اقتباسات خليل النعيمي

ما أبدَع الأمكنة، وما أقساها عندما تستولي على قلوبنا.

لا بد من الوصول إلى حلب. حلب أول الطريق.

قالوا: «متى تموت»؟

‫ قال: «عندما يهترئ حذائي».

‫ من مقهى إلى مقهى سوف أتابع المشي والجلوس باحثًا عن الشمس التي مثل ثعلب زفزاف تظهر وتختفي لكأنها تُلاعِب البشر وهي في الحقيقة في صراع مستمر مع الغيم.

العلاقة مع الأمكنة، مثلها مع الكائنات تحتاج إلى التوازن العميق، لا إلى الاتِّزان الكاذب وهي تنضج بالتأمُّل البطيء وليس بالاتصال المتسرّع.

في فضاء هيروشيما الآسر، العين تُصيغ الجملة قبل أن يكتبها القلم. المرئيّ هو الذي يحدِّد كل شيء: الفكر، واللغة، والكلام، ومن بعد، ينطلق نحو تشكيل التعبير الأوْفى

نخرج من جبل، وندخل في جبل. جبال اليابان، كلها مثقوبة. أنفاق تلي أنفاقًا. ولولا هذه الأنفاق العملاقة التي تخترق سلاسل الجبال اللا متناهية، لما أمكن السير

مكان لا أكتبه، لا يبقى في نفسي منه شيء

العين ليست حيادية. والقلب يتبعها كاليتيم الذي يخضع لرغبات أمه.

الإنسانية المسافرة تعرف جيدًا أن السفر ليس مغامرة، فحسب، وإنما هو متعة وعذاب. ومَنْ يطلب الراحة، ويخشى التعب والإرهاق، ما عليه إلا أن يظل نائمًا في مكانه.

نعم! تعلَّمْ من الدود الذي يعرف كيف يحيا برغم ضآلة حجمه، وعدائية الآخرين اللا متناهية تجاهه، مع أنه لا يفعل شيئًا غير البحث عن أسباب الحياة على أرض كانت بالأصل له

ولكي أرى بشكل أفضل، أبدأ الكتابة. صرتُ أعرف أنني عندما لا أكتب «الشيء» لا أراه. الكتابة، عندي، أحسن وسيلة أملكها؛ لكي أحتفظ بما أرى، وأحس.

للطغاة أزمنة ويزولون حتمًا. لكن التاريخ لا زمن له. ولا ثمن. وهو أغلى من الحرية الكاذبة بكثير.

الطغاة «الحقيقيون» هم الذين لا يكتفون بشنْق خصومهم، فقط، وإنما يزيِّفون التاريخ، ويشنقونه.

أقرأ بعينيَّ الآيات المدوَّنة على الحيطان. أتساءل: كمْ من بشر مرَّ وراح؟ وكم من حاكم توَلّى، ووَلّى؟

وأن الآخرين يختلفون عنا كثيرًا، لكنهم يشبهوننا بعمق حتى لنكاد أن نعثر على أنفسنا فيهم.

‫ السفر متعة وحرية… بواسطته نكتشف أن العالَم متعدد وكبير، وأن المكان الواحد ليس إلا صورة محدودة عن الكون اللا محدود،

‫ تذَكَّرْ أن السفر متعة،

‫ وأن المتعة ليست بحاجة إلى إقناع الآخرين بجدواها.

الرغبة في اكتشاف الأمكنة تُحَرِّضني مثل طفل يريد أن يكبر.

لا شيء يمكن أن يحقننا بالمتعة والمعرفة مثل الرحيل. مثل مشاهدة أماكن لم نشاهد مثلها من قبل. ذلك، وحده، يجعلنا ننسى بلادتنا وخمولنا الذهني، ولو لفترة قصيرة.