المتاجرة بالقضايا والأخلاق، بكل شيء من أجل المال والسُّلطة، هكذا الواقع.

أيقنتُ أن الصداقة الحقيقية لا تدوم من فراغ، تدوم بملء الواجب، الواجب الذي أصبح من العيب ذكره في عالم اليوم، عالم تفكيك الأخلاق.

حياتنا هي سورة السجن التي أكلت أوراقَها الماعزُ، ولم يضمَّها مصحفٌ.

الحمد لله، على أنّه انحاز تلك المرة لنا.

ما الفائدة؟ كفانا شهوة وابتذالًا. كفانا حقيقة؛ لكيلا يكرهنا الناس.

في مسجد كبير أجواؤه مُعطّرة، حين كنتُ آكل من الله وجبات فاسدة من الصبر.

وجهة نظري الكَفيفة،

الكتابة كأي مهنة، شللٌ من العصابات التحزّبية فكريًّا وتنظيميًّا. يظهرون كمُثقفين مُعارضين للسُّلطة، للقمع، للسجن والمنفى. وهم في داخلهم وخارجهم، أولاد مُستبدة. حسب أهوائِهم، يوافقون أو يرفضون مقالات الناس. يكتنزون الوظائف والأموال لمن يُطبِّل لهم لا للأكفَّاء. همُّهم الأول والأخير، احتلال الشواغر الوظيفية، الأموال والجنّسيات القطرية والتركية، الأوربية والأمريكية. عصابات وشلل، وسائط ومحسوبيات.

(المنفى الأناني) هو المنفى الذي تغيَّر معناه من النضال الجماعي إلى الخلاص الفردي. البحث عن الاستقرار والأموال والمناصب والشهادات، ويلعن أم السياسة والتضحية. سأكتبه قريبًا، لكن عليَّ البحث عن منصة تدفع فيه مَبلغًا كبيرًا.

هذا هو الحلم. العيش كإنسان درجة ثانية أو ثالثة أو رابعة، أفضل من السجن،

فلا أعرف كيف وصلتُ إلى كل هذا الرخاوة، والهشاشة، مع أنني أمتاز بالقوة، والثقة، صدِّقيني، عندي كبرياء كالبحر، والحرب. لكنها كثرة الخيبات

. هكذا جنوني، فوضويتي، أمّلتني. هنا، أنا يا إما مرفوض، مُتجَاهل، وإما غير مفهوم، لكنني مُحب، وطيب، وحساس، وغبي ربما، وهذا لا يكفي، عن تجارب، لا يكفي أبدًا.

مرتبكًا تحت مغيب شمس الله، الذي اختار، وهو حرٌّ، أن يكون الشرَّ فلسفة الحياة الـمُنتصرة،

ولماذا بعد الموت بعث؟ لماذا إصرار الله على أن نعيش؟

ما معنى أن يعيش الإنسان وحيدًا، ثم يموت

الطابور ليس غريبًا عليَّ، هكذا حيوات التابعين كُلّها زحام وانتظار.

لكن حديث الأعين طغى، أعيننا تتمَّعن، تتأمل، تصعد، تهرب في اللا شيء. سريعًا تقع في الحب، في الجسد، تتحدث، تصمت، تكتب، تُقبِّل، تُشعر وتُلحن. صدرها، عبر قميصها المفتوح، لامس صدري. غدًا سأكتب كلمات لم تَحدث، مثلما كتبتُ الآن.